وبدلا من تبرؤ صالح من جماعة الحوثيين ودعوتها لسحب مليشياتها من المدن وتسليم مؤسسات الدولة، قدم صالح دعوة باهتة لا تخلو، وفق متابعين، من الفهلوة، إذ دعا لوقف العمليات العسكرية للحوثيين وعطف عليها "مليشيات هادي"، دون أن يصفه حتى بالرئيس المستقيل كما درجت عليه وسائل إعلام تابعة لحزبه.
في المقابل دعا صالح في "مبادرته" إلى وقف عمليات تحالف "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية منذ فجر الخميس ضد مواقع الحوثيين، مشيراً إلى ضرورة عودة التفاوض بين القوى السياسية ومقترحا نقل الحوار إلى دولة الإمارات أو في "أي مقر من مقرات الامم المتحدة"، ليكون برعاية أممية.
وقد قرأ محللون هذه الدعوة بأنها ضربة طائشة لمحاولة إحداث شرخ في جدار التحالف عن طريق مغازلة الإمارات، مبينين أن هذا الأسلوب يدلل بشكل قاطع على أنه ماض في تحالفه مع الحوثيين وغير مبال بالظرف الخطير الذي يعيشه البلد. ويؤيد ذلك أنه في الوقت الذي دعا فيه صالح لوقف عمليات الحوثيين قام عمليا بفعل يناقض تلك الدعوة ووجه ألوية عسكرية موالية له، بدعم تقدم الحوثيين في مديريات بمحافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين بهدف تطويق عدن من الشرق وتطويق مأرب النفطية من الجنوب.
وعلى صعيد عمليات التحالف، تعرض عدد من المواقع العسكرية الخاضعة لسيطرة صالح والحوثيين في العاصمة صنعاء لقصف عنيف من قبل طائرات "عاصفة الحزم"، فيما أعلنت وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الجماعة أن القصف أسفر عن سقوط 24 قتيلاً وإصابة 43 آخرين، معظمهم من المدنيين.
واشتد القصف الذي استهدف مواقع عسكرية في الجبال المحيطة بصنعاء، عند الساعة الثامنة مساء، حيث سمعت تفجيرات هي الأعنف وأُطلقت مضادات الطائرات بكثافة.
وفيما يعيش سكان صنعاء ظرفا عصيبا تخوفاً من اشتداد الضربات في الليلة الثالثة للعملية العسكرية، قام الحوثيون بنقل مضادات طائرات إلى أحياء آهلة بالسكان، ما جلب مخاوف إضافية لدى المدنيين من قيام الطائرات بالرد على مصادر النيران وسقوط أبرياء.
في الأثناء، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، أن الضربات الجوية أسفرت عن سقوط 24 قتيلاً وإصابة 43 آخرين "في العاصمة صنعاء، معظمهم من الأطفال والنساء المدنيين، إلى جانب هدم 14 منزلاً على ساكنيها".
وأشارت الداخلية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية إلى أن من ضمن القتلى الـ24 خمسة من أفراد اللواء الثاني طيران "وشرطة الدوريات وأمن الطرق فيما باقي الشهداء والمصابين من المدنيين".
ودعت الداخلية "كافة الأجهزة والوحدات الأمنية إلى رفع درجة الاستعدادات القتالية القصوى في كافة القوى والوحدات العسكرية والأمنية في عموم محافظات الجمهورية بنسبة 100% والتصدي لأي عدوان بالتنسيق الكامل بين مختلف الوحدات، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة".
اقرأ أيضاً: صالح يطلق مبادرة لوقف العمليات العسكرية ونقل الحوار إلى الإمارات