صواريخ الاحتلال تحصد 23 من أطفال غزّة

10 يوليو 2014
فقد كنان والدَيه وأشقائه الأربعة.. وبقي وحيداً (محمد رمضان)
+ الخط -

لم يتبقَ أحد من أسرة الطفل كِنان حمد (6 سنوات)، بعد أن قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزّة، ما أدى إلى تدميره على رؤوس من فيه واستشهاد ستة.. والداه وأشقاؤه الأربعة.

على وجه كنان، تظهر ملامح الإرهاق والخوف. ينظره الطفل الغزّي حوله بعينَيه المليئتَين بالألم والحسرة، وكأنه يبعث برسائل إلى من يحسط به من ممرضين وأطباء في مجمّع الشفاء الطبي، مفادها "فلتأتوني بخبر آخر غير استشهاد عائلتي".

وفي تصريح إلى وكالة الأناضول صباح اليوم الخميس، قال المتحدّث باسم وزارة الصحّة في قطاع غزّة أشرف القدرة إن الغارات الحربيّة الإسرائيليّة المتواصلة على أنحاء القطاع منذ الاثنَين الماضي، تسببّت بمقتل 75 مواطناً ممن بينهم 23 طفلاً وإصابة نحو 530 آخرين بجروح مختلفة، بعضها خطير.

وتجدر الإشارة إلى أن طفلاً آخر كان قد استشهد قبل ذلك، في أثناء لعبه كرة القدم في حيّ الشيخ رضوان شمال مدينة غزّة.

استشهد حتى الآن 23 طفلاً فلسطينياً في خلال العدوان الأخير


وفي قِسم الأطفال في المجمّع الطبّي الذي يعجّ بعشرات المصابين الصغار، يرقد الطفل صالح النقيب (10 سنوات) من مخيّم النصيرات وسط قطاع غزّة، بعد أن سقط صاروخ من طائرة مقاتلة إسرائيليّة على إحدى صالات الأفراح الملاصقة لمنزل عائلته، ما أدّى إلى إصابته ومعه ثلاثة من بينهم والدته التي تعدّ إصابتها حرجة.

وتخبر جدّة صالح لـ"العربي الجديد" أن حفيدها أصيب في رأسه، ما أثّر على إحدى أذنيه. وتشير إلى أن الصاروخ الذي سقط على الصالة كان أثره التدميري كبير، وقد تساقطت الشظايا عليهم بشكل مباشر بالإضافة إلى سقوط الكثير من القطع المعدنيّة الكبيرة.

وتوضح الجدّة أنه وبعد القصف ونظراً لكثافة الدخان المتصاعد، اعتقدت أن حفيدها صالح قد اختنق أو استشهد بعد أن كان بالقرب منها. إلا أن صوته جاء من بعيد مستغيثاً بعد أن طار من قوّة القصف.

أما الطفل عبد الماجد أبو مراحيل (8 سنوات) فقد أصيب بنزيف داخلي من جرّاء إصابته إثر استهداف منزل عائلته في منطقة حي الزيتون جنوب مدينة غزّة بصاروخَي مقاتلة حربيّة إسرائيليّة، ما أدى إلى إصابة سبعة أفراد من أسرته ومن بينهم حالات خطرة.

عشرات الأطفال الجرحى يرقدون في المجمّع الطبّي  


ويقول والد عبد الماجد لـ"العربي الجديد" إن الاستهداف الذي أدّى إلى انهيار المنزل بشكل شبه كامل، جاء من دون أي تحذير إسرائيلي مسبق. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قوات الاحتلال تتصل بالمنازل المهدّدة بالقصف، وتطلب إخلاءها في مهلة خمس دقائق.

ويتّهم الوالد قوات الاحتلال بتعمّد إيقاع عدد كبير من الشهداء والجرحى، "فهي تريد إبادتنا. والدليل على ذلك قصفها لبيوت المدنيّين".

من جهته، يرى الحقوقي البارز خليل أبو شمالة وهو مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، أن استهداف منازل المدنيّين في غزّة تطوراً خطيراً ونوعياً، لافتاً إلى أن استهداف الاحتلال المدنيّين يُشكّل جريمة حرب ومخالفة صريحة لاتفاقيّة جنيف الرابعة.

وتنصّ اتفاقية جنيف الرابعة على وجوب حماية المدنيّين في زمن الحرب، وفق ما يقول أبو شمالة الذي يؤكّد لـ"العربي الجديد" على أن من ينفّذ العدوان ويعطي الأوامر باستهداف المدنيّين هو مجرم ينبغي محاكمته أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة.

ويلفت أبو شمالة إلى أن استهداف المدنيّين ومنهم الأطفال والنساء، مؤشّر خطير على أن الاحتلال ينوي تصعيد عدوانه وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيّين الفلسطينيّين، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل والفاعل للوفاء بالتزاماته القانونيّة والأخلاقيّة تجاه المدنيّين.