خفايا جديدة تطفو على العلن تتعلّق بسلمان عبيدي، منفّذ اعتداء مانشستر، تبّين أنّ أخاه كان يخطّط لاغتيال السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت. وذكر مصدر لموقع الديلي ميل أنّ هاشم عبيدي (20 عاماً) كان جزءاً من خلية مكوّنة من أربعة رجال كانت تخطّط للاغتيال.
وأضاف المصدر، والذي يتخّذ من بريطانيا مقرّاً له، وعلى اتّصال وثيق مع مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الليبية، أنّه يشتبه في أنّ المتآمرين كانوا يخطّطون أيضاً لقتل مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا آنذاك، مارتن كوبلر، وكذلك رئيس الوزراء فايز السراج.
وقد اعترف هاشم وخليّته الإرهابية المزعومة، إذ تحتجزهم القوة الليبية لمكافحة الإرهاب، أثناء استجوابهم، بأنّ هناك مؤامرة لقتل السيد ميليت.
إلى ذلك، فرّ هاشم من منزل أسرته في طرابلس واختبأ في مزرعة خارج العاصمة الليبية، بعد وقت قصير من قيام شقيقه البالغ من العمر 22 عاماً، بتفجير نفسه في حفل موسيقي للمغنية آريانا غراندي في مانشستر، ما أسفر عن مصرع 22 شخصاً وإصابة 119 آخرين.
وحين ألقي القبض على هاشم، زعمت القوّة الليبية لمكافحة الإرهاب، أنّها وجدت بحوزته سترة انتحارية، يرجّح المحقّقون أنّها مخصّصة للاستخدام في المؤامرة المزعومة.
ولم تتضّح حتى الآن كيفية تخطيط الخليّة لقتل السفير، لأنّ البعثة البريطانية في ليبيا تتخذ مقرّاً لها في العاصمة التونسية، لأسباب تتعلّق بالسلامة. ويشتبه المحقّقون في أنّهم ربما كانوا يخطّطون لاستهداف الدبلوماسي أثناء إحدى زياراته المتكرّرة إلى طرابلس.
وفي الليلة الماضية، رفضت شرطة مانشستر الكبرى ووزارة الخارجية التعليق. وقال المتحدّث باسم "وايت هول"، إنّهم لا يعلّقون على المسائل الأمنية والاستخبارات.
ومن المعلوم سابقاً أنّ هاشم أدرك أنّ شقيقه الأكبر سلمان كان سيقوم بعمل إرهابي في بريطانيا، واعترف بأنّه ساعده في شراء مكوّنات القنبلة، ولكنّه قال إنّه كان يجهل الوقت الذي كان سيقوم به شقيقه بتنفيذ الهجوم.
ويعتقد المحقّقون أنّ سلمان وهاشم عبيدي سافرا إلى ليبيا في 15 إبريل/ نيسان من هذا العام، بعد أن تمّ شراء قطع القنبلة الانتحارية. وعاد بها سلمان إلى مانشستر قبل أسبوع من الهجوم الذي وقع في 22 مايو/ أيّار، ومن المرجّح أنّه اشترى بقية قطع القنبلة من محلات "DIY".
وعقب أيام من هجوم مانشستر، اعتقلت الشرطة في بريطانيا 23 شخصاً، من بينهم شقيق سلمان إسماعيل 23 عاماً، وأطلق سراحهم جميعاً من دون توجيه أي تهمة إليهم. كذلك ألقي القبض على والد عبيدي (51 عاماً) في ليبيا وتمّ استجوابه.
وكان والد عبيدي عضواً كبيراً في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي حظرتها بريطانيا. كذلك كان قد هرب من نظام القذافي في التسعينيات، وطلب اللجوء في بريطانيا واستقرّ في مانشستر. لكنّه في عام 2011، عاد إلى ليبيا، بعد إطاحة نظام القذافي.