لفت المنتخب الجزائري لكرة القدم الأنظار في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، حيثُ بلغ المباراة النهائية بعد مشوار مظفر حقق فيه خمسة انتصارات مقابل تعادل وحيد، ليصل إلى النهائي لمواجهة السنغال في ملعب القاهرة الدولي.
ومع الإنجاز الذي حققه منتخب "المحاربين" ببلوغ النهائي لأول مرة منذ أكثر من 29 سنة، حاول الإعلام الفرنسي دخول الخط بهدف إبراز دور فرنسا في التطور الذي بلغه المنتخب الجزائري، وفضل المدرسة الكروية الفرنسية في الطفرة التي يعيشها "الخضر" في الوقت الحالي.
وأثار تقرير نشرته صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية في هذا الإطار، استياءً واسعاً وسخطاً عارماً لدى الجماهير الجزائرية، التي تساءلت عن جدوى التطرّق إلى موضوع كهذا في هذا التوقيت الحساس بالذات.
وعنونت "لوباريزيان" تقريرها: "نهائي كأس أمم أفريقيا: الجزائر من صنع فرنسي". وهو ما اعتبرته جماهير جزائرية كثيرة استفزازا لها وتشويشا على تركيز المنتخب الجزائري وجماهيره التي تنتظر التتويج باللقب القاري على أحر من الجمر.
وتضمن التقرير إبراز دور المدرسة الفرنسية في تشكيل النواة الأساسية للمنتخب الجزائري، بفضل 14 لاعباً من أصل 23 يشاركون في أمم أفريقيا، ولدوا جميعاً وتعلموا أبجديات الكرة في النوادي والمدارس الفرنسية وهم: الحارس رايس وهاب مبولحي، ومهدي زفان وعيسى ماندي، سفيان فيغولي، اسماعيل بن ناصر، رياض محرز، عدلان قديورة، الذين غالباً ما يشاركون في التشكيل الأساسي.
ويُضاف إليهم مهدي تاهرات، أندي ديلور، أدم أوناس، محمد سليم فارس، ياسين براهيمي، الحارس أليكسندر أوكيجا، ومهدي عبيد، وكذلك أشارت الصحيفة إلى دور المدير الفني جمال بلماضي المولود أيضا في فرنسا ولعب الكرة فيها، في التطور الذي يشهده منتخب الجزائر. وكذا المدافع رامي بن سبعيني الذي يلعب مع نادي رين في الدوري الفرنسي.
ونقلت صحيفة "لوباريزيان" شهادات لمديرين فنيين سابقين للجزائر، تحدثوا هم أيضا عن دور اللاعبين مزدوجي الجنسية وفضلهم على تألق المنتخب الجزائري في كأس أمم أفريقيا، على غرار عبد الغني جداوي، ناصر سنجاق ونور الدين قريشي، حيث أجمعوا على غياب سياسة تكوين ناجعة في الجزائر وكذلك انعدام البنى التحتية التي تحتضن المواهب الشابة، إضافة إلى غياب مدربين مختصين في تكوين اللاعبين الشبان، ما جعل الاتحاد الجزائري يلجأ للمنتوج الجاهز القادم من وراء البحار.
واعتبرت الجماهير الجزائرية ما كتبته الصحيفة الفرنسية عشية نهائي "الكان" استفزازاً لها وللمنتخب الجزائري ومحاولة لتشتيت تركيز الأخير، بـ "إحياء المقارنة الأبدية بين اللاعب المحلي واللاعب مزدوج الجنسية" بحيث ظهر جليا على لاعبي المنتخب الحالي بأنهم تجاوزوها من خلال الروح الجماعية التي تطغى على المجموعة.
كما اعتبرت الجماهير أيضا ما نشره "لوباريزيان" تدخلاً في الشأن الخاص بالمنتخب الجزائري، وامتدادا للحملة التي يشنها اليمين المتطرف في فرنسا ضد الجزائر ومنتخبها الكروي، والتي زادت حدتها بعد دخول أحد النواب الفرنسيين المتشددين في جدال حاد مع النجم رياض محرز، على هامش مباراة الجزائر ونيجيريا في نصف النهائي، حيث تمنى النائب خسارة الجزائر لكيلا تحتفل جماهيرها في فرنسا، بينما رد عليه محرز بشكل ساخر.
Twitter Post
|