أبرزت صحف ووسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس الأحد، واليوم الإثنين، ما وصفته "قمّة الصراخ" بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وصلت ذروتها إلى قيام ترامب برفع صوته، والصراخ في وجه عباس.
واتّهم ترامب عباس، أنّه خدعه عندما تحدّث معه عن الاستعداد الفلسطيني للسلام، في واشنطن، وقال له "إنّ الإسرائيليين قدّموا لي أدلة على أنّك تشارك في التحريض الدموي ضدهم وتشجع الإرهاب".
وكانت القناة الإسرائيلية الثانية قد أشارت، أمس الأحد، إلى واقعة "الصراخ"، وتبعها تطبيق "360" على الشبكة العنكبوتية، فيما أورد موقع "معاريف"، اليوم الإثنين، أنّ مصدراً فلسطينياً رفيع المستوى، أقّر أنّ اللقاء المغلق بين عباس وترامب، بدأ بشكل إيجابي، لكن سرعان ما انحرف لجهة التوتر، وصولاً إلى واقعة "الصراخ"، واتهام ترامب لعباس بخداعه في واشنطن، وبالتحريض ودعم "الإرهاب"، من خلال دفع الرواتب للأسرى، وعائلات منفذي العمليات الفلسطينية.
وبحسب ما نقل موقع "معاريف"، عن مصدر فلسطيني، قال إنّه يعمل في مكتب عباس، فقد قال ترامب للرئيس الفلسطيني، إنّه "لا يمكنه أن يغضّ البصر عن التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني، ودفع الرواتب للأسرى، وفي الوقت نفسه أن يفرض شروطاً مسبقة تعرقل كل إمكانية للتقدّم في العملية السلمية".
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإنّ عباس أبلغ ترامب، أنّه كانت هناك في الماضي لجنة مشتركة إسرائيلية – فلسطينية لبحث موضوع التحريض في الجانبين، لكن هذه اللجنة توقفت عن العمل، أما في ما يتعلّق برواتب الأسرى، فهي تدفع من صندوق لمنظمة التحرير، وليس من السلطة الفلسطينية.
ووفقاً لما نقله موقع "معاريف"، أيضاً عن المسؤول الفلسطيني، فإنّ ردّ عباس هذا، أثار غضب ترامب الذي أخذ يدقّ على الطاولة بيده، قائلاً للرئيس الفلسطيني: "أنت تتحدّث عن رغبتك في السلام لكن لا يوجد ما يثبت ذلك على أرض الواقع. لقد عرض الإسرائيليون عليّ إثباتات على أنّك وبشكل شخصي، تشارك في التحريض، وتشجع من يهاجمون اليهود وتكافئهم. من يريد السلام لا يتصرّف على هذا النحو. عندما كنتَ في واشنطن عرضت أمامي صورة مغايرة كلياً، بشأن استئناف المفاوضات وعملية السلام، لكنني أشعر بأنّك خدعتني".
وأضاف المسؤول الفلسطيني، أنّ ترامب أبلغ عباس، أنّ إدارته، في هذه المرحلة، ستحمل توجّهاً جديداً للمفاوضات، وأنّه على ضوء ضعف فرص التقدّم في العملية السياسية، وفق مسار حل الدولتين، فإنّ ترامب، يعتزم الدفع قدماً نحو أفكار جديدة، وعلى رأسها فكرة إطلاق مبادرة إقليمية تعتمد على المبادرة العربية للسلام، وبموازاة ذلك التقدّم في المسار الفلسطيني، من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقد اعترض عباس، معلناً أنّ الفلسطينيين سيعارضون كل خطة سياسية، لا تضع القضية الفلسطينية على رأس أجندتها. لكنّ ترامب ردّ على عباس بالقول، إنّه عندما كان في المملكة العربية السعودية، قال له زعماء دول عربية، من ضمنهم زعماء مصر والأردن ودول من الخليج العربي، بشكل واضح، إنّهم يؤيدون إطلاق مبادرة إقليمية، في حال توفّرت ضمانات أميركية بأنّ هذه العملية لن تضرّ بالمصالح الفلسطينية، وإنّما ستساعد في دفعها قدماً.