وحمل الصحافيون على أعناقهم نعش زميلهم وقد زُيّن بالعلم الفلسطيني، في جنازة شعبية انطلقت فور انتهاء الصلاة عليه، اليوم الخميس، في مسجد العودة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وانهمرت دموع أصدقائه وزملائه وذويه عليه لحظة مواراة جثمانه ثرى مقبرة الفالوجا غرب المخيم.
والتحق الشهيد أبوحسين بزميله الشهيد الصحافي ياسر مرتجى الذي أصيب بطلق متفجر في البطن من قناص إسرائيلي، وهي الطريقة نفسها التي استشهد فيها أبوحسين، رغم ارتدائهما الدرع الصحافي والخوذة الزرقاء المميزة بإشارات الصحافة، إلى جانب إصابة عشرات الصحافيين بإصابات مختلفة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت مئات الصور للصحافي الشهيد، بينما نشر أصدقاؤه صوراً تجمعهم معه، وكتبوا عليها كلمات وداع ورثاء مؤثرة.
وخلال وقفة الصحافيين، وجه الصحافي أحمد زغبر رسالته للشهيد قائلاً: "أنقل رسالتنا لكل الشهداء الصحافيين، وآخرهم ياسر مرتجى، أننا على دربكم لا نزال، وأن على ثرى فلسطين من لا يزال يحمل الحقيقة ويحمل الهم"، مطالباً بتوفير الحماية الكاملة للصحافيين الفلسطينيين.
بينما كتب الصحافي يوسف أبوكويك "فيسبوك": "القناص الإسرائيلي لم يخطئ الهدف بل تعمّد قتلَ الحقيقة، الصورة لا تكذب والتوثيقُ يثبت في غيرِ مرةٍ أن استهداف الإعلاميين في مسيرات العودة سياسةٌ إسرائيليةٌ ممنهجة بعدما فضحت عدساتُ الإعلاميين جرائم الاحتلال المرتكبة بحق المتظاهرين".
نقابة الصحافيين الفلسطينيين بدورها نعت الشهيد الصحافي أحمد أبوحسين، ودعت كافة الصحافيين وأبناء الشعب الفلسطيني في غزة إلى المشاركة الواسعة في تشييع جثمان الشهيد، كذلك المشاركة في الجنازة الرمزية التي تقام بالتزامن، انطلاقاً من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، فيما تستقبل المعزين باستشهاده يوم الأحد المقبل، من الساعة الثالثة وحتى الساعة الثامنة في مقرها بمدينة البيره.
وشدد نائب نقيب الصحافيين، تحسين الأسطال، في بيان له، على تحميل سلطات الاحتلال وقادته كامل المسؤولية عن هذه الجريمة المستمرة، مؤكداً أن "النقابة تجدد تأكيدها على تكثيف جهودها ومساعيها لملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الصحافيين، وخاصة قتلهم المتعمد والموثق للصحافيين أحمد أبوحسين وياسر مرتجى، وعاهدت الجسم الصحافي بأن تبقى دماء الشهيدين أمانة في أعناقنا حتى ينال المجرمون قصاصهم من العدالة".
من ناحيته، أوضح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، في تصريحات صحافية أن الاحتلال نصب من الإعلاميين هدفاً لقناصته، واستهدف الصحافي أبوحسين على الرغم من ارتداءه وسائل السلامة، في محاولة منه لمنع الرواية الفلسطينية، وتغييب الصورة من الوصول، مضيفاً أن الإعلام الفلسطيني استطاع عكس الصورة خلال مسيرات العودة، وفي المقابل انهار الإعلام الإسرائيلي أمام صورة مسيرات الشعب الفلسطيني الأعزل التي وثقها الصحافي الفلسطيني بكل شجاعة.