في استعادةٍ بصرية لتراث مصر الشعبي، افتتَح، أخيراً، مركز "كرمة بن هانئ" (متحف أحمد شوقي) في القاهرة معرضاً جماعياً بعنوان "شعبيات"، يشارك فيه 12 فناناً تشكيلياً.
تتنوع أعمال "شعبيات" ما بين الرسم التعبيري والتصوير والنحت، متعمّقةً في جذور الهوية المصرية الشعبية. تحاول اللوحات والصور رصد تفاصيل أزقّة المدن المصرية وأريافها. تنويعات شعبية يحضر فيها المعمار والأسواق ووجوه الناس والعادات والتقاليد والأعراس.
اللافت أيضاً في كثير من هذا الأعمال هو ارتكازها على السِّيَر والملاحم الشعبية، مثل لوحات الفنان حسن الشرق التي يستلهمها من السيرة الهلالية.
بعض الفنانين المشاركين في المعرض، لم يكتفِ باستحضار الموروث الشعبي بشكله العام، بل راح يخوض في تفاصيله، مثل الفنان عبد الفتاح البدري الذي يسجّل في لوحاته الألعاب الشعبية والرقص البلدي والموالد. وفي هذا السياق، يقول الفنان لـ"العربي الجديد": "الكثير من هذه التفاصيل لم نعد نراها الآن في حياتنا إلا في مناطق قليلة، وكأنها في طريقها إلى الاندثار؛ لذا آثرت تكريس رسوماتي لتتصدّى لها". ويضيف: "ثقافة الشعوب تُقاس بفلكلورها".
ما يميّز "شعبيات"، هو ذلك التنوّع المناطقي في معظم أعماله؛ إذ لم يركّز فنّانو المعرض على العاصمة أو المدن الكبيرة فحسب، بل توغّلوا أيضاً في القرى القريبة والنائية معرّفين بطقوس أهلها ويومياتهم.