وأشادت غالبية الصحف اليومية الصادرة بالعربية والفرنسية بالمسيرات والشعارات التي رفعها المحتجون، معتبرة أن "الشعب الجزائري يريد رحيل مختلف رموز الفشل" ويرفض تعديلات بوتفليقة.
صحيفة "الخبر"، كبرى الصحف الصادرة باللغة العربية في الجزائر، نشرت في صدر صفحتها الأولى عنواناً جريئاً استعار إحدى شعارات المحتجين؛ "ماتزيدش دقيقة يا بوتفليقة". وكتبت الصحيفة أن الشعب الجزائري يرفض تمديد الولاية الرابعة، مسلطة الضوء على الخروقات الدستورية والقانونية التي وقعت فيها السلطة الجزائرية.
كذلك تصدّرت المسيرات العنوان الرئيس لصحيفة "البلاد" التي كتبت في صفحتها الأولى "الشعب يرفض التمديد"، ولفتت إلى أن المتظاهرين يرفضون حلول الأمر الواقع، مركزة على أن الحلول المقدمة من طرف الرئاسة تعتبر "ذر رماد في العيون"، بينما المواطن الجزائري يريد حلولاً ترضي "مطالبه برحيل العصابة".
أما صحيفة" ليبيرتي" الصادرة باللغة الفرنسية فعنونت صفحتها الأولى بـ "الشعب قال كلمته، والملايين يخرجون ضد قرارات بوتفليقة". وأفردت ملفاً كاملاً تناولت فيه مختلف النقاط التي يرفضها الجزائريون بعد قرارات إلغاء الانتخابات وعدم ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة، مبدية إعجابها بطريقة المظاهرات والشعارات التي تفنن الجزائريون في بعث رسائلهم للنظام الجزائري من خلالها، محافظين على سلميتهم.
وعلى خلاف عنوان مفاجئ نشرته في عددها الصادر في 1 فبراير/ شباط الماضي، اعتبرت فيه الرئيس بوتفليقة "رجل الإجماع" بفعل ضغوط مورست عليها، عادت صحيفة "الشروق اليومي" إلى خطها الافتتاحي المعتاد. وعنوان عدد اليوم السبت كان "ارحلوا".
صحيفة "الوطن" الصادرة بالفرنسية عنونت: "مسيرات في كل ربوع الوطن... الإجابة القاسية للشعب الجزائري"، مركزة على رفض الشعب لقرارات بوتفليقة الأخيرة، مبدية اهتمامها بطريقة احتجاج الجزائريين الذين تعلّموا من دروس الماضي ويحاولون "عيش الحياة".
صحيفة "الرائد" وصفت المظاهرات بأكبر مظاهرة عاشها الجزائريون منذ الاستقلال ومنذ بدء الاحتجاجات في 22 فبراير/ شباط الماضي. وعنونت صفحتها الأولى: "لا تمديد... لا تأجيل... لا نقاش"، كما ركزت على أهمية السلمية التي تحلى بها الجزائريون خلال المسيرات وتعاملهم مع أفراد الأمن وعقب التظاهرات.
صحيفة "الشعب" العمومية اعتبرت أن الشعب الجزائري أبدى تحضراً كبيراً في مسيرات "احتفالية"، متحاشية إبداء أي موقف حيال مطالب الجزائريين التي وصفتها بإرادة التغيير نحو الأفضل في خطاب يتماشى مع الخطاب الرسمي.
تجدر الإشارة إلى أن 18 مليون شخص شاركوا في تظاهرات ومسيرات "جمعة الرحيل"، أمس الجمعة، وفقاً لناشطين، في الجمعة الرابعة من الحراك الشعبي التي وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ الجزائر المستقلة، خاصة في العاصمة الجزائرية التي شهدت مسيرات حاشدة وغير مسبوقة.