ففي عروض الزواج الطبيعية، يستأذن الرجل المرأة بالموافقة على طلبه أن يكون شريكاً. لكن في الطريقة الروسية هناك مقلب يذكر ببرامج "الكاميرا الخفية".
فهذه الشابة أنستاسيا التي ذهبت لملاقاة صديقها، فأوقفتها الشرطة وفتشت أمتعتها ووجدت معها كيس بودرة (مخدرات)، فانهارت، وهي تنفي أنه لها، لينزع صديقها القناع، ويفاجئها: "هل تقبلين الزواج بي؟".
هذه المقالب يديرها رودكين البالغ من العمر 36 عاماً، وقد كانت هذه العمليات مجاناً للأصدقاء في الماضي عام 2010، لكن "بدأت المسألة تنتشر، وفي العام التالي شرعنا في تنظيم العروض مقابل أموال"، كما يورد موقع "بي بي سي".
وكانت أولى عمليات عروض الزواج المتطرفة في 2014، وفي عام 2015 كان الكثيرون في أنحاء روسيا يطلبوننا للقيام بعمليات لهم ويتنافسون في ذلك. والذي يزيد من قوة هذه المقالب أن رجال أمن حقيقيين يشاركون فيها.
ويمكن لهذه الطريقة التي يراها البعض شديدة الغرابة أو تنطوي على تطرف ومبالغة، أن تتكلف مبالغ تبدأ من نحو 10.5 دولارات مقابل جلسة تصوير مدتها نصف ساعة مع "فرد واحد من القوات الأمنية الخاصة"، وتصل إلى نحو 900 دولار مقابل عرض كامل لقوات "أمنية" تعمل في هذا المجال.
من بين منفذي هذه العمليات رجال شرطة وقوات مسلحة سابقون، لإضفاء جوّ من الواقعية على الأداء. ويعمل هؤلاء الرجال بحسب الطلب، لأن الإقبال على العروض حتى الآن لا يكفي، لكي يمتهنوا هذه الأعمال بدوام كامل.
يقول رجل الأعمال رودكين إن رجاله يرغبون دائماً في القيام بنفس عملية إلقاء القبض على حاملي المخدرات.
ويتذمر قائلاً: "يعوزهم الخيال. كلهم يريدون عمليات خاصة، واعتقالات مسلحة، ومكافحة مخدرات".
وتقول أخصائية علم النفس بولينا سولداتوفا، إن رواج مقالب عروض الزواج، وبرامج مثل "العمليات الخاصة"، تشهد على قوة دور ضباط الشرطة في حياة الروس اليومية.
وتؤكد بولينا "السخرية أسلوب يتبعه المجتمع للتعاطي مع ما يحدث له". وتضيف "هذه المقالب تعكس قبول حقيقة أن القوات الأمنية يمكن أن تأتي إليك دائماً على نحو ما. الناس بحاجة إلى التعايش مع هذه الحقيقة الواقعية".