صحافيات ينتفضن ضد التمييز والتحرش الجنسي

07 مايو 2015
(GETTY)
+ الخط -
في قاعة الجمعية الوطنية الفرنسية، وبدعوة من لور بروتون (الصحافية في جريدة "ليبراسيون")، قرّرت 40 سيدة فرنسية يعملن في المجال الإعلامي كسر حاجز الصمت، ورفض كل أشكال التمييز على أساس الجنس في العمل السياسي في فرنسا. فكانت العريضة التي وُقّعت تعبيراً عن المواجهة التي أثارت اهتمام جمعيات نسوية وأحزاب سياسية وشخصيات فكرية وإعلامية.

في أول البيان جاء "نحن لسنا من جيل جيرو"، في إشارة واضحة إلى الكاتبة والسياسية الراحلة فرانسوز جيرو، مؤسسة صحيفة "الإكسبرس" والتي كانت معروفة بانتدابها صبايا جميلات للعمل في الجريدة، معتبرة إياه "عاملاً يساعد كثيراً على تحصيل المعلومات". ثم استكمل البيان في عرض لأنواع التمييز الذي تتعرض له الصحافيات في الوسط السياسي، وفي أماكن مختلفة: صافرات النواب في اجتماع الجمعية الوطنية، الإيحاءات الجنسية لدى بعض الوزراء والمتحدثين الإعلاميين، النظرات الشاخصة والعزيمة إلى العشاء في الطائرة الخاصة أثناء الحملة الانتخابية، وحوادث عدة خبرتها الموقعات على العريضة طيلة مسيرتهن المهنية.

وفي معرض الكلام عما تتعرض له النساء من مضايقات، ذكرت الموقعات على العريضة حوادث عدة منها صافرات البرلمان على "فستان الأزهار" التي كانت ترتديه رشيدة داتي ــ الوزيرة السابقة؛ والتي تسعى لرئاسة حزب نيكولا ساركوزي ــ خلال اجتماع الجمعية الوطنية في الصيف الفائت. "من المخجل أن نسمع تعليقا سخيفاً من النائب برنار ديبري حول سعي داتي لرئاسة الـ UMP بقوله إنّ فستان الورود و"ديور"، وفيتون "لا تصنع الفارق".

لم يتوقف كلام العريضة عند رجال السياسة، بل جاء ذكر مواقف كان "أبطالها" إعلاميين وصحفاً معروفة، حيث أعطت السيدات مثالاً على ذلك "في 26 تموز/يوليو الفائت خرجت علينا Direct matin بمقال مخز، يتحدث عن "عاصفة من الإغواء تضرب قصر بوربون في باريس"، في إشارة إلى مداخلات فلور بيليران وسيسيل دوفلو واليزابيت غويغو ورشيدة داتي أمام الجمعية الوطنية؛ والتي ترافقت مع صافرات وكلام مليء بالإيحاءات الجنسية من الحضور الذكوري".

العريضة الموقعة لاقت ترحيباً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حيّت النائبة عن حزب الخضر سيسيل دوفلو "جرأة البيان" ودعت إلى خطوات عملية تحد من ظاهرة التمييز ضد النساء. بدورها عبّرت الوزيرة الاشتراكية السابقة ديلفين باثو عن إعجابها بهذه الخطوة، وغرّدت على حسابها على "تويتر": "برافو سيدات فرنسا".

إقرأ أيضاً: بلدية فرنسية تغرق في عنصريتها: تصنيف الطلاب بحسب أسمائهم

والحال أنّ الإحصاءات اليوم تشير إلى تزايد حالات التمييز الجندري ضد النساء في فرنسا، خصوصاً في أماكن العمل، ويترافق ذلك مع التقرير الذي رفعه المجلس الأعلى للمساوة المهنية CSEP إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، وقد جاء فيه أنّ 8 على 10 من الفرنسيات يعانين من مضايقات في مجال العمل قد تصل إلى حد التحرش الجنسي. وتعقيباً على ذلك علّقت الوزيرة المعنية "يجب علينا الدأب على مكافحة التمييز على أساس الجنس في المؤسسات؛ ولهذا سنقترح نماذج لقوانين عامة وداخلية ليتم إدماجها كتوصيات داخل المؤسسات، ويتوجب احترامها للحد من تنامي هذه الظاهرة".