أثار تسجيل مصور نشره ناشطون عراقيون في مدينة الموصل على مواقع التواصل الاجتماعي، لسيدات يتحدثن عن انتهاكات تعرضن لها على يد عناصر مليشيا مسلحة شرق المدينة، من بينها تحرش وامتهان كرامة وابتزاز مالي، ردود فعل غاضبة بالشارع العراقي الذي طالب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بوضع حد لـ"تغول المليشيات في نينوى وعاصمتها الموصل".
وتظهر في التسجيل سيدات بأعمار متفاوتة وهن يتجمعن أمام حاجز للتفتيش، ويشرحن معاناتهم مع أفراد حاجز تفتيش تقيمه مليشيا "حشد الشبك"، شرق الموصل في منطقة الخازر.
وتحدثت سيدة مسنة عن عمليات تحرش بنساء وسلب أموالهن وشتمهن داخل حاجز التفتيش، مع ابتزاز، تمارسها المليشيا.
شهادات خطيرة وصادمة من نساء عربيات في مخيمات اللاجئين الخازر شرق مدينة #الموصل
— زياد السنجري (@zeyad_alsenjary) September 16, 2020
ميليشات الحشد تمنع عودتهم الى منازلهم بل يقومون باهانتهن والتحرش بهن
وعندما يشاهدون فتاة او سيدة جميلة يقومون باخذها الى غرفة التفتيش !
يتبع@UNarabic @UNHCR_Arabic@MAKadhimi#وين_الغيرة pic.twitter.com/w8x5IrRItp
وتنتشر أكثر من 25 مليشيا مسلحة في مناطق متفرقة من محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، إذ تتقاسم مناطق النفوذ والانتشار رغم وجود قوات الجيش العراقي والشرطة وأجهزة أمنية ونظامية أخرى، وتعتبر تلك المليشيات أحد أبرز أسباب عدم عودة النازحين إلى منازلهم في نينوى، رغم مرور 3 سنوات على تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، ويمارس قسم منها جرائم تدخل في محاولات إحداث تغيير ديموغرافي في المناطق بدوافع طائفية وقومية، أبرزها مليشيا حشد الشبك ومليشيا بابليون ومليشيا وحدات حماية سنجار، فضلا عن مليشيات حزب الله والعصائب والنجباء وفصائل أخرى، جميعها توصف بأنها مدعومة من طهران.
نازحو محور الخازر في نينوى تمنعهم سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي من العبور،مع الاعتداء عليهن وإهانتهن والتحرش بهن.
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) September 16, 2020
الكارثة تقول هذه المرأة: "أن من يجدونها شابة يُدخلونها في الكرڤان للتفتيش،فهل يرضون هذا على أعراضهم؟"
ويطلبون من أخرى 200$ أو اتهامها بتهمة داعش.#حماة_الأعراض ! pic.twitter.com/sQzVZ2Sb6F
واليوم الجمعة، دعا رئيس لجنة المهجرين في البرلمان، رعد الدهلكي، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الإسراع بوضع حل لمعاناة النازحين في المخيمات نتيجة للأوضاع السيئة التي يعيشون فيها، ووقف تجاوزات يتعرضون لها في نقاط التفتيش.
وأشار الدهلكي في بيان صدر عن مكتبه، الجمعة، إلى أن "العديد من الشكاوى وصلت إلينا من بعض المخيمات المخصصة للنازحين، يشتكون فيها من مضايقات تحصل لهم خلال خروجهم للتسوق أو الذهاب للعلاج أو قضاء بعض الحاجيات الضرورية من قبل بعض الحواجز، والتي وصلت في البعض منها إلى التجاوز الأخلاقي والكلام البذيء، وآخرها ما وصل إلينا عن حصول تجاوزات ومضايقات للنساء وكبار السن في مخيم الخازر في محافظة نينوى ومخيمات بمحافظات أخرى".
وقال عضو منظمة عون المحلية المعنية بملفات حقوق الإنسان في نينوى أحمد السلامي، لـ"العربي الجديد"، إن الانتهاكات تبدو أكثر في نينوى من أي مكان آخر بالعراق بفعل انتشار المليشيات وغياب المؤسسات الرقابية.
وأضاف السلامي أن النازحين يضطرون للخروج من مخيماتهم للذهاب إلى المستشفيات أو التسوق أو قضاء حاجات لهم أو حتى العمل بالأجر اليومي، وهناك يتعرضون لمضايقات من قبل فصائل مسلحة تقيم حواجز تفتيش على طول طريق رحلتهم من المخيمات إلى المدن القريبة منها.
لافتا إلى أن الانتهاكات مختلفة، وأخطرها ما تتعرض له النساء، وعلى الحكومة التحرك، متابعا "نستغرب حالة التفرج الحالية من قبل نواب وسياسيين بإهمال ملف النازحين رغم أن مدنهم تحررت منذ 3 سنوات"، واصفا النازحين في المحافظة بأنهم الحلقة الأكثر تعرضا للانتهاكات بعد المعتقلين على ذمة التحقيق، والذين مضى على قسم منهم سنتين من دون محاكمة.
النائب السابق عن محافظة نينوى ماجد شنكالي أكد لـ"العربي الجديد" وقوع انتهاكات متكررة بحق النازحين، يجب على الحكومة أن تحقق بها سواء كان مرتكبوها من الحشد الشعبي أو الأجهزة الأمنية.
وأضاف شنكالي أن النازحين يتعرضون لمضايقات، فوق ما حل بهم من تهديم منازلهم وفقدانهم أسرهم وحياتهم، في المخيمات منذ سنوات، وعلى الحكومة احترام هؤلاء وتقدير ظروفهم ومعاناتهم، وليس أن تقوم جهات تابعة للحكومة بانتهاك حقوقهم والاعتداء عليهم وإهانتهم، وبالتأكيد يجب على الحكومة أن ترد على هذه الانتهاكات".