صنعاء توضح ملابسات قتل يمنيين وسعودي خطأً بحجة "الإرهاب"

13 مايو 2014
حوادث القتل عن طريق الخطأ تتكرر (محمد حويس/فرانس برس/getty)
+ الخط -

 كشفت السلطات الأمنية في اليمن عن ملابسات حادثة مقتل 3 أشخاص، أحدهم سعودي، في تقاطع مؤدٍّ إلى دار الرئاسة في صنعاء، فجر الأحد الماضي، كانت قد أعلنت بعد مقتلهم أنهم "إرهابيون"، في ظلّ تزايد الحوادث المماثلة التي تقع عن طريق خطأ.

وقال مصدر في "اللجنة الأمنية العليا"، في بيان نشره موقع الداخلية، إن التحقيقات بينت أن "مجموعة إرهابية قامت بإطلاق النار بشكل كثيف على أفراد نقطة الحراسة في الجولة، والذين بدورهم ردوا بالمثل على الإرهابيين، وبسبب تبادل إطلاق النار قتل المواطنان اليمنيان، بالإضافة إلى مواطن سعودي يدعى محمد جرمان الغامدي".

وكان السعودي في زيارة إلى الأسرة التي ينتمي إليها القتيلان اليمنيان، اللذان قتلا معه، وهما نادر عبد الله محسن الشمراني، ووليد علي عبد الله حميد. وقد تقدمت اللجنة الأمنية بالتعازي إلى أسرهم وتعهدت بملاحقة القتلة لينالوا "جزاءهم العادل".

وأصدرت قبائل "حراز"، التي ينتمي إليها القتيلان، بياناً حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، نفت فيه أن يكون الضحايا "إرهابيين"، وأوضحت إن السعودي نزل ضيفاً عليها، وقالت إنهم قُتلوا بدم بارد وحملت الدولة المسؤولية.

وهذا هو الحادث الثاني في صنعاء خلال يومين يسقط فيه ضحايا، تعلن السلطات أنهم من "القاعدة"، لتقول مصادر لاحقة من أقربائهم إنهم ليسوا كذلك، اذ قُتل اثنان من أبناء محافظة مأرب يوم الجمعة الماضي، أحدهم شيخ قبلي يدعى حمد الشبواني، والآخر يدعى شائف الشبواني، في اشتباك مع الأمن في صنعاء، وأعلنت السلطات أنهما ينتميان إلى تنظيم "القاعدة"، وهو ما نفاه أقرباؤهم، واضطر الرئيس اليمني إلى تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة، فيما يعتبر تراجعاً ضمنياً عن التهمة.

وفي السياق نفسه، نفى مركز "سلفي" في محافظة حضرموت شرقي اليمن، في بيان، أن يكون الفرنسيان، اللذان اعتقلتهما السلطات اليمنية في أحد المطارات، ينتميان إلى "القاعدة" أو إلى أية جماعة إرهابية، وقال إنهما طالبان يدرسان في المعهد دراسات "إسلامية".

وقال مصدر في حضرموت إن الفرنسيين من أصل تونسي، وهما مراد عبدالله عباد، وطه العيساوي، "لم يحاولا الهروب إلى خارج البلاد عن طريق أحد منافذ حضرموت"، كما صرحت السلطات، معتبراً أن بيان الحكومة "مُجافٍ للحقيقة".

وأفاد المصدر بأن الفرنسيين الاثنين متواجدان في مدينة الشحر، جنوبي اليمن، منذ 10 سنوات ومتزوجان من امرأتين حضرميتين، متسائلاً لماذا الآن أصبحا إرهابيين؟ مطالباً الحكومة اليمنية بإعادة النظر في قضية هذين الفرنسيين قبل إصدار أي حكم ضدهما، باعتبارهما بريئين حتى تثبت إدانتهما، مبيناً أن "طلاب العلم الأجانب يمتلكون وثائق رسمية والسلطات على علم بذلك".