في وقت فسّر فيه محللون ضعف المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية، خلال الفترة الصباحية، اليوم الأحد، بعزوف الشباب عن مكاتب الاقتراع لشعورهم بالإحباط نتيجة عدم تحقيق أهداف الثورة، رأى آخرون أن "الإقبال الضعيف هو تكتيك انتخابي".
وتضاربت الأنباء المعلنة حول نسب الإقبال، ففي حين أعلنت "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" أن نسب المشاركة فى حدود 14 بالمئة، أعلنت منظمة "مراقبون" أن نسبة المشاركة بلغت إلى حدود الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، 25 بالمئة.
وأرجع محللون هذا العزوف إلى "الإقبال الضعيف من قبل الشباب على مكاتب الاقتراع ربما لشعورهم بحالة من الإحباط نتيجة عدم التحقق الفعلي لأهداف الثورة التونسية على أرض الواقع، وأهمها مسألة العمل التي كانت واحدة من الشعارات الأساسية للثورة التونسية، إلى جانب الكرامة والحرية".
في المقابل، تشهد مكاتب الاقتراع، إقبالاً مكثفاً من قبل الكهول الذين يرغبون فى إنهاء المسار الانتقالي والدخول إلى مرحلة الاستقرار السياسي التي سيكون لها انعكاس على حياة التونسيين، وخصوصاً الجانب الاقتصادي.
لكن البعض يرى أن هذا "الإقبال الضعيف في الفترة الصباحية هو "تكتيك انتخابي"، وفق ما أكد القيادي في حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، منذر بوهدي، لـ"العربي الجديد".
وأبدى اعتقاده أن "نسبة المشاركة سترتفع في الساعات الثلاث الأخيرة قبل إغلاق مكاتب الاقتراع، وسيشارك مناضلوهم بشكل مكثف فى هذه الساعات الأخيرة لاعتقادهم بأن حضورهم فى مكاتب الاقتراع في هذا التوقيت الحساس، سيحدّ من أي تجاوزات ممكنة، لأنه جرت العادة أن هذا التوقيت هو الأكثر أهمية من حيث ضرورة الحضور وبشكل مكثف في مكاتب الاقتراع درءاً لأية تجاوزات ممكنة".
من جهته، أشار قيادي في حزب "نداء تونس"، رفض ذكر اسمه، أن "المشاركة إلى حدّ الآن معقولة وقابلة للزيادة خصوصاً وأن بعض الأطراف قد يقوم بإرسال خطابات لمناصريه لدعم واحد من الأطراف، وفقاً لرؤيتها لمرحلة ما بعد الانتخابات".
واستدل القيادي الحزبي على كلامه بـ"ما حصل في الدور الأول من الانتخابات، إذ عمدت قيادات من حزب سياسي ليس له مرشح فى الانتخابات الرئاسية، إلى تحفيز قواعدهم على المشاركة بقوة فى الساعات الثلاث الأخيرة من الانتخابات، عندما استشعروا ميل كفة الانتخابات إلى مرشح معين. وهو لا يستبعد تكرار هذا الأمر فى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية".
من ناحية ثانية، فسّر البعض ظاهرة الإقبال الكثيف فى الأرياف على مكاتب الاقتراع مقارنة بالمدن الكبرى بـ"طبيعة المجتمعات الريفية، إذ إن هذه الفئة من التونسيين تشرع فى أعمالها الفلاحية منذ الصباح الباكر عكس سكان المدن الذين يعتبر يوم الأحد يوم عطلتهم الرسمية". يضاف إلى ذلك أن "الماكينة الانتخابية الموروثة عن العهد السابق لها فعالية في الأرياف أكثر من المدن".
ومن المنتظر أن ترتفع نسبة المشاركة في الساعات المقبلة، لكن تفسير ذلك الارتفاع يراه كل طرف وفقاً لميوله السياسية واستراتيجيته الانتخابية.