شيماء دلول: رسومات من إخراج البحر والطبيعة في غزة

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
04 نوفمبر 2018
35322C5C-73D1-40BE-9BEC-C53330722AE4
+ الخط -
استلهمت، شيماء دلول، من بحر غزة، رسوماتها. فمشهد غروب الشمس، المتنفس الوحيد للفلسطينيين في القطاع، يجذبها في كل مرة تقصد المكان. على ورقة بيضاء، تُتقن الشابة الرسم بأسلوب التفريغ، إذ تحضر اللوحة في شكلها الأول، تاركةً شكلها الأخير للطبيعة. فلون أشعة الشمس وزرقة البحر، كفيلان بإخراج تلك اللوحات. ومن البحر، تنتقل شيماء بلوحات أخرى نحو الطبيعة الخضراء، حيث تستمد منها الألوان لإكمال رسوماتها كما تفعل في المشهد الأول. هكذا ترسم شيماء لوحاتها، وتمارس هوايتها المفضلة بعد انقطاعٍ لسنوات. ومن فن التفريغ، خصصت الشابة الفلسطينية لنفسها، وقتاً مستقطعاً تهرب فيه من قسوة الحياة في المدينة المحاصرة إسرائيلياً. 

دلول تقصد البحر والمتنزهات والأماكن العامة، لرسم لوحاتها الفنية. وفي نظرها، ألوان الطبيعة كفيلة وحدها، بإخراج لوحات فنية مميزة، تترجم ذلك، في المشهد الأخير من رسمها، حين تمسك الورقة البيضاء التي سبق تفريغها، وتعلقها في الفضاء قليلاً، لتتضح معالم اللوحة، فأشعة الشمس وألوان الطبيعة المتسللة إلى فراغات اللوحة، ترسم بسمةً على وجه شيماء أيضاً. تقول شيماء لـ"العربي الجديد": "منذ أن كنت طفلة، كنتُ أرسم على الورق، وعلى لوح المدرسة. انقطعت فترة طويلة عن هذه الهواية، حين كبرت قليلاً وحملت شيئاً من مسؤوليات الحياة. لكن الضغوطات قد تجبرك أحياناً للعودة لممارسة ما تحب. في الرسم بأسلوب التفريغ، أجد نفسي وأهرب إلى واقعٍ أجمل مما يبدو عليه حقيقة".

وتوضح دلول (22 عاماً)، أن الظروف لم تمكنها من إكمال دراستها، لكنها في الوقت نفسه، لم تمنعها من العودة لممارسة هوايتها المفضلة، سواءً أكان في منزلها حيث ترسم لوحات تشكيلية، أو تلك التي تقوم بها في الأماكن العامة وعلى البحر، بينما تشارك الشابة الفلسطينية أعمالها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. شيماء التي لا تضع حدوداً لرسمها، وترسم كل ما يجول بخاطرها، تتقن أيضاً فنوناً أخرى، كالرسم التشكيلي والرسم على الخشب والفحم والزيت وغيرها من الفنون. وتبين، أيضاً، أن فكرة الرسم بأسلوب التفريغ، قد استوحتها من فنانة عالمية قد شاهدت أعمالها بالصدفة على شبكة الإنترنت، ووجدتها قابلة للتطبيق في غزة لوجود البحر أولاً، والطبيعة ثانياً. أعمال شيماء، تأتي ضمن باكورة أعمال فنية يتقنها الشباب الفلسطيني، على رغم افتقاده للإمكانيات ولكل أشكال الدعم، فضلاً على الأوضاع العامة الصعبة في غزة. فبعض تلك الأعمال، يجدها أصحابها، فرصة للتحليق في مجال الفن والوصول إلى أماكن يرجونها، وغيرهم قد يجدها فرصة عمل ومصدر دخل بسيط.



وتلفت شيماء إلى أنها تنجح في بعض المرات، في الحصول على مقابل مادي نظير لوحاتها، حيث تبيع بعض الرسومات لزبائن من داخل غزة وخارجها، وتقول: "أسعى لتكون أعمالي مميزة في الساحة الفنية، كذلك أطمح لافتتاح أول معرض شخصي لي، يضم مختلف أعمالي ولوحاتي". ويسعى الشباب الفلسطينيون لإيجاد فرص عمل لهم في ظل البطالة المتفشية في قطاع غزة. وبعضهم قد يجد من احترافه لأعمال فنية أو إنشاء مشاريع خاصة، ملاذاً للحصول على عائد مادي، يساعدهم ولو بشكل بسيط على تحمل صعوبات الحياة. وذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة في غزة قد ارتفعت من 39.8% إلى 61.2%، خلال الفترة ما بين عامي 2007 و2017، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد. وأظهرت إحصائية حديثة من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن أكثر من ثلث الشباب في غزة يرغبون في الهجرة إلى الخارج، حيث تدفع الأوضاع السائدة في القطاع الشبابَ، لزيادة نسبة الرغبة لديهم في الهجرة، حيث بلغت 37% في غزة مقارنة بـ15% في الضفة. 

ويعيش قطاع غزة، أوضاعاً صعبة على كل المستويات، وقد اشتدت مع العام الجاري من خلال تشديد الاحتلال حصاره، عبر خنق غزة بكل السبل المتاحة، ووصلت تداعيات ذلك إلى تضرر كل مناحي الحياة. بينما يحاول الفلسطينيون إنهاء هذا الحصار بفعاليات سلمية تشهدها حدود غزة منذ الثلاثين من مارس/أذار الماضي، ويطالبون خلالها بفك الحصار ومنحهم حقوقهم بما فيها العودة لأراضيهم المحتلة.


ذات صلة

الصورة
أبو خديجة يسعى للعودة إلى الملاعب رغم الغياب الطويل (العربي الجديد/Getty)

رياضة

روى لاعب منتخب فلسطين الأول لكرة القدم أحمد أبو خديجة (28)، الذي تحرّر من سجون الاحتلال في 31 أكتوبر الماضي بعد 20 شهراً من الاعتقال، تجربته في المعتقل.

الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
تجمّع عسكري إسرائيلي على حدود لبنان، 30 سبتمبر 2024 (إريك مارمور/Getty)

سياسة

بعد عام على فتح الجبهة اللبنانية تحوّل لبنان من معركة إسناد غزة، إلى الحرب الشاملة، بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، التي بدأت في 23 سبتمبر الماضي.
الصورة
مسرة في جامعة جورج واشنطن دعماً لفلسطين/22 أغسطس 2024(Getty)

سياسة

خرجت مسيرة احتجاجية في شوارع واشنطن، اليوم الأربعاء، تنديداً باستمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة.
المساهمون