فبعد 73 يوماً من المعارك وسقوط مئات القتلى والجرحى، ينتظر أهالي منبج والمهجرون منها العودة إلى ديارهم مطمئنين وغير قلقين، لا سيما مع استمرار وجود المقاتلين الأكراد في المدينة. ورأت صحيفة "لوموند" أنّ "التحدي الأكبر الذي ينتظر سكّان منبج، ذات الأغلبية العربية، هو الاختلاط مع المقاتلين الأكراد، خصوصاً أن دور المقاتلين العرب كان محدوداً في معركة تحرير المدينة، وهناك خوف حقيقي من أن الأكراد، الذين يسيطرون بالفعل على جزء من شمالي سورية على الحدود مع تركيا، لديهم أطماع توسعية في منبج".
وعندما انطلقت المعركة لتحرير المدينة من "داعش"، في يونيو/حزيران الماضي، استطاع بلال، شاب من منبج، الهرب إلى إحدى القرى (شمالاً) للعيش وعائلته بمنطقة أكثر أماناً، ولكنه لم يتمكن من العودة إلى مدينته عندما حاول الذهاب إلى منزله في أغسطس/آب الحالي، إذ منعته القوات الكردية بحجة خطورة المنطقة وعدم وجود منزله بعدما دمرت المعارك معظم الأحياء.
وعن ذكريات المعارك ونقص الغذاء والفقر المدقع، توقفت زوجة بلال عند ألمها الشديد عندما كانت تنظر إلى طفلتها التي ولدت في ظروف قاسية، وبكائها الذي لا يتوقف ليلاً بسبب الجوع وعدم قدرتها على جلب الحليب لإطعامها، وذلك بسبب حصار المدينة لشهرين كاملين ما أدى إلى تعثر وصول الغذاء والدواء وحليب الأطفال.
كما اعتبر عبدالعزيز آل ماشي، ناشط مقيم في العاصمة البريطانية لندن، فيما تقيم عائلته في منبج، في حديث للصحيفة، أنّ بقاء المقاتلين الأكراد في المدينة أفسد لذة الحرية، وعدم تسليمها إلى سلطة مدنية سيزيد من حدّة التوتر والخلافات.
أمّا أم فراس، لاجئة سورية، فمخاوفها عدّة وأبرزها "الألغام التي تركها الجهاديون، حيث هناك ما يقارب الـ 50 ألف عبوة ناسفة في المنطقة، فلا يمكن الاطمئان بالرغم من عمليات كشف ونزع الألغام التي تقوم بها القوات الكردية"، فضلاً عن "القلق من العودة لمنبج لأن المضايقات كثيرة، وآخرها حادثة حصلت في المدينة حين ذهب أب وابنته لشراء بعض المواد الغذائية وتم إلقاء القبض عليهما من قبل القوات الكردية، دون معرفة الأسباب".