وطبقا لتحقيق جديد أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية، فإن هناك أدلة حديثة تظهر تسليم أسلحة أميركية للانفصاليين المدعومين من الإمارات، ويتم استخدامها لمحاربة القوات الحكومية المعترف بها دوليا.
ووجد التحقيق أنه تم تسليم سلاح أميركي تم بيعه للسعودية والإمارات لمقاتلين لا يخضعون للدولة، بمن فيهم مقاتلون لهم علاقة بالقاعدة ومليشيا سلفية متشددة وجماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومة من إيران.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قد ردت على تقرير سابق لـ"سي أن أن" عن ذات الموضوع، نشر في فبراير المنصرم بأنها ستجري تحقيقا في عملية تحول مسار الأسلحة الأميركية إلى جماعات غير حكومية في اليمن، لكنه يبدو أن الوضع يزداد سوءا، كما توصلت "سي أن أن".
وعبر مشرعون أميركيون عن امتعاضهم من تحول مسار الأسلحة الأميركية إلى جهات غير حكومية. وقالت السناتورة إليزابيث وارين، السناتورة الأوفر حظاً لتصبح المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي في عام 2020، إن انتقال السلاح إلى جماعات عدوة للولايات المتحدة أمر مقلق جدا.
وأوضحت وارن أنها تعتزم متابعة النتائج مع إدارة ترامب، مضيفة: "لم تقدم وزارتا الدفاع والخارجية إجابات على الأسئلة التي أثرتها في فبراير، وسوف أتابع الموضوع ".
وبالتعاون مع صحافيين يمنيين، تمكنت "سي أن أن" من تصوير عدد من المركبات الأميركية المدرعة المضادة للكمائن والألغام، التي سلمت لمليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
وبتحليل مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي للاشتباكات بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي في جنوب اليمن، حصلت "سي أن أن"على عدة أدلة تؤكد استخدام أسلحة ومعدات أميركية من قبل مليشيا المجلس الانتقالي، التي استخدمتها ضد قوات الحكومة اليمنية.
ويظهر شريط فيديو مركبة أميركية مدرعة مضادة للكمائن والألغام لدى قوات ألوية العمالقة، التي يتكون أغلب أفرادها من جماعات سلفية تدعمها الإمارات، وقد قاتلت بعض هذه القوات إلى جانب الانفصاليين ضد القوات الحكومية.
وكان تحقيق نشرته شبكة "سي أن أن" الأميركية في فبراير المنصرم كشف أن السعودية وحلفاءها نقلوا أسلحة أميركية الصنع إلى تنظيم "القاعدة" ومليشيات متشددة في اليمن.
كما بيّن التحقيق أن جزءا من هذه الأسلحة الأميركية وصل أيضاً إلى أيدي الحوثيين، ما من شأنه أن يكشف تفاصيل حساسة عن بعض التكنولوجيا العسكرية الأميركية لطهران، ويحتمل أن يعرض حياة القوات الأميركة في مناطق الصراع الأخرى للخطر، بحسب الشبكة.
ولفت التحقيق إلى أن السعودية والإمارات استخدمتا الأسلحة الأميركية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية، للتأثير على المشهد السياسي المعقد، وفق ما نقلت "سي أن أن" عن قادة ميدانيين ومحللين.
وفي هذا السياق قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن التحالف الذي تقوده السعودية يخرق شروط مبيعات الأسلحة مع الولايات المتحدة، وإن هناك تحقيقاً يجري في هذا الشأن.
وسبق أن نشرت الشبكة الأميركية تحقيقات تفيد بأن أسلحة أميركية الصنع استخدمت في سلسلة من هجمات التحالف السعودي وأدت إلى مقتل عشرات المدنيين، العديد منهم من الأطفال.
كما أنه سبق أن كشفت وكالة "أسوشييتد برس"، في أغسطس /آب الماضي أن التحالف الذي تقوده السعودية، أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، ودفع لهم أموالاً للخروج من مناطق رئيسية، كما أنه أبرم اتفاقات معهم للانضمام إلى التحالف.