استقبلت صحف جزائرية، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي بدأ الليلة الماضية زيارة إلى الجزائر، برسوم كاريكاتورية حمراء، مليئة بالدماء. ويأتي ذلك في محاكاةٍ لجريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ونشرت صحيفة "ليبرتي"، الصادرة باللغة الفرنسية في الجزائر، رسماً كاريكاتيرياً للرسام ديلام، وهو أبرز رسامي الكاريكاتير في الجزائر، يظهر محمد بن سلمان وهو ينزل من الطائرة، وقد تدفق الدم على السلالم مشكلاً بساطاً أحمر.
ويظهر الرسم مجموعةً من المستقبلين، قال أحدهم إنّ بن سلمان "تنقل إلى الجزائر ببساطه الأحمر الخاص به".
ونشرت صحيفة "الوطن" التي تتبنى خطاً تقدمياً رسماً كاريكاتورياً، يظهر استقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من قبل جزّار يدعى "كمال بالبوشي"، متّهم بأنه بارون مخدرات. وكتب الرسام الكاريكاتوري المعروف باسم "هيك" على الرسم: "بن سلمان يستقبل من طرف نظيره"، ويظهر البوشي يحمل سكيناً ويقول لبن سلمان: "أنا كمال لكن الجميع يلقبونني بالبوشي".
وإضافةً إلى الرسومات الكاريكاتورية المعترِضة على زيارة بن سلمان، اليوم، نشر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري انتقادات حادة للسلطات الجزائرية بعد استقبالها بن سلمان. واعتبر مقري أنّ حكام الجزائر "دمروا اقتصاد البلد، ثم لمّا أغرقهم بن سلمان في أزمتهم المالية بخفض أسعار النفط استجابة لأوامر ترامب فقدوا النخوة والرجولة الجزائرية، فقبلوا أن يعوضهم قاتل الأطفال في اليمن بدولاراته الحرام التي يأخذها بالسطو على خيرات الجزيرة العربية بعد سجن الأحرار وقتلهم من مواطنيه".
(رسمان كاريكاتوريان في صحيفتي "الوطن" و"ليبرتي" يندّدان بزيارة بن سلمان)
وتساءل مقري: "هل تحولت الجزائر إلى "جمهورية الرز أم أنها صارت تأتمر هي الأخرى بأوامر ترامب؟ ومرة أخرى يتولى كبر هذه المهام القذرة رئيس الوزراء أحمد أويحيى".
وأضاف: "إن هؤلاء الذين بسطوا السجاد الأحمر لبن سلمان لا تهمهم الجزائر، إنهم يعالجون أزماتهم بالاستسلام والخنوع للقوى الإمبريالية الاستعمارية الدولية والإقليمية، هم يعلمون بأن كل الدول التي خضعت ضاع اقتصادها وفقّرت شعوبها وبعضها ضربت في استقرارها ووحدتها، ولكن هذا لا يهم أمام الطموحات الشخصية وعشق السلطة والثروة".
وأمس الأحد، أصدر عدد من المثقفين والكتاب والناشطين الحقوقيين الجزائريين بياناً أعلنوا فيه رفضهم زيارة بن سلمان.