أظهرت مجموعة من الصور المرفقة ببيان صادر عن وزارة الداخلية المصرية، اليوم الإثنين، حول قتل 11 مواطناً ممن وصفتهم الوزارة بـ"العناصر التكفيرية" في شمال سيناء، بدعوى تخطيطهم لـ"تنفيذ عمليات عدائية" تجاه أبناء مدينة العريش، قتل جميع الضحايا بطلقات مباشرة في الرأس، بالرغم من الادعاء في البيان أن قتلهم "جاء نتيجة تبادل إطلاق النيران بين الجانبين في منطقة نائية".
وكشفت 10 صور، بوضوح، أن جميع الضحايا قتلوا من مسافة قريبة بطلقات في الرأس، وهم مستلقون في وضعية النوم، من دون أن تصيبهم أية رصاصات في مناطق أخرى بالجسد، وهو ما يكشف زيف الرواية الأمنية، علاوة على ما كشفته مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" حول تصفية المواطن محمد شاهين (48 سنة)، من ضمن الضحايا، وهو من المختفين قسرياً بواسطة الأمن، واعتقل من منزله بمدينة العريش في يوليو/ تموز الماضي.
واعتادت الداخلية المصرية، خلال سنوات ما بعد الانقلاب العسكري، على توصيف عمليات التصفية الجسدية للمعارضين بأنها "تمت في إطار تبادل إطلاق النيران مع الضحايا"، في حين لم يصب فرد شرطة واحد خلال العشرات من المداهمات "المزعومة"، في الوقت الذي تؤكد فيه منظمات حقوقية غير حكومية أن أغلب هؤلاء الضحايا من المختفين قسرياً، الذين تحتجزهم قوات الأمن داخل مقارها بشكل غير قانوني.
وزعمت وزارة الداخلية، في بيانها، أن "قطاع الأمن الوطني تمكن من كشف خيوط مؤامرة نسجتها العناصر الإرهابية (الضحايا)، لتنفيذ عمليات عدائية ضد قوات الجيش والشرطة بسيناء"، مشيرة إلى رصد الضحايا، وتتبع نشاطهم واتصالاتهم مع عناصر تكفيرية شديدة الخطورة، واتخاذها من محطة وقود "مهجورة" بمنطقة جسر الوادي، دائرة قسم شرطة أول العريش، وكراً للتخطيط بشأن استهداف العناصر الأمنية.
وادعى بيان وزارة الداخلية أن "قوات الأمن فوجئت بإطلاق الأعيرة النارية من قبل العناصر الإرهابية المسلحة، وتم التعامل معهم، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً، من بينهم اثنان من أخطر العناصر القيادية في الجماعات التكفيرية، وهما محمد إبراهيم جبر شاهين، وجمعة عياد مرشود، والعثور بحوزتهما على 5 بنادق آلية، وكميات كبيرة من الطلقات، وبندقية خرطوش، وعبوتين ناسفتين".
في المقابل، دانت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" تصفية شاهين على أيدي قوات الأمن، قائلة إن "الضحية، ونجله إبراهيم (14 سنة)، اعتقلتهما السلطات المصرية تعسفياً في 25/7/2018، من منزلهما في العريش، واقتادتهما إلى جهة مجهولة، قبل أن تُعلن تصفية الأب اليوم، فيما لا يزال الابن مختفيا قسرياً منذ ذلك الحين".
وقالت صفحة "سيناء 24"، على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "شاهين يعمل بورشة غيار زيت سيارات، واعتقل رفقه ابنه من منزله الكائن بشارع القاهرة بمدينة العريش، دون أي سبب أو مُبرر مُعلن، تاركاً خلفه زوجة و5 أطفال، ووالدة مُسنة مريضة، تحتاج إلى علاج ومراجعات مستمرة في المستشفى، علماً بأن الضحية هو العائل الوحيد لأسرته".
Facebook Post |