تعاقد ريال مدريد رسمياً مع المهاجم البرازيلي الصاعد فينيسيوس الذي لا يتجاوز عمره 16 عاما مقابل 45 مليون يورو، لكنه لن يرتدي قميص الملكي حتى عام 2019 وذلك ضمن حلقة جديدة في مسلسل صفقات المراهقين.
أعادت صفقة فينيسيوس إلى الأذهان تعاقدات مشابهة لأندية كبيرة مع لاعبين مراهقين حقق بعضهم نجاحا باهرا وفشل آخرون بسبب الضغوط. وازداد الإقبال على المواهب اليافعة بأسعار خيالية في السنوات الأخيرة حيث تعاقد مانشستر يونايتد مع أنطوني مارسيال مقابل 80 مليون يورو كما تعاقد بايرن ميونخ مع ريناتو سانشيز مقابل 40 مليون يورو.
وتركز الأندية على المهارات الفردية لهؤلاء المراهقين مع تمتعهم بقوة بدنية لكن أحيانا يتم إغفال الجانب الذهني وقدرة اللاعب على التطور مستقبلا فبعضهم ينهار مع تأثير الشهرة والأموال وصعوبة الالتزام بقواعد الاحتراف.
من حقق النجاح؟
يعد النجم الانكليزي واين روني نموذجاً ناجحاً حيث تعاقد معه مانشستر يونايتد من إيفرتون مقابل 30 مليون يورو في صفقة قياسية آنذاك في 2004 لكن الرهان كان صائباً وتحول فيما بعد إلى أفضل هداف في تاريخ النادي الإنكليزي.
وبعد عام واحد من صفقة روني تعاقد ريال مدريد مع سرخيو راموس المدافع الصاعد قادما من إشبيلية مقابل 28 مليون يورو وسط انتقادات لاذعة بسبب السعر المبالغ به، لكن مع مرور السنوات أصبح أسطورة حية في "الميرينغي".
وفي 2006 أعلن أتلتيكو مدريد عن ضم المهاجم الواعد سرخيو أغويرو من إندبندينتي الأرجنتيني مقابل 23 مليون يورو، وشكك كثيرون في نجاح الصفقة، لكنه تحول إلى أحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي خلال خمسة مواسم ثم واصل نجاحه مع مانشستر سيتي.
وراهن مانشستر يونايتد على البرتغالي كريستيانو رونالدو ابن الـ 18 ربيعاً ليحضره من سبورتنغ لشبونة مقابل 19 مليون يورو، وبفضل توجيهات السير أليكس فيرغسون صار الهداف التاريخي لريال مدريد حاليا أحد أساطير اللعبة.
من فشل؟
ولم يقدر آخرون على التعامل مع ضغوط الاحترافية والشهرة أو عاندهم سوء حظ مثل البرازيلي أندرسون الذي انضم في سن 19 عاما إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي مقابل 25 مليون يورو من بورتو، لكنه لم يكن على قدر التطلعات.
وكانت انطلاقة مواطنه باتو مثالية مع ميلان الذي اشتراه مقابل 22 مليون يورو من إنترناشيونال، لكنه ابتلي بكثرة الإصابات لتتراجع مسيرته حتى انتقل إلى الصين مؤخراً. وتضم القائمة أسماء عديدة مثل أدريانو ودينلسون وروبينيو ويوهان جوركوف وفريدي أدو وبويان كركيتش.
ولا يبدو جمهور الريال متفائلا بصفقة فينيسيوس القادم من المجهول، بسبب حالات سابقة لم يكتب لها النجاح مثل غاغو ودرينثي وكاناليس. لكن سياسة الريال ربما تغيرت مؤخرا في عهد زين الدين زيدان الذي يعطي فرصا للاعبين صاعدين مثل أسينسيو ولوكاس فازكيز مع احتمالية عودة أوديغارد وباييخو لذا ستبقى صفقة فينيسيوس محل شك حتى يثبت العكس.
(العربي الجديد)
