أكد الرئيس التنفيذي لمجلس أعمال الأمن القومي الأميركي، نورتون شوارتز، أن الاقتصاد القطري يحظى بثقة المستثمرين الأميركيين، مشيرا إلى الاستثمارات القطرية الواعدة في الولايات المتحدة خاصة في ظل العلاقات المتميزة واتفاقيات التعاون بين البلدين.
جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، اليوم الأحد، بوفد مجلس أعمال الأمن القومي الاميركي برئاسة شوارتز.
وأطلع الوفد الاميركي، خلال الاجتماع، على مناخ الأعمال والاستثمار في قطر، والدور المبذول من كافة الجهات لمواجهة الحصار المفروض على الدولة منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي، بالإضافة إلى دور القطاع الخاص خلال الأزمة، وفقا لبيان صحافي أصدرته غرفة قطر اليوم.
وقال خليفة بن جاسم خلال اللقاء، إن قطر واجهت الحصار بكل ثبات وروية، واستطاعت أن تتجاوز آثار الحصار بأقل تكلفة وفي وقت قياسي، لافتا إلى أن الحصار كان له الكثير من الفوائد، حيث حفّز القطاع الخاص على افتتاح العديد من المصانع والشركات التي بدأت في الإنتاج وساهمت في تحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي في السلع والمنتجات.
وأضاف رئيس الغرفة، أن مصرف قطر المركزي، قام بدور رائد في توفير النقد الأجنبي، وحال دون حدوث أي خلل في النظام النقدي للدولة، وساهم بالخطوات التي اتخذها في حفظ العملة الوطنية دون أي قيود على التحويل أو على استثمارات الأجانب في الدولة.
وشدد خليفة بن جاسم على أن الحصار لم يؤثر على مناخ الأعمال والاستثمار، فقد ظهرت مبادرات كثيرة لتسهيل الأعمال حظيت بدعم كبير من الحكومة، ومنها "امتلك مصنعاً خلال 72 ساعة"، والتي تقدم إليها أكثر من 8 آلاف من أصحاب الأعمال للحصول على تراخيص لإقامة مصانع جديدة من خلال برنامج النافذة الواحدة.
من جهته، قال عضو مجلس إدارة غرفة قطر، محمد بن أحمد العبيدلي، إن الجهود تكاتفت خلال الحصار، ولعب القطاع الخاص دورا رائدا وحيويا من خلال توفير المواد الغذائية ومواد البناء في فترة وجيزة دون حدوث أي توقف أو انقطاع، مشيرا إلى أن الغرفة قامت بدور كبير في التواصل مع الجهات المعنية بالدولة وحل كافة المعوقات التي تواجه أصحاب الأعمال والمستثمرين.
وقال الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار، صندوق الثروة السيادية للبلاد، الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني يوم 13 سبتمبر الماضي، إن الجهاز ضخ ما يزيد عن نصف الاستثمارات التي خصصها للولايات المتحدة منذ 2015 وقدرها 45 مليار دولار، وإن معظم استثماراته هناك في المستقبل ستوجه إلى البنية التحتية.
وأضاف في كلمة ألقاها في جامعة "كارنيغي ميلون قطر": "بالعودة إلى 2015، تعهدت باستثمار 45 مليار دولار في السنوات الخمس القادمة، والآن، أستطيع القول بأننا قمنا بضخ ما يزيد عن 50%".
وأبلغ الصحافيين " بأن غالبية الأموال المتبقية المخصصة للولايات المتحدة سيجري استثمارها في البنية التحتية.
وتعد أميركا الشريك التجاري السادس لقطر، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 6 مليارات دولار، كما أنها تعتبر المصدر الأول للواردات في العام 2017، حيث استوردت قطر 16% من وارداتها من أميركا، وحقق الميزان التجاري الثنائي فائضاً لصالح الولايات المتحدة بقيمة 5 مليارات دولار.
وبلغ عدد الشركات الأميركية العاملة في قطر 505 شركات، منها 102 شركة مملوكة بنسبة 100% للجانب الأميركي، وتوجد في قطر 20 شركة تعمل في مجال النفط والغاز، ونحو 40 شركة أميركية مرخصة تحت مظلة مركز قطر للمال، ويوجد أكثر من 5 آلاف أميركي يعملون في قطر ضمن القطاع الخاص، وتعتمد مليون وظيفة في أميركا على الاستثمارات القائمة مع قطر.
يذكر أن مجلس أعمال الأمن القومي الأميركي، هو منظمة أهلية غير ربحية تتألف من نحو 450 شخصية عامة من كبار رجال الأعمال والصناعة والضباط المتقاعدين في الولايات المتحدة، وتهدف لمعالجة التحديات الأكثر إلحاحا في مسائل الأمن الوطني، وتُعرف اختصاراً باسم BENS ويرأس المنظمة أحد كبار العاملين في القطاع العقاري، وهو بروس موسلر، والرجل الثالث فيها هو الجنرال نورتون شفارتز، رئيس أركان القوات الجوية الأميركية في الفترة بين 2008 و2012.