سقطة جديدة من سقطات إعلام الانقلاب في مصر، الذي يصرّ على إثبات أنّ الأسوأ منه لم يأتِ بعد. بطلة السقطة الأخيرة، هي ريهام سعيد، التي اعتادت متابعة "أشهر الجرائم ومرتكبيها"، لتطرح سؤالها المعتاد "إنت مش ندمان على اللي عملته؟"، والذي أصبح من أشهر "لازمات" السخرية.
لكن هذه المرة انطبق عليها المثل الشعبي الشهير: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، فالمذيعة وبإيعاز كما يبدو من وزارة الداخلية، ذهبت لمقابلة مجموعة من الصبية، لا يتجاوز عمر أكبرهم الخامسة عشرة، والذين طبّقت الداخلية عليهم مهمتها "المقدسة" في تلفيق التهم للأبرياء، إذ ألقت القبض عليهم من داخل ملعب كرة قدم، ويبدو ذلك من ملابسهم، لتحاول اتهامهم بالمشاركة في المؤامرة الكونية الأميركية على نظام العسكر، كما جاء في حوارها مع المجموعة "u s a"، التي يبدو أنه كان شعاراً على أحد "تي شيرتات" الفتية أثناء لعبهم الكرة.
من دون أي معايير أخلاقيّة ومهنيّة، أطلّت ريهام سعيد على المشاهدين، بعد محاضرة عن "حرية الرأي السياسي والانتماء للتيارات على اختلافها" من الاستديو، وبعد وعظ الأهالي "بمراقبة بناتهم وأبنائهم" والدروس في الوطنيّة... أذاعت سعيد مقابلتها مع هؤلاء الفتية، وليس ذلك فقط، بل حاولت طوال المقابلة إلصاق تهمة الإرهاب بهم، ومارست الضغط العصبي والنفسي عليهم...
إقرأ أيضاً: ريهام سعيد في القدس.. إساءة واستغلال رخيص
لكنّ ردود الفتية، وابتسامتهم، كانت رداً على سقطات سعيد، ما جعلها تفقد أعصابها وتردد جملاً متناقضة. فعندما سألت أحدهم عن الجُرْم الذي ارتكبه، كان رده بمنتهى البراءة: "نحن لم نفعل شيئاً"، وحين استفزّتها الإجابة تساءلت: "انتم مش خايفين؟ انتوا متهمين؟"، فكانت إجابته: "كله على الله، احنا كنا بنلعب كورة وماعملناش حاجة".
ولعلّ السؤال الأكثر تكراراً من سعيد لهؤلاء كان "انت بتضحك ليه؟ انت مش خايف؟"، وظلّت ردودهم، بأنّهم لم يقترفوا ذنباً، وجملة أحدهم: "بدّي أمل لنفسي".. أقوى من محاولات ريهام سعيد طوال المقابلة.
من دون أي معايير أخلاقيّة ومهنيّة، أطلّت ريهام سعيد على المشاهدين، بعد محاضرة عن "حرية الرأي السياسي والانتماء للتيارات على اختلافها" من الاستديو، وبعد وعظ الأهالي "بمراقبة بناتهم وأبنائهم" والدروس في الوطنيّة... أذاعت سعيد مقابلتها مع هؤلاء الفتية، وليس ذلك فقط، بل حاولت طوال المقابلة إلصاق تهمة الإرهاب بهم، ومارست الضغط العصبي والنفسي عليهم...
إقرأ أيضاً: ريهام سعيد في القدس.. إساءة واستغلال رخيص
لكنّ ردود الفتية، وابتسامتهم، كانت رداً على سقطات سعيد، ما جعلها تفقد أعصابها وتردد جملاً متناقضة. فعندما سألت أحدهم عن الجُرْم الذي ارتكبه، كان رده بمنتهى البراءة: "نحن لم نفعل شيئاً"، وحين استفزّتها الإجابة تساءلت: "انتم مش خايفين؟ انتوا متهمين؟"، فكانت إجابته: "كله على الله، احنا كنا بنلعب كورة وماعملناش حاجة".
ولعلّ السؤال الأكثر تكراراً من سعيد لهؤلاء كان "انت بتضحك ليه؟ انت مش خايف؟"، وظلّت ردودهم، بأنّهم لم يقترفوا ذنباً، وجملة أحدهم: "بدّي أمل لنفسي".. أقوى من محاولات ريهام سعيد طوال المقابلة.
وبعد ضغط شديد منها، اعترف أحدهم أنه خرج في مسيرتين للمعارضة، ففرحت ريهام كأنها وجدت مبتغاها، فما كان من الفتى الذي كان وقت القبض عليه "لسة في تانية إعدادي"، إلا أن أعطاها درساً في السياسة، إذ أكد أنه شارك في مسيرتين لأنه معترض على سفك الدماء من الجيش والشرطة والحكومة وأي طرف آخر، ولم يقترف بما رمته من عنف وحرق وإرهاب، ولكن النظام قبض على الشيخ في الجامع، والذي كان يعلمهم، مؤكداً أنه ليس كل من ينزل مظاهرة إخوانا أو 6 إبريل كما يروج إعلام ريهام سعيد، واللذين لم يكونا محظورين وقت مشاركته في مسيرتهما.
وجاءت الصفعة الثانية لسعيد من الفتى الآخر، الذي علّمها درساً في الوطنيّة، عندما واجهها بالحقيقة المرة، وهي أن من ينزل في هذه المظاهرات والمعارض للنظام هو من الشعب المصري، وليس شعباً آخر غيره مهما كان موقفه. وحين لم تجد حلاً مع هؤلاء الصبية الذين أثبتوا أنهم أكثر رجولة من كثيرين، واجهتهم بكلمات غاضبة مثل: "لما تكلمني تقولي حضرتك".
إقرأ أيضاً: الزند "الإخواني" يطالب بإعدام رؤوس الثورة المضادة وتطبيق الشريعة
وكانت المحاولة البائسة الأخيرة من ريهام سعيد هي تلفيق تهمة إنشاء مجموعة على غرار "الأولتراس"، وجاءت الإجابة البريئة من أحد الفتيان لتصعقها: "إحنا كل واحد جايب واحد صاحبه علشان نلعب"، لتسلم أخيراً إنه "مافيش فايدة مع العيال دي".
ناشطون كُثُر أكدوا براءة هؤلاء الصبية، لكن سعيد حاولت ربطهم بحكم حظر "الأولتراس" الأخير، ما يفسر إذاعة الحلقة في هذا التوقيت. ونالت ريهام سخط الجميع في تفاعلهم مع مقطع الفيديو المتداول، فعلقت ريم رشدي منتجة برنامج ريم ماجد الأخير "جمع مؤنث سالم"، الموقوف عن العرض على "أون تي في": "تسلموا ويسلم لسانكم، ويحرق ريهام سعيد وكل اللي بيحبها بغاز".
ريهام سعيد بتتهم الواد انه "لا لا لا ده مطلعش كوره ده طلع فيه فكر اهوه" سبحان الله العيال بتفكر ]
— Ahmed Kamal (@Akamal1) May 21, 2015
"ريهام سعيد ارحمينا بمواضيعك دي والكل اكتشفك على حقيقتك وعرف إنك ممثله بارعة، يلا بقي فكك وروحي اعملي لك مسلسل لرمضان زي اخواتك، مفيش غير الغلابة اللي بيتفرجوا عليكي ويصدقوكي"، هكذا علقت إحدى الصفحات المتخصصة في الميديا على فيسبوك بالتزامن مع نشر مقطع الفيديو.
وعلى نفس الخط سارت صفحة "كلنا خالد سعيد نسخة كل المصريين"، وقالت: "ذراع المخابرات ريهام سعيد تحاكم أولاداً في سن إعدادي في محاولة لشيطنتهم في أعين مشاهديها وإدانتهم أمام القضاء، شاهد أسئلة محكمة التفتيش، وشاهد ردود الشباب".
في دولة تحترم القانون، لقاء ريهام سعيد بصبيان أقل من السن ولسه متهمين يستدعي محاكمتها، منى عراقي أخرى والفرق تفاصيل https://t.co/i2IG8PIiGT
— Gamal Eid (@gamaleid) May 21, 2015
الحقوقي جمال عيد اعتبر ما تقوم به ريهام سعيد تشهيراً بأطفال وقصر، ومحاولة منها لتوريطهم في قضية ملفقة وقال: "ربنا ينتقم منك يا ريهام يا سعيد انتي واللي طالقك علينا، وصل التردي لعمل حوار مع أطفال بهدف التشهير بهم ومحاولة إثبات تهمة فجة بهم، بس عيال جدعان، علموها الأدب، لو بتحسّ"، وشبّهها بمنى العراقي في فضيحة حمام الرجال الشهير وقال: "في دولة تحترم القانون، لقاء ريهام سعيد بصبيان أقل من السن ولسه متهمين يستدعي محاكمتها، منى عراقي أخرى والفرق تفاصيل".
الكاتب الصحافي قطب العربي، رأى أن هؤلاء الصبية، نواة تبشر بخير لمستقبل مصر وقال: "ما أروع هؤلاء الرجال (طلاب إعدادي) حرقوا دم ريهام سعيد وعلموها الصح، والأهم أنهم بيزيدونا تفاؤل أن النصر آت لا محالة".
الإعلامي إبراهيم الجارحي، تعجّب من كمّ الانتهاكات التي تمارسها ريهام سعيد على الشاشة، ولا أحد يتصدى لها وقال "ريهام سعيد بتواصل إحراج نفسها وبتواصل انتهاكاتها ولا أي حد بيعترض عليها! مين دي علشان تعمل كده؟".
ريهام سعيد بتواصل إحراج نفسها وبتواصل انتهاكاتها ولا أي حد بيعترض عليها!! مين دي علشان تعمل كدة؟؟؟ https://t.co/awKlBPrVDT
— إبراهيم الجارحي (@Ibrahim_Elgarhi) May 21, 2015