18 اغسطس 2020
شعلة سادسة في فضاءات "العربي الجديد": احترام العقل والدور
شعلة سادسة يضيئها موقع "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، الذي يمثل مسعىً آخر في عالم الصحافة العربية، فيحترم عقل القارئ في فضاء لم يرُق منذ البداية نرجسياً و"زعيماً" هنا و"قائداً" هناك، وجماعتهم من السائرين خوفاً عند جدران "يا رب الستر".
إذ وسط جنون عظمة المال وجرّ الصحافة والإعلام نحو بروباغندا التزييف والقرصنة والكذب كمسلمات، يضطر أحياناً المتلقي إلى حماية أذنيه وعينيه تجنباً للتلويث المقتحم عالمنا، في رحلة تدافع بعضهم تطبيعاً لموبقات استهداف العقل، فرحين بدروب الردح والتشكيك والاتهامات التي يغرقون فيها أصلاً.
عليه، لم تكن رحلة "العربي الجديد" سهلة في أثمان الرهان على حرية العقل؛ لا على مكاتبه المختلفة مهنياً، تحريراً وتدقيقاً وإبداعاً فنياً، ولا على مراسلاته ومراسليه في مواجهة بيئة يُشتغل عليها بجنون ذلك المال، وخصوصاً في زمن الهبوط الدونكيشوتي الرسمي لمواجهة إرادة الشارع العربي، عبر لغة ذباب الأنظمة المتعودة ألّا تغرّد إلا ما تطبخه "الأجهزة".
في الربيع، وإن متأخراً قليلاً، حلّق السنونو من كل بلد عربي، بلا استثناء ولا إقصاء، يجمع في ظلال ألوانه معاني أن يكون العربي أخاً للعربي، ورفيق درب في احترام الكلمة والمهنية، متحدياً أزمنة "الحظر والحجب" واختلاط حابل الأنظمة بنابل نفخ زبانيتها الروح في صحافة ترويجية تهويلية، بذراً للتخلف والأحقاد، وتمنياً للمحتل أن ينتصر على العربي، كتعبير آخر عن كراهية الذات والعقل وثقافة التدليس والتملق ولعق وتقبيل أحذية العسكر والأمن ونعال الحاكم، في أكثر المشاهد إيلاماً بالإصرار على إهانة قيمة ومكانة وكرامة وعقل العربي.
ورغم ذلك، ظل رهان "العربي الجديد" ثابتاً، يحترم سموّ العقل ليسود، فيكون جيل عربي جديد، يمسك بطرف حكاية آخر، يحرره من مسعى الحجر عليه. بعض تفاصيل الرحلة تشعرك بامتدادها إلى ما قبل انطلاقها، لغة ونصاً وتحريراً ورأياً، إذ لا مشارط تشويه تقطر دماً، وحبراً يُدلق ليلطخه.
نعم، الرحلة لم تكن مفروشة بالورود. ففي معاكسة تيارات قتل دور المثقف، والإصرار على جذب العقل إلى أسفل الشعوذة ودروب الهرطقة الإعلامية وإلى خارج المعرفة، لا يزال هناك شوط طويل ليقطع، بتواضع أمام المتلقي، وبعيداً عن الهبوط إلى خيارات "ثقافة الذباب" الذي اعتاد عند برك استئجار الضمير والعقل.
ونعم المشوار طويل، في أميال أزمنة "الثورات المضادة" و"الأخبار الزائفة"، ويقيناً سيظل "العربي الجديد"، موقعاً وصحيفة، وكل مشاريع "فضاءات ميديا"، يواجه التحديات، ماضياً فوق الحجب والتهديد واشتراطات "الإغلاق" وتحريض الانقلابيين، وكل ما اختلقته مخيلات مريضة من مانيفستو شحن الاستبداد، التي أثبتت للمرة الألف أن رهاب الكلمة عندهم يفوق كل فوبيا أخرى عرفها الإنسان.
على كل، سواء اتفق أو اختلف مع "العربي الجديد"، معسكري هو الرهان على العقل، مطواعاً أو أكثر وعياً وحرية. لذا، فإنه لم يشذّ في أجوبته عن مضمونه وهدفه في ما يعرض على المتلقي، ليقدره ويزنه بنفسه، بعيداً عن مقاسات ومساطر ومقصات رقابة الأنظمة، وتسلطها على القارئ كأنه "قطيع" لا يملك القدرة على التمييز.
إذاً، بشموخ ومراجعة وتغلب على أخطاء وهفوات بشرية وبروح "العربي الجديد"، يودع هذا السنونو أعوامه التي مضت، مستقبلاً المقبل منها بمزيد الرهان على وعي وكرامة وحرية الإنسان، واحترام لكل جهد في كواليس مطبخ تحريره، فلا جنود مجهولين في فضاء "العربي الجديد".
إذ وسط جنون عظمة المال وجرّ الصحافة والإعلام نحو بروباغندا التزييف والقرصنة والكذب كمسلمات، يضطر أحياناً المتلقي إلى حماية أذنيه وعينيه تجنباً للتلويث المقتحم عالمنا، في رحلة تدافع بعضهم تطبيعاً لموبقات استهداف العقل، فرحين بدروب الردح والتشكيك والاتهامات التي يغرقون فيها أصلاً.
عليه، لم تكن رحلة "العربي الجديد" سهلة في أثمان الرهان على حرية العقل؛ لا على مكاتبه المختلفة مهنياً، تحريراً وتدقيقاً وإبداعاً فنياً، ولا على مراسلاته ومراسليه في مواجهة بيئة يُشتغل عليها بجنون ذلك المال، وخصوصاً في زمن الهبوط الدونكيشوتي الرسمي لمواجهة إرادة الشارع العربي، عبر لغة ذباب الأنظمة المتعودة ألّا تغرّد إلا ما تطبخه "الأجهزة".
في الربيع، وإن متأخراً قليلاً، حلّق السنونو من كل بلد عربي، بلا استثناء ولا إقصاء، يجمع في ظلال ألوانه معاني أن يكون العربي أخاً للعربي، ورفيق درب في احترام الكلمة والمهنية، متحدياً أزمنة "الحظر والحجب" واختلاط حابل الأنظمة بنابل نفخ زبانيتها الروح في صحافة ترويجية تهويلية، بذراً للتخلف والأحقاد، وتمنياً للمحتل أن ينتصر على العربي، كتعبير آخر عن كراهية الذات والعقل وثقافة التدليس والتملق ولعق وتقبيل أحذية العسكر والأمن ونعال الحاكم، في أكثر المشاهد إيلاماً بالإصرار على إهانة قيمة ومكانة وكرامة وعقل العربي.
ورغم ذلك، ظل رهان "العربي الجديد" ثابتاً، يحترم سموّ العقل ليسود، فيكون جيل عربي جديد، يمسك بطرف حكاية آخر، يحرره من مسعى الحجر عليه. بعض تفاصيل الرحلة تشعرك بامتدادها إلى ما قبل انطلاقها، لغة ونصاً وتحريراً ورأياً، إذ لا مشارط تشويه تقطر دماً، وحبراً يُدلق ليلطخه.
نعم، الرحلة لم تكن مفروشة بالورود. ففي معاكسة تيارات قتل دور المثقف، والإصرار على جذب العقل إلى أسفل الشعوذة ودروب الهرطقة الإعلامية وإلى خارج المعرفة، لا يزال هناك شوط طويل ليقطع، بتواضع أمام المتلقي، وبعيداً عن الهبوط إلى خيارات "ثقافة الذباب" الذي اعتاد عند برك استئجار الضمير والعقل.
ونعم المشوار طويل، في أميال أزمنة "الثورات المضادة" و"الأخبار الزائفة"، ويقيناً سيظل "العربي الجديد"، موقعاً وصحيفة، وكل مشاريع "فضاءات ميديا"، يواجه التحديات، ماضياً فوق الحجب والتهديد واشتراطات "الإغلاق" وتحريض الانقلابيين، وكل ما اختلقته مخيلات مريضة من مانيفستو شحن الاستبداد، التي أثبتت للمرة الألف أن رهاب الكلمة عندهم يفوق كل فوبيا أخرى عرفها الإنسان.
على كل، سواء اتفق أو اختلف مع "العربي الجديد"، معسكري هو الرهان على العقل، مطواعاً أو أكثر وعياً وحرية. لذا، فإنه لم يشذّ في أجوبته عن مضمونه وهدفه في ما يعرض على المتلقي، ليقدره ويزنه بنفسه، بعيداً عن مقاسات ومساطر ومقصات رقابة الأنظمة، وتسلطها على القارئ كأنه "قطيع" لا يملك القدرة على التمييز.
إذاً، بشموخ ومراجعة وتغلب على أخطاء وهفوات بشرية وبروح "العربي الجديد"، يودع هذا السنونو أعوامه التي مضت، مستقبلاً المقبل منها بمزيد الرهان على وعي وكرامة وحرية الإنسان، واحترام لكل جهد في كواليس مطبخ تحريره، فلا جنود مجهولين في فضاء "العربي الجديد".