كانت الشركة الأم "بايت دانس"، تناقش مسألة إنشاء قاعدة عالمية لمنصة التواصل الاجتماعي العملاقة الخاصة بتطبيق "تيك توك" في بريطانيا، مع مسؤولين من وزارة التجارة الدولية ومكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون. وهو الأمر الذي يبشر بخلق ثلاثة آلاف وظيفة جديدة في البلاد.
بيد أنّه مع ازدياد حدّة التوتر في العلاقة بين لندن وبكين، نتيجة انتقاد حكومة المملكة المتحدة، لقانون أمن هونغ كونغ واتخاذها القرار الأخير بحظر هواوي من شبكة "جي 5" في البلاد، تمّ تعليق هذه المفاوضات، بحسب ما أفادت صحيفة "ذا صنداي تايمز" اليوم. وتبرّر الشركة اتخاذها هذا القرار، بما وصفته بالسياق الجغرافي السياسي الأوسع.
وبحسب ما ورد، أبلغ مصدر "ذا صنداي تايمز"، فضّل عدم ذكر اسمه، أنه يمكن العودة إلى المفاوضات حول إنشاء قاعدة "تيك توك" في بريطانيا، في حال تحسنت العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة. لكنّه أوضح أن القرار لن يأتي في أي وقت قريب.
وقال بيان صادر عن" تيك توك" للصحيفة ذاتها، إنّهم لا يزالون ملتزمين تمامًا بالاستثمار في لندن وجلب السعادة لمستخدميهم حول العالم.
وفي الوقت ذاته، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية لوكالة الأنباء: "إن قرار "بايت دانس"، بشأن مقرها العالمي، هو قرار تجاري للشركة. موضحاً أنّ المملكة المتحدة سوق عادلة ومفتوحة للاستثمار، حيث تدعم النمو والوظائف في المملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يعارض هذا التطبيق، إلى لندن للقاء جونسون، ووزير الخارجية دومينيك راب ومناقشة قضايا تشمل الصين.
ولا تزال واشنطن تقكّر، في وضع "بايت دانس" الشركة المالكة لـ "تيك توك"، في بكين على قائمتها السوداء، مما يمنع الأميركيين من تنزيل التطبيق واستخدامه.
ويدرس مسؤولون من البيت الأبيض، الخطط البديلة، بما في ذلك السماح لـ" تيك توك"، بالاستمرار في العمل، طالما أن الشركة انفصلت عن الشركة الأم الصينية وأقامت مقرًا لها في الولايات المتحدة وليس في المملكة المتحدة.
وقالت مصادر مطلعة على المسألة، الليلة الماضية إن لندن ما زالت تعتبر خياراً للمقر الرئيسي. ومع ذلك، حذّروا من أن الشركة، قد تحتاج إلى النظر في تأثير خطط الحكومة الأميركية وتأثيرها على عمليات الشركة.
ويشكّل حظر التطبيق في الولايات المتحدة، حيث يضم ما يقرب من 50 مليون مستخدم، ضربة كبرى للشركة.
وهناك تكهنات متزايدة بأن بومبيو، الذي يصل يوم غد إلى بريطانيا، قد يغتنم الفرصة لتحديد أو تأطير هذه الشركة، كأداة للدولة الصينية والحزب الشيوعي الصيني. وقد سبق له أن حذّر المواطنين الأميركيين من تنزيل تطبيق "تيك توك" في حديثه إلى شبكة فوكس نيوز في وقت سابق هذا الشهر.
وأشارت التقارير في ديسمبر/كانون الأول، إلى أن لندن وسنغافورة ودبلن كانت من بين المواقع التي تنظر فيها الشركة لإقامة قاعدتها الرئيسية.
ومن المفهوم، أن كبار الوزراء يضغطون من أجل حظر هذا التطبيق في المملكة المتحدة، بسبب صلاته بالدولة الصينية.
بيد أنّ الشركة المالكة لـ تيك توك، تنكر وجود أي خطر أمني، وتؤكّد أنّها لم تعط أبدًا بيانات المستخدمين إلى الحكومة الصينية وأنّها سترفض القيام بذلك إذا طُلب منها.
لكن منتقدي الشركة يقولون إن قوانين الاستخبارات الصينية، تجبر شركات الإنترنت مثل" تيك توك"، على توفير بيانات للحكومة الشيوعية إذا طلبت ذلك.
ويأتي ذلك، بعد أيام من قرار بريطانيا حظر "هواوي" من تشغيل مساحات كبيرة من شبكة "جي 5" الخاصة بها، مع منع مشغلي الهاتف المحمول من شراء أي معدات "جي 5" أخرى من الشركة الصينية اعتبارًا من 31 ديسمبر/كانون الأوّل.