ولفتت الصحيفة إلى أنه من وجهة النظر اللوجستية البحتة، كان من الأفضل أن يتوجه لافروف من الكويت إلى قطر، ثم الإمارات، ولكن استمرار الأزمة الخليجية يجعل الترتيب الفعلي للزيارات أكثر منطقية، ليختم جولته بالدوحة بعد الاطلاع على مواقف خصومها.
ورأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الروسي للشؤون الدولية، يوري بارمين، أن "الزيارة لها أهمية في مسألة تجاوز الأزمة الدبلوماسية في الخليج".
وقال بارمين لـ"غازيتا. رو"، إنه "رغم أن مسؤولينا يقولون إنهم لا يطمحون في التسوية، إلا أن زيارة لافروف تدل على عكس ذلك، وإلا لما كان لجولة لافروف أن تبدأ بالكويت التي تؤدي دور الوسيط الرئيسي في الخلاف".
وذكّرت الصحيفة بأنه "على عكس البيت الأبيض الذي اتهم على لسان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قطر بدعم الإرهاب، فإن موقف موسكو كان أكثر بناءً، إذ عرضت على قطر عونا في الخروج من عزلتها الدبلوماسية، بالتوازي مع استمرار الاتصالات الروسية مع بلدان الخليج الأخرى".
وأشار كاتب المقال إلى أن "تحسين العلاقات مع قطر التي لها تأثير كبير على قسم المعارضة السورية الأكثر تشددا، له أهمية كبرى بالنسبة إلى موسكو في سياق تسوية الوضع في سوية".
وعلى الرغم من التزام القيادة السياسية الروسية الحياد حيال الأزمة الخليجية منذ اندلاعها قبل نحو ثلاثة أشهر، إلا أنها أجرت اتصالات مكثفة مع أطراف الأزمة، بما فيها اتصالات هاتفية بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، واستقبال وزيري خارجية ودفاع قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وخالد العطية، في موسكو.
وقبيل جولة لافروف، دعت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أطراف الأزمة إلى "التخلي عن خطاب المواجهة، ومناقشة القضايا الخلافية المتراكمة على طاولة المفاوضات، والتوصل إلى حلول وسط".
وعلى الرغم من نفي المسؤولين الروس سعي بلادهم للوساطة بين أطراف أزمة قطع الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، إلا أن ترتيب الدول التي يزورها لافروف في إطار جولته، الكويت ثم الإمارات ثم قطر، أثار تساؤلات حول دور موسكو المحتمل في تسوية الأزمة.
يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكّد اليوم الإثنين، تأييد بلاده لمبادرة الكويت لتسوية أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ روسيا لن تنافس أحداً في ذلك. مشيرا في تصريحات صحافية، من الكويت: "نؤيد المبادرة الكويتية. لا نريد منافسة أحد. لدينا بالفعل علاقات طيبة مع كل الدول التي باتت في هذا الوضع الصعب".