كشفت مصادر فلسطينية مقرّبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ"العربي الجديد"، أنّه شكا لمقربين منه أكثر من مرة، من أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يضايقه في ملف القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان.
وقال عباس لمقربين منه في رام الله، وفق المصادر نفسها، إنّ السيسي يصرّ على ضرورة المصالحة بينه وبين دحلان، على اعتبار أن ذلك أحد أهم السبل لمواجهة نفوذ حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأنه من دون ذلك لن يكون لـ"فتح" القدرة على مواجهة "حماس".
وذكرت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أنّ الرئيس المصري، وفي كل لقاءاته واتصالاته بعباس وأثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة خلال الصيف الماضي، كان يطلب من نظيره الفلسطيني وبشكل ملحّ المصالحة مع دحلان وطي صفحة الخلاف، وأن يسمح بعودة القيادي الفتحاوي المفصول إلى رام الله للقيام بما يسميه واجباته تجاه "فتح" والسلطة الفلسطينية، ومواجهة نفوذ الآخرين وخصوصاً "حماس".
لكن عباس، بحسب المصادر نفسها، لا يزال مصرّاً على رفض كل الوساطات والتدخلات للمصالحة مع دحلان، الذي يتهمه بالمسؤولية عن "فساد وإفساد" حركة "فتح" وخسارتها قطاع غزة، مشيرة إلى أن السيسي حاول جمع عباس بدحلان في القاهرة في ضيافته لكن الرئيس الفلسطيني رفض ذلك بشكل مطلق.
وكشفت المصادر أن العلاقة بين السيسي وعباس لا تزال تمر بمرحلة "فتور واضح"، وأنهما غير متفاهمين، على الرغم من محاولة الرئيسين إظهار غير ذلك خلال لقاءاتهما المتكررة في القاهرة، غير أن "جفاء" العلاقة بينهما ظهر في قلّة الاتصالات والزيارات التي كان عباس معتاداً على القيام بها إلى القاهرة.
يُذكر أن عباس كان قد سارع الى اتهام حركة "حماس" بالمسؤولية عن التفجيرات التي استهدفت منازل ومكاتب قيادات وكوادر "فتح" في قطاع غزة قبيل الاحتفال بذكرى استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وطالت التفجيرات أيضاً منصة الاحتفال بالذكرى. كما أن عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" حسين الشيخ، اتهم القيادي في "حماس" فتحي حماد بشكل مباشر بالوقوف وراء التفجيرات. وبرزت دعوات أيضاً تطالب "حماس" برفع الغطاء التنظيمي عن الحماد وما وصفت بـ"العصابات التابعة له".
وفي السياق، علمت "العربي الجديد" أن حماد يتزعم مليشيا صغيرة في القطاع، ويتصرف بعيداً عن قرار قيادة حماس التي اختلف معها.