يتخوف أهالي معضمية الشام من نوايا قوات النظام السوري تجاههم، بعد فرض النظام لهدنة قام بتحديد شروطها مسبقاً على أهالي المدينة، إلا أن الأسوأ هو ما ينتظر آلاف الشبان الذين يعدهم النظام متخلفين عن الالتحاق بالجيش.
ووفقاً لشروط الهدنة الجديدة يتوجب على شباب المعضمية الالتحاق بالجيش في حال قرروا البقاء وتسوية وضعهم، وفي حال لم يقبلوا لا يبقى أمامهم إلا الاعتقال أو النزوح.
ويقول عضو المجلس المحلي لمعضمية الشام، أبو كنان الدمشقي: "في المعضمية ما يقارب 2500 شاب بين متخلف عن الالتحاق بالجيش ومنشق عنه، ولم يقبل وفد النظام أن ينضموا للجان محلية في المعضمية، وقال إن عليهم الالتحاق بجيش النظام من جديد، وهو ما يرفضه الشباب".
وتفرض الهدنة على أهالي المعضمية خروج كل من لا يقوم بتسوية وضعه مع النظام، ويقول أبو كنان: "لدينا 72 ساعة كمهلة، سيتم خلالها إخراج مقاتلي داريا من المعضمية، ثم يبدأ تنفيذ البنود وإخراج من لا يريد أن يسوي وضعه، حيث طالب النظام بتقديم قوائم بأعداد من لا يريدون التسوية لإخراجهم من المعضمية إلى الشمال السوري".
ويوضح "لا نعرف كم سيصل عددهم حتى الآن، لكن يحتمل أن يكون العدد كبيراً، وهم من المقاتلين والمطلوبين للخدمة العسكرية في جيش النظام، والكثير من الأهالي الذين لا يأمنون طرف قوات النظام، فلهم تجربة مريرة معها، الاتفاق لا يكفل حتى أن لا يؤذي عناصر الحاجز الأمني الراغبين بالخروج".
ويتابع "أربع سنوات ونحن نقاتل للبقاء في المعضمية، ما يحدث صدمة كبيرة لأهلها، خصوصاً من سيتم تهجيرهم منها".
من جهته، يقول محمد نور، عضو مكتب المعضمية الإعلامي، إن "45 ألف مدني يعيشون حالة من الخوف والترقب مما ستؤول إليه الأمور، قال وفد النظام إنهم أخذوا قراراً عسكرياً تجاه المعضمية، وهدد بتدميرها فوق رؤوسنا وإخلائها بشكل كامل من سكانها".
ويضيف أنه "على مدى السنوات الأربع الماضية، زرع النظام قناعة أنه ليس له أمان، وهو ما يرفع أعداد من يقررون الخروج، سيتم وفقاً للهدنة إلغاء جميع المؤسسات الثورية في المدينة، كالمجلس المحلي والمكتب الإعلامي والمشفى".
ويقول أبو جمعة، وهو أحد سكان المعضمية غير الراضين عن الهدنة، إن "أولادي الثلاثة مطلوبون للنظام، لا يوجد أمان في بقائهم بالمعضمية بعد دخول قوات النظام، كما لا يمكنني أن أفترق عنهم ليعيش كل منا في مكان، سأذهب معهم حيث يذهبون، في آخر عمري سأترك أرضي ليرضى النظام".
ويضيف "هذا ليس اتفاقاً، أي اتفاق ونحن لا نقول فيه كلمتنا، ونحن مجبرون إما أن نترك أرضنا أو أن نسلم فلذات أكبادنا للنظام".