08 نوفمبر 2024
شكراً ترامب
في خضم الغضبة للقدس المحتلة، بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المدينة عاصمة لإسرائيل، ومع كل ما تسرّب عما قبل الإعلان وما بعده، وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور على المستويين، الشعبي والسياسي، ربما يفترض توجيه كلمة شكر للرئيس الأميركي على خطوته التي يمكن أن تكون مؤسسةً في إعادة ترتيب الوضع العربي بشكل عام، من حيث الأولويات، وفتحت الباب على مشهد سياسي جديد، محلياً وإقليمياً ودولياً، نأمل أيضاً أن يكون منطلقاً لاستراتيجياتٍ على المدى البعيد، ولا تنتهي عند لحظة وصول نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، إلى المنطقة، لتخفيف الاحتقان، بالمشاريع المشبوهة التي سيحملها.
الشكر لترامب في المرحلة الأولى هو على إعادة تصويب البوصلة العربية، ووضع القضية الفلسطينية مجدّداً في المقدمة، بعدما تراجعت خلال السنوات القليلة الماضية إلى المقاعد الخلفية في الاهتمامات العربية، بفعل الأحداث الكثيرة والثورات والثورات المضادة والحروب القائمة في المنطقة. يمكن شكر ترامب على التأكيد أن فلسطين والقدس لا تزال أولوية بالنسبة إلى الجماهير العربية والإسلامية التي خرجت بمئات الألوف في عواصم العالم، تنديداً بالقرار الأميركي. قرار أعاد فتح الأنظار على وضع القضية الفلسطينية بشكل عام، والتي كانت تجري تصفيتها سراً عبر ما سميت "صفقة القرن". تصفية كانت تسير بالتقسيط وباجتماعاتٍ خلف أبواب مغلقة وبتفاهمات سيجري فرضها بالقوة، وبشكل مفاجئ على الجميع، قبل أن يقرّر ترامب مشكوراً تفجير قنبلته التي جعلت العالم، يستدير مجدّداً إلى الجبهة الفلسطينية.
شكر آخر لترامب على تأكيد المؤكد لدى الشعوب العربية، أو غالبيتها العظمى على الأقل، وهو تواطؤ أنظمة عربية كثيرة مع الولايات المتحدة على القضايا الأساسية في المنطقة، وفي مقدمتها قضية فلسطين. وما نشر قبل أيام عن إبلاغ ترامب ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بنواياه في ما يخص القدس، وكيفية الرد عليه، أكده تحديداً البيان السعودي في "إدانته" قرار الرئيس الأميركي، إذ اكتفى بـ "الأسف" للخطوة التي اعتبرها "استفزازاً لمشاعر المسلمين". هكذا توقف الموقف السعودي الرسمي عند قضية القدس، معتبراً أنه أدّى قسطه إلى العلى، بانتظار استكمال ما يجري التخطيط له بين محمد بن سلمان وجاريد كوشنير، فعلى الرغم من الحديث القديم بين المواطنين عن التواطؤ العربي، إلا أنه لم يكن يوماً مكشوفاً إلى هذا الحد، ووقحاً في بياناته وعباراته، وهو ما يستوجب شكر ترامب عليه، على أمل أن تظل هذه الصورة ماثلةً في الأذهان الشعبية العربية سنوات وسنوات، وألا تؤثر فيها المحاولات المرتقبة للعب على الأوتار المذهبية والطائفية، لإعادة شد العصب خلف هذا النظام أو ذاك.
شكر أخير ربما على ما أكده ترامب أيضاً في ما يخص الرعاية الأميركية للعملية السلمية. فالجميع كان مدركاً دائماً مدى الانحياز الأميركي للموقف الإسرائيلي، لكنه كان دائماً يعوّل على تغييرٍ في الموقف أو الإدارات، ويبقي على آمال قائمة بتحرّكٍ أميركي يفتح آفاق المفاوضات، والحديث هنا تحديداً عن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. الآن، وكما هو معلن في البيانات والتصريحات الفلسطينية، فإن قيادة السلطة أعلنت نهاية هذه الرعاية، وما عادت تنوي التفاعل مع أي مبادرة أميركية في هذا المجال. التصريحات جيدة، وإن جاءت متأخرة، غير أن معايير تطبيقها غير مضمونة في ظل إغلاق السلطة الباب أمام أي خيارات أخرى، غير خيار "التفاوض الاستراتيجي".
الشكر لترامب في المرحلة الأولى هو على إعادة تصويب البوصلة العربية، ووضع القضية الفلسطينية مجدّداً في المقدمة، بعدما تراجعت خلال السنوات القليلة الماضية إلى المقاعد الخلفية في الاهتمامات العربية، بفعل الأحداث الكثيرة والثورات والثورات المضادة والحروب القائمة في المنطقة. يمكن شكر ترامب على التأكيد أن فلسطين والقدس لا تزال أولوية بالنسبة إلى الجماهير العربية والإسلامية التي خرجت بمئات الألوف في عواصم العالم، تنديداً بالقرار الأميركي. قرار أعاد فتح الأنظار على وضع القضية الفلسطينية بشكل عام، والتي كانت تجري تصفيتها سراً عبر ما سميت "صفقة القرن". تصفية كانت تسير بالتقسيط وباجتماعاتٍ خلف أبواب مغلقة وبتفاهمات سيجري فرضها بالقوة، وبشكل مفاجئ على الجميع، قبل أن يقرّر ترامب مشكوراً تفجير قنبلته التي جعلت العالم، يستدير مجدّداً إلى الجبهة الفلسطينية.
شكر آخر لترامب على تأكيد المؤكد لدى الشعوب العربية، أو غالبيتها العظمى على الأقل، وهو تواطؤ أنظمة عربية كثيرة مع الولايات المتحدة على القضايا الأساسية في المنطقة، وفي مقدمتها قضية فلسطين. وما نشر قبل أيام عن إبلاغ ترامب ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بنواياه في ما يخص القدس، وكيفية الرد عليه، أكده تحديداً البيان السعودي في "إدانته" قرار الرئيس الأميركي، إذ اكتفى بـ "الأسف" للخطوة التي اعتبرها "استفزازاً لمشاعر المسلمين". هكذا توقف الموقف السعودي الرسمي عند قضية القدس، معتبراً أنه أدّى قسطه إلى العلى، بانتظار استكمال ما يجري التخطيط له بين محمد بن سلمان وجاريد كوشنير، فعلى الرغم من الحديث القديم بين المواطنين عن التواطؤ العربي، إلا أنه لم يكن يوماً مكشوفاً إلى هذا الحد، ووقحاً في بياناته وعباراته، وهو ما يستوجب شكر ترامب عليه، على أمل أن تظل هذه الصورة ماثلةً في الأذهان الشعبية العربية سنوات وسنوات، وألا تؤثر فيها المحاولات المرتقبة للعب على الأوتار المذهبية والطائفية، لإعادة شد العصب خلف هذا النظام أو ذاك.
شكر أخير ربما على ما أكده ترامب أيضاً في ما يخص الرعاية الأميركية للعملية السلمية. فالجميع كان مدركاً دائماً مدى الانحياز الأميركي للموقف الإسرائيلي، لكنه كان دائماً يعوّل على تغييرٍ في الموقف أو الإدارات، ويبقي على آمال قائمة بتحرّكٍ أميركي يفتح آفاق المفاوضات، والحديث هنا تحديداً عن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. الآن، وكما هو معلن في البيانات والتصريحات الفلسطينية، فإن قيادة السلطة أعلنت نهاية هذه الرعاية، وما عادت تنوي التفاعل مع أي مبادرة أميركية في هذا المجال. التصريحات جيدة، وإن جاءت متأخرة، غير أن معايير تطبيقها غير مضمونة في ظل إغلاق السلطة الباب أمام أي خيارات أخرى، غير خيار "التفاوض الاستراتيجي".