صفرو... مدينة مغربية تزخر بتاريخ اليهود

فاس

أحمد عابدين

avata
أحمد عابدين
24 يوليو 2017
387604E8-1A36-4A55-8CFB-E4CC5C92C950
+ الخط -
لا تُعرَف مدينة صفرو الواقعة عند سفح جبال الأطلس المتوسط المغربية فقط بمسابقتها السنوية الشهيرة لملكة جمال فاكهة الكرز (حب الملوك)، ولكن أيضاً باحتوائها عبر سنوات وعقود خلت للطائفة اليهودية، التي استوطنت بأحياء المدينة، وعملوا في دروب "الملاح" في مجال التجارة، فتعايشوا هناك مع سكان صفرو المعروفين بكرم الضيافة.


ويستشهد المؤرخون بقول إدريس الثاني مؤسس مدينة فاس "سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس"، للإشارة إلى قدمِها.

وتُعرف مدينة صفرو باحتضانها عبر التاريخ للعديد من اليهود، منهم حاخامات عاشوا قسطاً من الدهر في المدينة ودفنوا في مقبرتها اليهودية، منهم الحاخام أجياني الذي كان يترأس الطائفة اليهودية بصفرو، قبل أن يتم نقل جثمانه إلى القدس المحتلة سنة 2011.

ولا تزال أحياء "الملاح" شاهدة على حضور الطائفة اليهودية بمدينة صفرو، كما في مدن فاس والرباط وسلا وغيرها من مدن المملكة الأخرى، وتوجد في أرجاء "المدينة القديمة" المعروفة بعمرانها التقليدي والبسيط، غير أن أعداد اليهود بصفرو تناقصت بشكل لافت بعد أن غادروها صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.

يقول إدريس الوردي، الضابط المتقاعد وابن مدينة صفرو: "إن اليهود كانوا أغلبية سكان المدينة، وكانوا يسكنون في حي يسمى حي الملاح".

ويتابع قائلا: "اشتهروا بالتجارة بعد قدومهم من الأندلس هرباً من الاضطهاد، ثم هاجر أغلبهم إلى أوروبا والشام في سبعينيات القرن الماضي، ومنهم من اعتنق الإسلام وانتقل إلى مدن مغربية أخرى، ولا تزال آثار بيوتهم ومنازلهم في هذا الحي، إلا أنها أصبحت خرائب مهدمة لا يسكنها أحد".

وتضم مدينة صفرو مقبرة كبيرة لليهود الذين عاشوا فيها قديماً، إذ يأتي أقاربهم وذووهم لزيارتهم كل عام.

وكانت تشتهر أحياء الملاح بمدينة صفرو بتواجد طاغ لليهود الذين كان أغلبهم يتخذ التجارة مهنة سواء بيع الملابس والزرابي في "السويقة" للمدينة العتيقة، أو إصلاح الساعات والعطارة وحتى الحلاقة، الشيء الذي أرسى وفق المطلعين على تاريخ المدية جسورا من التعايش بين المغاربة واليهود داخل صفرو.

ويوضح أحمد الإدريسي، حارس المقبرة، أن الآلاف من اليهود يأتون لزيارة المقابر وإضاءة الشموع، كما ينظمون احتفالاً سنوياً لأحد الحاخامات ويُدعى "رابي رفاييل موشي الباز"، وهو احتفال يُسمى "الحيلولة"، في ذكرى وفاة الحاخام المذكور.

وبكلمات عبرية يردد عبارات الترحيب والتبريك، ويقول عند باب المقبرة "أهلا بكم في بيت الحياة". ويقرأ أسماء يهود دفنوا في المقبرة.

من معالم المدينة وعمرانها (فيسبوك) 


كنيس يهودي في جهة فاس (فيسبوك) 


من معالم مدينة صفرو اليوم(فيسبوك) 




(ساعد في إعداد المادة: حسن الأشرف)


ذات صلة

الصورة
يهود إصلاحيّون يطالبون من أمام الكونغرس بوقف دعم إسرائيل عسكرياً (العربي الجديد)

سياسة

اجتمع الثلاثاء أكثر من 50 يهودياً إصلاحياً مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل، للضغط من أجل فرض حظر على تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ووقف تمويل إسرائيل
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة
معرض الشهر الكريم في صنعاء العربي الجديد

اقتصاد

مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، تفتتح صنعاء "معرض الشهر الكريم" التجاري الذي يقدم لمرتاديه مختلف السلع والمنتجات الغذائية والاستهلاكية بأسعار أقل من تلك السائدة في أسواق العاصمة اليمنية.
الصورة

مجتمع

لم تدرك الصومالية زهرة عبد القادر أن محاولاتها تعلّم حرفة صباغة الملابس لإعالة أسرتها، ستصل بها يوماً إلى عالم التجارة من أوسع أبوابه، لتتجاوز منتجاتها حدود البلاد.