مع صغر سنّه التي لا تتجاوز 19 عاما، إلا أن الشاب براء السوسي، يمتلك مئات القطع الأثرية، جمعها بنفسه، ويحتفظ بها في غرفته الخاصة، بمنزله الواقع غربي مدينة غزة.
ودفع الشغف بالتاريخ والآثار، بالشاب السوسي، إلى تحويل غرفته التي لا تتجاوز مساحتها (16 مترا مربعا) إلى ما يشبه المتحف، حيث تضم قرابة ستمئة قطعة أثريّة، وثلاثة آلاف طابع بريدي، وأربعة آلاف قطعة من العملات المعدنية والورقية.
ويقول السوسي: "أحتفظ بآثار تعود لحضارات سابقة، مرت على غزة، وجمعتها على مدار ست سنوات عن طريق شرائها من أفراد بمبالغ زهيدة".
ويضيف: "يوجد لدي أوراق نقدية، وعملات معدنية، وأدوات فخارية، ونحاسيات، وطوابع بريدية، وأدوات للخياطة، وأحجار، تعود إلى عهود الرومان، والبيزنطيين، والبلطميين والعثمانيين".
ويتابع السوسي: "جمعتها لأكون مصدراً للحضارات التي كانت تسكن فلسطين".
ويكمل: "أرض فلسطين وغزة تحديدا، كانت منبعا للحضارات في العصور الماضية، وكانت ممرا لمعظم الجيوش، ولكن رغم وجود آثار كثيرة في فلسطين إلى أنه من النادر أن يحتفظ بها أحد (..) هذا خطأ كبير يجب على الكل أن يتداركه لأن هذه الآثار تعكس تاريخنا".
ويشير إلى أن دافعه لجمع المقتنيات القديمة التي تعود لآلاف السنين هي "الهواية، ومحاولة حفظ تاريخ فلسطين من الاندثار".
وعلى باب غرفته يضع السوسي، عددا من بقايا الأباريق القديمة التي كانت تستخدم لشرب ونقل الماء، في العصور القديمة.
وعلى أريكة قديمة مجاورة لباب غرفته، وضع إبريقا إسلاميا نحاسيا قديما، منقوشاً عليه يدوياً، وبجواره بعض الأواني والأباريق النحاسية القديمة.
وفي أحد الألبومات المصنوعة من النايلون رتب السوسي، العملات المعدنية والطوابع البريدية التي كان يتداولها السكان في العصور السابقة حسب تاريخها خوفا عليها من التلف.
ويتمنى الشاب السوسي، أن يتمكن من تأسيس "متحف" خاص، يعرض فيه كافة مقتنياته القديمة، ويكون حاضناً لجميع الحضارات التي مرت على فلسطين.