أربع روايات من أصل سبع كتبها صاحب "منظر شاحب من التلال" (1982) حظيت بترجمتها عربياً، حيث صدرت روايته "بقايا النهار" عن "دار شمس" في العراق بعد أعوام قليلة من إصداره عمله الأول، لكن ذلك فات أحد محرري الصحافة الثقافية العربية حين كتب أن القاهرة كانت سبّاقة لترجمته، حيث صدر عن "المركز القومي للترجمة" ترجمات لعدد من أعماله، منها "بقايا النهار" أو "بقايا اليوم"، و"من لا عزاء لهم"، و"عندما كنا يتامى"، كما صدرت رواية "فنان من العالم الطليق" عن "دار أزمنة" الأردنية عام 2006 بترجمة هالة صلاح الدين.
لم يحل تعرُّف القارئ العربي باكراً على إيشيغورو من أن يأتي ردّ فعل الروائي السوداني أمير تاج السر صادماً، إذ دوّن في صفحته على "فيسبوك": "إيشجورو/ حتى اسمه صعب/ شخصيا لم أسمع به قط"، بينما اعترض آخرون على فوزه بذريعة أن هناك 50 كاتباً عربياً أولى بها منه.
السجال حول "نوبل" عربياً يدخل كل موسم في متاهات لا طائل منها، رغم عدم اطلاع العديد من المعترضين على تجربة من يفوزون بها، كما حصل مع إيشيغورو الذي عزا بعضهم نيله الجائزة إلى أن اثنين من أعماله الروائية جرى تحويلهما إلى فيلمين سينمائيين، وهما "بقايا النهار" و"لا تدعني أذهب أبداً".
بعيداً عن بيان "الأكاديمية السويدية" الذي علّل منح الجائزة بتلك "القوة العاطفية العظيمة" في روايات حائزها هذا العام، يمكن القول إن إيشيغورو كاتب يستحوذ على اهتمام النقاد والباحثين بوصفه نموذجاً لدراسات ما بعد الكولونيالية بتصويره "ياباناً" متخيلة وشخصيات يابانية مهاجرة في وطنها الجديد، ولأسلوبه الخاص في خلق شخصيات قلقة وشبحية منسوجة من أوهام لها أثر الحقيقة وفعلها.
غير أن صاحب "العملاق المدفون" المكرّس نقدياً لم ينل ما يوازيه من جماهيرية وانتشار خارج المشهد الأنغلوساكسوني، والبريطاني منه على وجه التحديد، ويُجمع كثيرون أن نصوصه صعبة على التلقّي وعلى جعله روائياً مشهوراً في الثقافة العربية أو غيرها.