تهدد المعارك الدائرة بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، التي تسعى للسيطرة على طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد للأحياء الشرقية من مدينة حلب مع المناطق المحيطة بها، بإغلاق الطريق وانقطاع وصول المنتجات والسلع إلى نحو 300 ألف شخص داخل المدينة.
ويتخوف سكان الأحياء الشرقية من مدينة حلب من إحكام قوات النظام السيطرة على الطريق، وفرض حصار طويل الأمد عليهم، قد يتسبب في كارثة إنسانية.
ويشير محمد الحاج حسن، من حلب، إلى أن معالم الحصار ظهرت أمس في أحياء المدينة، إذ "أغلقت معظم محلات وبسطات الخضار لعدم دخول الخضراوات، وما وجد منها تضاعفت أسعاره 4 أو 5 مرات، وكذلك أسعار المحروقات تضاعفت بشكل كبير. اشتريت الأرز والبرغل وبعض الأغذية المجففة تحسباً للأسوأ".
من جانبه، أشار الناشط الإعلامي عصمت الحلبي إلى أن "عدداً من أهالي الأحياء القريبة من مدينة حلب حاولوا النزوح باتجاه الريف، ما تسبب في مقتل عدد منهم وإصابة آخرين".
وأضاف أن "كميات كبيرة من السلع اختفت بشكل مفاجئ من الأسواق نتيجة احتكار التجار لها، لبيعها بأسعار مضاعفة لاحقاً في حال استمرار الحصار". واعتبر الحلبي أن "مسؤولية حماية الأهالي من الاحتكار والاستغلال تقع على عاتق المجلس المحلي ومجلس محافظة حلب الحرة، من خلال ملاحقة التجار والضغط عليهم".
ودعت فصائل عسكرية مقاتلة في حلب، في بيان لها، أصحاب المحلات التجارية، إلى الالتزام بالأسعار وعدم استغلال الوضع الراهن، متوعدة بمحاسبة المخالفين.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أعرب، في وقت سابق، عن قلقه بشأن مصير 300 ألف شخص محاصرين في الجزء الشرقي من المدينة، بسبب الاشتباكات العنيفة على طريق الكاستيلو، داعياً جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات إليهم.
ووفقاً لنائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، فإن القتال العنيف الدائر على هذا الطريق خلال الأسابيع الماضية خفّض فعلياً وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، كما تسببت الغارات الجوية والقصف في إلحاق أضرار بالمدارس والمستشفيات والبنى التحتية المدنية الأخرى.