صناعة الرفاهية: الكويت تستثمر بالفرح

20 يناير 2015
أرباح الترفيه وصلت إلى 13 مليار دولار 2014 (Getty)
+ الخط -
يشكل النمو السكاني المتزايد، والسيولة المالية المرتفعة التي تتمتع بها الكويت، فرصة لجذب رؤوس الأموال واستثمارها في قطاع الترفيه. فالأخير يشهد إقبالاً كبيراً من كافة شرائح المجتمع. وتعتبر مدن الملاهي للأطفال والمقاهي والحدائق العامة والنوادي والملاعب الرياضية والرحلات البحرية، أحد أهم وأبرز وجوه قطاع الترفيه في السوق الكويتية.

استثمارات الملاهي
وتعتبر مدن الترفيه المكان الأساسي أمام المقيمين في الكويت، للخروج من أجواء العمل، وممارسة بعض الهوايات. وقد ساعد هذا القطاع في تحقيق إيرادات عالية للشركات العاملة فيه. ومن أجل تشجيع الاستثمار في هذا القطاع، منحت السلطات الكويتية تسهيلات كبيرة للمستثمرين، أبرزها منحهم التراخيص في فترات زمنية قصيرة، لقاء رسوم بسيطة تدفع سنوياً ثمن استئجار الأرض وإقامة النشاطات.
أوضح المدير في شركة أرض للألعاب الكويتية السيد العاصي، أن قطاع الترفيه في الكويت متنوع. يشمل الملاعب الرياضية والنوادي الصحية، بالإضافة إلى المقاهي والمدن الترفيهية والرحلات البحرية والبرية، والتي تنتشر في جميع أنحاء الكويت. وقال العاصي لـ "العربي الجديد": شجع الدخل المرتفع على زيادة الإنفاق في المدن الترفيهية، حيث بلغ الإنفاق على الترفيه نحو 5 مليارات دولار في العام 2014، أكثر من نصفها سجل بين شهري يونيو/حزيران وأغسطس/آب.
إذ تشكل العطلة الصيفية مناسبة كبيرة للتوجه نحو مدن الترفيه، والتي تشهد بدورها إقبالاً من قبل الأطفال على ممارسة الألعاب فيها، موضحاً أن الاستثمارات في قطاع المدن الترفيهية، لا تقل عن مليار دولار في العامين الماضيين.
وتابع: "تتميز الكويت بوجود مدينة "كيدزانيا" الترفيهية التي تعد الأكبر على مستوى الخليج، حيث تعلم الأطفال كيفية ممارسة المهن المتنوعة، إذ يقضي الأطفال يومهم لقاء مبلغ يصل إلى 40 دولاراً، وهو يعد مبلغ مقبولاً مع إمكانات المقيمين".
إلى ذلك، لفت العاصي إلى أن الإقبال على هذه النشاطات، شجع رجال الأعمال لاقتناص الفرص وتحقيق الأرباح، حيث يتم الاستثمار في إدخال نشاطات جديدة وألعاب متنوعة لجميع أفراد المجتمع، والتي تشهد إقبالاً كبيراً على مدار العام.

دعم حكومي للفرح
في سياق متصل، بيّن المدير العام في شركة النوادي القابضة إبراهيم الصالح، أن الجهات الحكومية تتعاون مع الشركات المستثمرة، من أجل توفير المرافق الترفيهية في جميع المناطق. مشيراً إلى أن الكويت تحتضن 33 حديقة عامة، تتيح الدخول إليها مجاناً. وتشهد هذه الحدائق افتتاح سلسلة مطاعم، وإقامة مدن ألعاب للصغار، وتعد بالتالي بمثابة المجمع العائلي الذي يتيح تقديم كافة الخدمات لجميع الأفراد.
وقال الصالح لـ "العربي الجديد": تخصص الحكومة الكويتية سنوياً نحو 120 مليون دولار للحدائق العامة من أجل توفير المقاعد للمرتادين، كما تمنح المطاعم صلاحية استثمار المساحات وتقديم الطعام والمشروبات مقابل نصف مليون دولار سنوياً.
وتعد المقاهي والنوادي الرياضية والصحية وجوهاً أخرى للترفيه في الكويت، حيث يتوافر ما يقارب 500 مقهى في جميع المناطق، وخصوصاً في مناطق "حولي" و"السالمية" بالإضافة الى وجود نحو عشرة نواد صحية ورياضية مخصصة للرجال والنساء لقاء اشتراك يقدر بنحو 120 دولاراً شهرياً.
وفي الفترة الأخيرة، انتشرت ظاهرة الرحلات البحرية عبر مراكب تتسع لنحو عشرة ركاب. وفي هذا الصدد أشار المسؤول عن الرحلات البحرية في شركة "سفن 7" للرحلات إحسان المنصور إلى أن الرحلات البحرية باتت شكلاً من أشكال الترفيه في الكويت. حيث يتم التحضير يومياً لرحلات بحرية، خاصة خلال فترة الصيف لقاء مبلغ 200 دولار للرحلة، وقال لـ "العربي الجديد": تسير الشركات نحو 10 إلى 15 مركباً في اليوم الواحد، بالإضافة إلى مثلها في الليل، تستقطب هذه الرحلات نحو 60% من العملاء من الوافدين في الكويت، بينما يعتمد الكويتيون على رحلات البواخر واليخوت نظراً للقدرات المالية لديهم .
ولفت إلى أن بعض الجمعيات التعاونية، تؤجر ملاعبها لمجموعة من الشباب لممارسة كرة القدم لقاء مبلغ يصل إلى نحو 35 دولاراً للساعة، الأمر الذي رفع من قيمة الإيرادات السنوية لهذا القطاع. حيث وصلت أرباح قطاع الترفيه بمجمله إلى نحو 13 مليار دولار خلال العام 2014، بنمو 12%عن العام 2013، ما يشكل النسبة الأعلى في السنوات الخمس الأخيرة.
دلالات