21 مارس 2023
شيء من مشاريع عزمي بشارة
حدث أن نفراً انتخبوا أنفسهم، واحتكروا مهمة "حراسة الفضيلة" وقمع التعدّدية، اختاروا أن يتطاولوا على مشاريع نهضوية شاخصة أمامهم، تكيد أعداء تحرّر الشعوب العربية واستقلالها من هيمنة الأعداء الحقيقيين، الذين استغلوا ذيولاً وتابعين وعملاء، ووكلاء مباشرين ممن يُفترض أنهم أشقاء، وجيران، وأصدقاء، فجيّش هؤلاء جيوشاً عسكرية حقيقية، لا مجازية، لكي يعتدوا على فكرةٍ بالدبابة، ويهدّدوا أصواتا تصدح بالتحرّر من التبعية، بصواريخ، وقنابل، وعبوات ناسفة. ودفعوا مليارات الدولارات من مقدّرات شعوبهم، طلباً لحماية من أعداء الأمة الذين يجاهرون بذلك ليل نهار بلا رحمة منهم، ولا خجل من التابعين، والمستعربين، وقاتلي شعوبهم بالسلاح الثقيل، والمدفع، والطائرة، والكيماوي، والمنشار. أما أن يدفع عداء التعدّدية ورفض الآخر هؤلاء أن يصطفوا مع قاتليهم، وأن يختار آخرون صمتاً مريباً على همزة لمزة، في حقنا، نحن الذين ننتمي لهذه المشاريع النهضوية الكبرى، والتي نشرع بها أبواباً، ونوافذ حلم لشعوبنا التي تتطلع إلى التحرّر ورفض الهيمنة والتبعية الذليلة لعدونا وعدوّهم، فإنه لا يليق بي السكوت بذريعة الخجل، أو تحت تهديد التهويش المبتذل، بأنني، إن فعلت ذلك، ومارست واجبي في الشرح والإيضاح، بل والاعتزاز بما أشارك في تقديمه، هو أمر قد يوقعني في محظور الحديث عن النفس، والمباهاة.
هنا لا أرى في الصمت حكمةً، فلن يكون، في تقديري، سوى استسلام "لبلطجةٍ" انحدر لممارستها بعض الأكاديميين، لتعصّب أو غيرة شخصية أو غيرها، وقليل من فضلاء ما زلت أرى فيهم خيراً، وإن جاروا علينا وسمحوا لأنفسهم بأن يقيموا محاكم تفتيش في النيات والمقاصد التي هي أكثر نصاعة وشرفاً من أن تُرمى باتهاماتٍ باطلة، تطل منها روائح الغيرة والحسد، انطلاقاً من سقطةٍ مهنية، أو زللٍ كبير، وقع أكبر منه في غير قناةٍ تلفزيونيةٍ يظهرون فيها. ولكن ما كان ينبغي أن يحدث في هذه القناة.
وقد كان التأسّف العملي واضحاً بالحذف، وإيقاف البرنامج، وتقديم اعتذارٍ علني يليق بالكبار. ولكن لا شيء يرضيهم، وكأن هدفهم ضرب أي مشروعٍ لا يهيمنون عليه، ولم يتعلموا شيئاً من تجارب الماضي، اعتقدنا أنهم تغيّروا ولكنهم لم يتغيّروا.
لن يرهبني، ويشاركني في ذلك زملاء، "جعجعة هؤلاء"، ولا "تهويش أولئك"، بأننا إن
مارسنا واجب التوضيح، فكأنما نُكابر، أو نرضى، أو نقبل بتطاول ضيف على رموز نشترك جميعاً في اعتبار أي تجاوز، ولو كان صغيراً، وعابراً، وغفلةٍ، وسهواً، بمثابة خطايا أخلاقية، ومهنية، نتعوّذ أن نرتكبها، أو يسمح بها القائمون على المنابر الإعلامية، والأكاديمية، والبحثية، في عالم فضاءات الفسيح؛ ذلك أننا نواجه ليل نهار ما هو أكثر خطورةً وبشاعة من "البلطجة والتهويش" من نظم مستبدّة، تدرك، وهي محقة، أننا رأس حربة في معاركنا واشتباكنا، وإصرارنا على أن نهزم محاولاتها التي لا تنقطع في إدخال شعوبنا الحرّة لحظيرة التخلف، والتبعية، والاستسلام المهين لأعداء الأمة، كما يقول التاريخ، والجغرافيا، والواقع المبين.
لن يحدُث أنني يمكن أن أستسلم لغواية التواضع في غير مناسبته، ولا وقته، مهما لجأ المتربّصون، والشتامون، والشامتون، إلى أساليب مبتذلةٍ في تهييج مشاعر المتابعين، فرهاننا وانحيازنا إلى الحقيقة يعصمنا من كيد هؤلاء، ومن كل همّاز مشّاء بالذم والنميمة، وسيبقى انتماؤنا المهني، والأخلاقي، والمعنوي، محل ثقتنا واعتزازنا، وسنقول دائماً إن "المشاريع"، التي أشرُف بالمشاركة في الاستعداد لها، والعمل فيها، ماثلة أمامكم تتحدّث بعملها عن نفسها. وها هي أمامكم تقدم إعلاماً رصيناً مهنياً، يوجع الطغاة والمستبدين وأعداء الأمة. ولكم أن تتفكّروا ملياً في الجيوش التي حشدت، وأصوات كبار الطغاة تشكو وتستجير، وتهدر المليارات من أموال شعوبنا العربية، لحجب مواقع، وصحف، وفضائيات، العربي الجديد، وتلفزيون العربي، وغيرها من وسائل إعلام يشهد أداؤها بقدرٍ محترمٍ من المهنية، والتمسّك بمبادئ وأخلاقيات العمل الإعلامي بمعاييره الحقيقية.
هذه مناراتٌ بحثية، وأكاديميةٌ، منها معهد الدوحة للدراسات العليا، والمركز العربي للأبحاث
ودراسة السياسات، تروْنها بالعين، وهي تنتج أفواجاً من الباحثين الجادين، ومئات الدراسات، والمؤتمرات العلمية، والندوات، وتساهم في إشاعة وعيٍ جديد، وتيار ثقافي ينحاز لقيم التحرّر، والديمقراطية، والإنسانية الراشدة.
وتلك إصدارات علمية رصينة محكمة، تمثل وعاءً يفرز ثقافة واستنارة فكرية حقيقية، تلتزم خطاً واضحاً وانحيازاً تعتز به لقضايا شعوبنا العربية، بوصلتها الحقيقية ما ينبغي أن يكون موضع اهتمام الأمة، ونهجها الثوابت المهنية العالية، وهدفها أن تكون رصداً، ومخزوناً، ورصيداً للثقافة العربية بمفهومها الأكثر اتساعاً.
وهذا معجم الدوحة التاريخي، اسماً وواقعاً، ينهض بعبء لم تستطع دولٌ أن تقوم به في حراسة لغتنا التي هي عماد هويتنا، وحائط صدٍّ أمام محاولات التشويه، والمسخ، التي يتشارك فيها الأعداء، والمستعربون من الحكام الطغاة، والمدلسون من المتثاقفين الذين يسيرون في ركابهم.
ذلك على سبيل المثال بعض من "مشاريع عزمي بشارة"، كما سمّاها نفرٌ من المحرّضين، وليس المقام هنا للحصر، هذا ما قدّم ويقدم، غير أبحاثه المعروفة التي لا تناقش، بتغريداتٍ من لم يقرأها، فماذا قدّم المتربّصون، والمحرّضون، والمتشنجون، غير الهمز، واللمز، والنميمة؟
هنا لا أرى في الصمت حكمةً، فلن يكون، في تقديري، سوى استسلام "لبلطجةٍ" انحدر لممارستها بعض الأكاديميين، لتعصّب أو غيرة شخصية أو غيرها، وقليل من فضلاء ما زلت أرى فيهم خيراً، وإن جاروا علينا وسمحوا لأنفسهم بأن يقيموا محاكم تفتيش في النيات والمقاصد التي هي أكثر نصاعة وشرفاً من أن تُرمى باتهاماتٍ باطلة، تطل منها روائح الغيرة والحسد، انطلاقاً من سقطةٍ مهنية، أو زللٍ كبير، وقع أكبر منه في غير قناةٍ تلفزيونيةٍ يظهرون فيها. ولكن ما كان ينبغي أن يحدث في هذه القناة.
وقد كان التأسّف العملي واضحاً بالحذف، وإيقاف البرنامج، وتقديم اعتذارٍ علني يليق بالكبار. ولكن لا شيء يرضيهم، وكأن هدفهم ضرب أي مشروعٍ لا يهيمنون عليه، ولم يتعلموا شيئاً من تجارب الماضي، اعتقدنا أنهم تغيّروا ولكنهم لم يتغيّروا.
لن يرهبني، ويشاركني في ذلك زملاء، "جعجعة هؤلاء"، ولا "تهويش أولئك"، بأننا إن
لن يحدُث أنني يمكن أن أستسلم لغواية التواضع في غير مناسبته، ولا وقته، مهما لجأ المتربّصون، والشتامون، والشامتون، إلى أساليب مبتذلةٍ في تهييج مشاعر المتابعين، فرهاننا وانحيازنا إلى الحقيقة يعصمنا من كيد هؤلاء، ومن كل همّاز مشّاء بالذم والنميمة، وسيبقى انتماؤنا المهني، والأخلاقي، والمعنوي، محل ثقتنا واعتزازنا، وسنقول دائماً إن "المشاريع"، التي أشرُف بالمشاركة في الاستعداد لها، والعمل فيها، ماثلة أمامكم تتحدّث بعملها عن نفسها. وها هي أمامكم تقدم إعلاماً رصيناً مهنياً، يوجع الطغاة والمستبدين وأعداء الأمة. ولكم أن تتفكّروا ملياً في الجيوش التي حشدت، وأصوات كبار الطغاة تشكو وتستجير، وتهدر المليارات من أموال شعوبنا العربية، لحجب مواقع، وصحف، وفضائيات، العربي الجديد، وتلفزيون العربي، وغيرها من وسائل إعلام يشهد أداؤها بقدرٍ محترمٍ من المهنية، والتمسّك بمبادئ وأخلاقيات العمل الإعلامي بمعاييره الحقيقية.
هذه مناراتٌ بحثية، وأكاديميةٌ، منها معهد الدوحة للدراسات العليا، والمركز العربي للأبحاث
وتلك إصدارات علمية رصينة محكمة، تمثل وعاءً يفرز ثقافة واستنارة فكرية حقيقية، تلتزم خطاً واضحاً وانحيازاً تعتز به لقضايا شعوبنا العربية، بوصلتها الحقيقية ما ينبغي أن يكون موضع اهتمام الأمة، ونهجها الثوابت المهنية العالية، وهدفها أن تكون رصداً، ومخزوناً، ورصيداً للثقافة العربية بمفهومها الأكثر اتساعاً.
وهذا معجم الدوحة التاريخي، اسماً وواقعاً، ينهض بعبء لم تستطع دولٌ أن تقوم به في حراسة لغتنا التي هي عماد هويتنا، وحائط صدٍّ أمام محاولات التشويه، والمسخ، التي يتشارك فيها الأعداء، والمستعربون من الحكام الطغاة، والمدلسون من المتثاقفين الذين يسيرون في ركابهم.
ذلك على سبيل المثال بعض من "مشاريع عزمي بشارة"، كما سمّاها نفرٌ من المحرّضين، وليس المقام هنا للحصر، هذا ما قدّم ويقدم، غير أبحاثه المعروفة التي لا تناقش، بتغريداتٍ من لم يقرأها، فماذا قدّم المتربّصون، والمحرّضون، والمتشنجون، غير الهمز، واللمز، والنميمة؟