منذ أواخر القرن التاسع عشر، توّجه العُمانيون إلى طباعة كتب التراث واللغة والأدب والعلوم وغيرها من المخطوطات التي كانت بحوزتهم، ولم يقتصر نشاطهم على بلادهم فقط، إذ نشروا العديد من المؤلفات في مطابع عربية وأوروبية وهندية، وكان أول ما طُبع كتاب "تنزيه الأبصار والأفكار" لـ زاهر بن سعيد النخلي عام 1878 في لندن.
يُعقد المؤتمر الدولي الخامس في كوالالمبور تحت عنوان "حركة الطباعة العُمانية وأثرها في التواصل الحضاري"، بتنظيم من "مركز ذاكرة عُمان" بالتعاون مع "الجامعة الإسلامية العالمية" في ماليزيا، في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام المقبل.
تشير المصادر إلى أن ثلاثة مراكز أساسية لطباعة الكتاب العُماني في بداياته، وهي مصر والشام إضافة إلى المناطق الخاضعة لحكم السلطنة آنذاك، وتصدّرتها مؤلّفات علماء اللغة مثل الفراهيدي والمبرد وابن دريد، وكذلك مصنّفات أحمد ماجد، وقد وثّقها كتاب "تاريخ الطباعة والمطبوعات العمانية عبر قرن من الزمن" (2015) لـ سلطان الشيباني.
يهدف المؤتمر بحسب بيان المنظّمين إلى "التعريف بالكتاب العُماني وأثره الحضاري، ورصد حركة المطبوعات العُمانية وأثرها في التواصل مع الشعوب، وتأسيس مكتبة رقمية لبواكير المطبوعات العُمانية، ودراسة حجم المنشور من التراث العُماني وأَولويات النشر".
يناقش المشاركون ثلاثة محاور أساسية؛ المطبوعات العُمانية في أوروبا، ومصر، والشام، والمغرب الإسلامي، والجزيرة العربية، واليابان وشرق آسيا والهند، وأبرز الطبّاعين، واهتمام المستشرقين بها، والمطابع العُمانية وجهود المؤسسات والأفراد الأهلية والرسمية والسفارات الأجنبية، ودراسة وتقييم حركة الطباعة.
يُذكر أن المؤتمر الدولي الرابع قد أقيم بداية الشهر الجاري تحت عنوان "الرسالة الحضارية للأدب العُماني"، حيث تناولت الجلسات النثر والشعر منذ العصر الجاهلي وصولاً إلى القرن السادس عشر عبر رصد عشرات المخطوطات التراثية.