وما زال عشاق هذه الفرقة يُظهرون وفاءهم لها بزيارة "آبي رود ستديو" الموجود بالشارع نفسه، حيث سُجلت معظم أغنياتهم. هناك يوقّع الزوّار على الجدران. ويحاولون محاكاة صورة من ألبوم اسمه "آبي رود" سُجل في هذا الاستديو، التُقِطَت لأعضاء الفرقة وهم يعبرون ممرّ المشاة. وهناك يلتقط المعجبون صوراً لأنفسهم.
يقع "استديو آبي رود" في منطقة سكنية هادئة. يقال إنّه كان بيتاً من تسع غرف. ويحكي أحد سكان المنطقة أنّه لم يزعجهم بقدر ما فعل ويفعل المعجبون: "بعض الأحيان يُعرقلون السير فتعلو الزمامير". ولكن لحسن الحظّ تقتصر الزيارات على النهار دون الليل. يروي أحد العاملين في الاستديو أنّ "المعجبين يوقّعون أو يكتبون إهداءات على جدار واجهة الاستديو، ما يضطرّ البلدية إلى طلائه كلّ ثلاثة أشهر، ليملأه المعجبون مرة أخرى".
ومن بين المعجبين بالفرقة شاب عمره 27 عاماً يلبس سترة صفراء كُتب عليها "هنا من أجل المساعدة"، يحمل آلة تصوير، فرنسي الأصل، يُدعى فرانك. وهو مصوّر فوتوغرافي متخصّص في تصوير معجبي الفرقة وهم يعبرون الممرّ الشهير، بعد إرشادات منه عن الوضعية الصحيحة التي يجب اتخاذها لالتقاط صورة تشبه صورة الفرقة الموجودة على غلاف ألبوم "آبي رود". يقول فرانك إنّه احترف هذه المهنة منذ 4 سنوات حين بدأ بتصوير السياح في مختلف المناطق السياحية بلندن. وبعد اكتشافه الشارع قرّر التفرغ لتصوير معجبي "البيتلز"، وأضاف أنّه سعيد بعمله هذا: "خصوصاً أنّني من معجبي الفرقة أيضاً، وأعداد الزوّار كبيرة والمردود كبير". ويحكي أنّ عمله سمح له بمقابلة مشاهير كثر، أبرزهم "ليدي جاجا".
على بعد أميال من الشارع متجر صغير يبيع كلّ ما يتعلّق بهذه الفرقة من أسطونات وتذكارات تحمل صور نجوم فرقة "ذا بيتلز". يقصده المعجبون بعد زيارة الاستديو والتوقيع على جداره والتقاط صورة لهم وهم يعبرون الممر، ليختتموا بذلك مراسيم زيارة "مسقط رأس" الفرقة الأسطورية.
هكذا صنع شارع "آبي رود" مكانا لتخليد فرقة "ذا بيتلز"، التي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية باحتلالها صدارة الأكثر مبيعا حول العالم بعد سنوات كثيرة من توقّفهم عن الغناء، إذ باعوا بليون و600 مليون أسطوانة، متجاوزين ملك الروك "إلفيس بريسلي"، وملك البوب "مايكل جاكسون".