19 سبتمبر 2022
سيناريو مرعب للموصل المنكوبة
الموصل التي تتوسّط قلب الشرق الأوسط تعيش، منذ سنوات، محنة تاريخية، وتعدّ اليوم مدينة منكوبة، وبمنتهى البشاعة، بعد أن عبثت بها وبملايينها الثلاثة من البشر قوى من شراذم الإرهابيين، بدءا بالقاعدة وانتهاء بداعش، ولا يعلم أحد إن كانت قوى إرهابية أخرى ستحلّ فيها. والمدينة، في الأصل، تقع في الجانب الأيمن من دجلة، إذ لم يكن للساحل الأيسر أي وجود قبل مائة سنة باستثناء ضريح النبي يونس، إذ هو ملاصق لآثار العاصمة الآشورية القديمة نينوى، والتي كانت مجرّد أطلال على تلول عالية. ومنذ بدايات القرن العشرين، وعلى امتداد العهود الوطنية، بعد تأسيس المملكة العراقية عام 1921، بدأت الموصل القديمة بالتوّسع في كلّ من الساحلين الأيمن والأيسر، وبدأت الجهود تنصبّ على أحياء العاصمة القديمة، نينوى الآشورية، في الأيسر، حين بقيت آثار الموصل القديمة في الأيمن تمثل العصور المسيحية الكلاسيكية والإسلامية الوسيطة، منذ فتحت على عهد عمر 637 ميلادية. وكان للمدينة دورها في التاريخين، السياسي والحضاري، إذ بقيت حاضرة حيّة لم تمت، وغدت عاصمة لأكثر من دولة، كالحمدانيين والعقيليين والأتابكة الزنكيين، وصولا إلى دورها العثماني على العهد الجليلي 1726- 1834.
تطورت فيها المدارس والمعاهد، ونبغ فيها شعراء وعلماء وفقهاء عديدون، فهي مدينة أبو تمام، وأبناء الأثير، والموصليين إبراهيم وإسحق، وازدحمت فيها المصانع والأسواق والحمامات والقيصريات والخانات.. واتصفت بجمالياتها الطبيعية، وبقيت موروثاتها الحضارية حيةً، فضلا عمّا شهدته، في القرن الماضي، من التطورات العمرانية والجسور والجامعات والمدارس والحدائق والفنادق.. وغدت أم الربيعين رئة العراق، بمهرجاناتها وغاباتها وشلالاتها ومطاعمها ونواديها وأسواقها ومنتوجاتها الطبيعية. وكان أبناؤها الأذكياء قد ساهموا بإخلاصٍ وتفانٍ في بناء الدولة العراقية الحديثة، وزراء وقادة وقضاة وأساتذة ومدراء وسفراء وأطباء ومهندسون.. فهي المدينة الثانية بعد بغداد.
منذ الاحتلال الأميركي 2003، والموصل تعيش مأزقاً سياسياً وأمنياً لا تحسد عليه، إذ تعرّضت دوائرها وبنوكها ومكتباتها وجامعتها ومتحفها للسلب والنهب في الأيام الأولى، وبجهود المخلصين من أهلها، فقد أرجع ما تم سلبه .. ثم غدت مستوطنةً للإرهاب مع ضعف إدارتها، وتهميش دورها، وإقصاء النظام الجديد كلّ أبنائها وضباطها ورجالها ونسوتها، بل حوربت المدينة حرباً شعواء، وخصوصا، على مدى ثماني سنوات من حكم سيئ الصيت، نوري المالكي، وعبثاً ذهبت التظاهرات في شوارعها، إذ غدت وكراً للإرهاب الذي بدأ يفرض سطوته على المجتمع الذي أخذ يعاني من اضطهاد القوى الأمنية وبطش القوى الإرهابية.. وكان أن انحل الجيش بفرقهِ فجأة، وهرب بقادته وجنوده من أمام دخول الدواعش الموصل، وفي غضون ساعات سيطرت "داعش" على المدينة بأكملها، وبدأت تمتد نحو بغداد، فاستطاعت أن تسقط المحافظات السنيّة، وبدأت تحكمها بالحديد والنار منذ منتصف 2014، وكانت الموصل العاصمة التي أعلن منها أبو بكر البغدادي خلافته المزعومة على دولته، من قلب الجامع النوري الكبير.
اليوم تعيش الموصل فصل تحريرها من "داعش"، وكان أن تحررّ الساحل الأيسر بأجمعه بطريقة أسهل ممّا عليه اليوم وضع الساحل الأيمن، فالأيسر مجموعة أحياء سكنية حديثة وأسواق ودوائر وجامعة وجوامع ومدارس، في حين يتميّز الأيمن بأسواقه القديمة وأزقته وشوارعه القديمة الضيقة وكنائسه ومتاحفه ومكتباته ووقفياته، فهو مشبّع بالحياة الحضارية والتاريخية.. وتدور معارك التحرير لهذا الساحل بغير الطرق التي استخدمت في الأيسر.. إذ طاول الأيمنَ القصفُ والتفجير، وكلّ وسائل الحرب الحديثة قبل تقدم الجيش بفصائله المتنوعة، ولم تزل العمليات حتى اليوم لم تحرّر إلا نصف الأيمن، إن الموصل القديمة تعيش الآن مأساة حقيقية، فقد فجعت الناس بفقدان أعزّ ما تملك، ودّمرت الأحياء الجميلة بشكل كامل.
حاق الخراب بالنصف المحررّ، فبدا مدّمرا بشكل كامل، وكان رئيس الوزراء قد طلب من أهل الموصل البقاء في بيوتهم، فكان أن بقوا كي تتساقط فوق رؤوسهم الأسقف والجدران.. وأخذت الناس تهرب من ويلات المعارك الضارية نحو البراري حفاة عراة، وقد افتقدت عوائل كاملة، وتحلّ الآن مأساة مروّعة للنازحين، وهم بالآلاف المؤلفة ينتشرون في العراء من دون أن تأخذ الحكومة العراقية الحيطة، ولم تخطط أبداً لمثل هذا المصير المأساوي، بل لم ترصد من ميزانيتها أيّة مبالغ لبناء مخيمّات ومستوصفات متنقلة، ولم يجد الناس أي غذاء، ولا أي دواء، ولا أي ملجأ يأوون إليه. هؤلاء البشر الذين عانوا من بطش "داعش" قرابة ثلاث سنوات، يعيشون اليوم كارثةً حقيقية، سواء كانوا من العالقين في داخل المدينة أم النازحين إلى أطرافها البريّة الموحشة.. قصفت الجسور الخمسة، فتعطلت في ربط الساحلين مع بعضهما، الموصليون جاعوا وسحقوا تحت الأنقاض، أيها العالم، بعد أن عانوا من أهوال "داعش" المضنية طويلاً.. والناس تسأل: لماذا كانت خطط تحرير الساحل الأيسر ليست كخطط الساحل الأيمن؟ لماذا سحقت أحياء كاملة كالطيران والمنطرد والجوسق والدواسة والدندان والغزلاني.. لماذا لم يجد الساحل الأيمن رجلا، مثل القائد عبد الوهاب الساعدي، كي يحمي الأهالي؟ كي لا يطلق النار عشوائيا؟ لكيلا يسحق الناس من دون مبرّر؟
لماذا، يا حكومة السيد العبادي، لم يتم أيّ تخطيط لمصير آلاف النازحين؟ لماذا لم يخصّص مبلغ من الميزانية العراقية استعداداً لمعركة الساحل الأيمن، وهي بمثل هذا العنف؟ الناس تموت موتاً بطيئاً في بيوتها، أو تقضي عليها الصواريخ والهاونات، أو تشردت الآلاف المؤلفة في العراء، وهم يموتون، بعد قهر وفناء بطيء.. ولم يعد يعرف كم فقد من البشر حتى الآن. أين المنظمّات الحكومية والأهليّة؟ أين لجان الإغاثة؟ أين هم النوّاب الذين يمثلون المدينة وأعضاء مجلس المحافظة من أهوال ما يحدث في الأيمن؟
لم يشهد التاريخ معركةً عقيمةً وقاسية من معارك المدن، حتى أيام الحرب العالمية الثانية، كما يحدث الآن. الناس تنزف حتى الموت أو تموت موتاً بطيئاً.. ولم تزل "داعش" تحكم نصف الساحل الأيمن. ما مصير أولئك الذين ما زالوا في بيوتهم بلا زاد ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء... وقد نفدت أغذيتهم وذخائرهم، وهم تحت مقصلة "داعش"؟ يناشد الموصليون أن يكون الفريق عبد الوهاب الساعدي فاتحاً، هو ومن معه من القادة العراقيين الوطنيين الشرفاء، رفقة فريق من أعيان المدينة النجباء.
نناشد العالم كلّه مرّة أخرى، بعد أن ناشدنا رئيس الوزراء العراقي أن تتأسّس وبسرعة هيئة أمنية لتولي أمن الموصل وأهلها في المناطق المحرّرة. أتمنى أن تترجم هذه المناشدات إلى أفعال حقيقية على الأرض بأسرع وقت ممكن. هناك تقصير مفضوح بحقّ الناس المدنيين الأبرياء في حربٍ ضروس ضد "داعش" التي عاثت في الأرض فساداً. ونطلب من أهلنا في الموصل الحدباء أن يصبروا ويثابروا ويصمدوا، حتى يجتازوا هذه المحنة التاريخية، ولكن عليهم ألا يسكتوا بعد اليوم على ضيم، أو ظلم، أو قهر.. فملايين الناس لم تكن مسؤولةً عن كلّ هذا السيناريو المرعب الذي دام طويلاً، وقد نفّذ بدقة وإحكام من أجل سحق مدينة عراقية عريقة وجميلة سحقاً مبرحاً.
مرة أخرى، أناشد الضمير العراقي أولاً، والضمير العربي والإنساني ثانياً، الوقوف إلى جانب مدينة عريقة منكوبة، فقدت كلّ ناسها، وسحقت ذاكرتها التاريخية، ونهبت موجوداتها الحضارية، ومحقت جمالياتها، وعمّ الخراب بيوتها. إنها ستقف مطالبة باستحقاقاتها التاريخية والوطنية والإنسانية، وأن يعمل الجميع على استعادة حياتها، بعد مرحلة "داعش" الإجرامية.. وستكون الموصل عنوان القضاء على أخطر إرهاب عرفه العالم، ولكنني أعيد وأكرر، إن لم تجد الموصل قادة شرفاء ووطنيين يحكمونها، فسوف تستمر المأساة بولادة كوارث أمرّ وأقسى.. فهل وصلت رسالتي إليكم جميعا؟
تطورت فيها المدارس والمعاهد، ونبغ فيها شعراء وعلماء وفقهاء عديدون، فهي مدينة أبو تمام، وأبناء الأثير، والموصليين إبراهيم وإسحق، وازدحمت فيها المصانع والأسواق والحمامات والقيصريات والخانات.. واتصفت بجمالياتها الطبيعية، وبقيت موروثاتها الحضارية حيةً، فضلا عمّا شهدته، في القرن الماضي، من التطورات العمرانية والجسور والجامعات والمدارس والحدائق والفنادق.. وغدت أم الربيعين رئة العراق، بمهرجاناتها وغاباتها وشلالاتها ومطاعمها ونواديها وأسواقها ومنتوجاتها الطبيعية. وكان أبناؤها الأذكياء قد ساهموا بإخلاصٍ وتفانٍ في بناء الدولة العراقية الحديثة، وزراء وقادة وقضاة وأساتذة ومدراء وسفراء وأطباء ومهندسون.. فهي المدينة الثانية بعد بغداد.
منذ الاحتلال الأميركي 2003، والموصل تعيش مأزقاً سياسياً وأمنياً لا تحسد عليه، إذ تعرّضت دوائرها وبنوكها ومكتباتها وجامعتها ومتحفها للسلب والنهب في الأيام الأولى، وبجهود المخلصين من أهلها، فقد أرجع ما تم سلبه .. ثم غدت مستوطنةً للإرهاب مع ضعف إدارتها، وتهميش دورها، وإقصاء النظام الجديد كلّ أبنائها وضباطها ورجالها ونسوتها، بل حوربت المدينة حرباً شعواء، وخصوصا، على مدى ثماني سنوات من حكم سيئ الصيت، نوري المالكي، وعبثاً ذهبت التظاهرات في شوارعها، إذ غدت وكراً للإرهاب الذي بدأ يفرض سطوته على المجتمع الذي أخذ يعاني من اضطهاد القوى الأمنية وبطش القوى الإرهابية.. وكان أن انحل الجيش بفرقهِ فجأة، وهرب بقادته وجنوده من أمام دخول الدواعش الموصل، وفي غضون ساعات سيطرت "داعش" على المدينة بأكملها، وبدأت تمتد نحو بغداد، فاستطاعت أن تسقط المحافظات السنيّة، وبدأت تحكمها بالحديد والنار منذ منتصف 2014، وكانت الموصل العاصمة التي أعلن منها أبو بكر البغدادي خلافته المزعومة على دولته، من قلب الجامع النوري الكبير.
اليوم تعيش الموصل فصل تحريرها من "داعش"، وكان أن تحررّ الساحل الأيسر بأجمعه بطريقة أسهل ممّا عليه اليوم وضع الساحل الأيمن، فالأيسر مجموعة أحياء سكنية حديثة وأسواق ودوائر وجامعة وجوامع ومدارس، في حين يتميّز الأيمن بأسواقه القديمة وأزقته وشوارعه القديمة الضيقة وكنائسه ومتاحفه ومكتباته ووقفياته، فهو مشبّع بالحياة الحضارية والتاريخية.. وتدور معارك التحرير لهذا الساحل بغير الطرق التي استخدمت في الأيسر.. إذ طاول الأيمنَ القصفُ والتفجير، وكلّ وسائل الحرب الحديثة قبل تقدم الجيش بفصائله المتنوعة، ولم تزل العمليات حتى اليوم لم تحرّر إلا نصف الأيمن، إن الموصل القديمة تعيش الآن مأساة حقيقية، فقد فجعت الناس بفقدان أعزّ ما تملك، ودّمرت الأحياء الجميلة بشكل كامل.
حاق الخراب بالنصف المحررّ، فبدا مدّمرا بشكل كامل، وكان رئيس الوزراء قد طلب من أهل الموصل البقاء في بيوتهم، فكان أن بقوا كي تتساقط فوق رؤوسهم الأسقف والجدران.. وأخذت الناس تهرب من ويلات المعارك الضارية نحو البراري حفاة عراة، وقد افتقدت عوائل كاملة، وتحلّ الآن مأساة مروّعة للنازحين، وهم بالآلاف المؤلفة ينتشرون في العراء من دون أن تأخذ الحكومة العراقية الحيطة، ولم تخطط أبداً لمثل هذا المصير المأساوي، بل لم ترصد من ميزانيتها أيّة مبالغ لبناء مخيمّات ومستوصفات متنقلة، ولم يجد الناس أي غذاء، ولا أي دواء، ولا أي ملجأ يأوون إليه. هؤلاء البشر الذين عانوا من بطش "داعش" قرابة ثلاث سنوات، يعيشون اليوم كارثةً حقيقية، سواء كانوا من العالقين في داخل المدينة أم النازحين إلى أطرافها البريّة الموحشة.. قصفت الجسور الخمسة، فتعطلت في ربط الساحلين مع بعضهما، الموصليون جاعوا وسحقوا تحت الأنقاض، أيها العالم، بعد أن عانوا من أهوال "داعش" المضنية طويلاً.. والناس تسأل: لماذا كانت خطط تحرير الساحل الأيسر ليست كخطط الساحل الأيمن؟ لماذا سحقت أحياء كاملة كالطيران والمنطرد والجوسق والدواسة والدندان والغزلاني.. لماذا لم يجد الساحل الأيمن رجلا، مثل القائد عبد الوهاب الساعدي، كي يحمي الأهالي؟ كي لا يطلق النار عشوائيا؟ لكيلا يسحق الناس من دون مبرّر؟
لماذا، يا حكومة السيد العبادي، لم يتم أيّ تخطيط لمصير آلاف النازحين؟ لماذا لم يخصّص مبلغ من الميزانية العراقية استعداداً لمعركة الساحل الأيمن، وهي بمثل هذا العنف؟ الناس تموت موتاً بطيئاً في بيوتها، أو تقضي عليها الصواريخ والهاونات، أو تشردت الآلاف المؤلفة في العراء، وهم يموتون، بعد قهر وفناء بطيء.. ولم يعد يعرف كم فقد من البشر حتى الآن. أين المنظمّات الحكومية والأهليّة؟ أين لجان الإغاثة؟ أين هم النوّاب الذين يمثلون المدينة وأعضاء مجلس المحافظة من أهوال ما يحدث في الأيمن؟
لم يشهد التاريخ معركةً عقيمةً وقاسية من معارك المدن، حتى أيام الحرب العالمية الثانية، كما يحدث الآن. الناس تنزف حتى الموت أو تموت موتاً بطيئاً.. ولم تزل "داعش" تحكم نصف الساحل الأيمن. ما مصير أولئك الذين ما زالوا في بيوتهم بلا زاد ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء... وقد نفدت أغذيتهم وذخائرهم، وهم تحت مقصلة "داعش"؟ يناشد الموصليون أن يكون الفريق عبد الوهاب الساعدي فاتحاً، هو ومن معه من القادة العراقيين الوطنيين الشرفاء، رفقة فريق من أعيان المدينة النجباء.
نناشد العالم كلّه مرّة أخرى، بعد أن ناشدنا رئيس الوزراء العراقي أن تتأسّس وبسرعة هيئة أمنية لتولي أمن الموصل وأهلها في المناطق المحرّرة. أتمنى أن تترجم هذه المناشدات إلى أفعال حقيقية على الأرض بأسرع وقت ممكن. هناك تقصير مفضوح بحقّ الناس المدنيين الأبرياء في حربٍ ضروس ضد "داعش" التي عاثت في الأرض فساداً. ونطلب من أهلنا في الموصل الحدباء أن يصبروا ويثابروا ويصمدوا، حتى يجتازوا هذه المحنة التاريخية، ولكن عليهم ألا يسكتوا بعد اليوم على ضيم، أو ظلم، أو قهر.. فملايين الناس لم تكن مسؤولةً عن كلّ هذا السيناريو المرعب الذي دام طويلاً، وقد نفّذ بدقة وإحكام من أجل سحق مدينة عراقية عريقة وجميلة سحقاً مبرحاً.
مرة أخرى، أناشد الضمير العراقي أولاً، والضمير العربي والإنساني ثانياً، الوقوف إلى جانب مدينة عريقة منكوبة، فقدت كلّ ناسها، وسحقت ذاكرتها التاريخية، ونهبت موجوداتها الحضارية، ومحقت جمالياتها، وعمّ الخراب بيوتها. إنها ستقف مطالبة باستحقاقاتها التاريخية والوطنية والإنسانية، وأن يعمل الجميع على استعادة حياتها، بعد مرحلة "داعش" الإجرامية.. وستكون الموصل عنوان القضاء على أخطر إرهاب عرفه العالم، ولكنني أعيد وأكرر، إن لم تجد الموصل قادة شرفاء ووطنيين يحكمونها، فسوف تستمر المأساة بولادة كوارث أمرّ وأقسى.. فهل وصلت رسالتي إليكم جميعا؟