كشفت مصادر دبلوماسية أميركية في القاهرة أن ضغوطاً واسعة مارستها مؤسسات الدفاع والخارجية والاستخبارات الأميركية، على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتغيير موقفه من الأزمة الخليجية بعد أن ظهر منحازاً للسعودية في بداية الأزمة.
وأوضحت المصادر التي التقتها "العربي الجديد" في القاهرة، أن تقارير عدة أُرسلت للرئيس الأميركي تحثّه على التدخّل بشكل عاجل على خط حل الأزمة، وليس على سبيل الانحياز لأحد أطرافها، محذرة إياه من أن استمرار أمد الأزمة يُمثّل خطورة بالغة، إذ يمنح كلاً من روسيا وإيران، اللتين تسعيان لأداء دور من خلالها، نفوذاً كبيراً في المنطقة بشكل يمسّ المصالح الأميركية.
وبحسب المصادر، فإنه على الرغم من أن "أطرافاً عدة في الولايات المتحدة من أصحاب المصالح وفي مقدمتهم لوبيات العلاقات العامة وشركات السلاح، حققت مكاسب هائلة خلال الثلاثة أشهر الماضية بإبرامها تعاقدات ضخمة مع أطراف الأزمة، إلا أن المؤسسات الرصينة في الولايات المتحدة تدرك حجم الخطر جراء استمرارها، خصوصاً لما سيمثّله ذلك من تداعيات سياسية واقتصادية بالغة على أسواق الوقود والغاز في المستقبل القريب".
وقالت المصادر نفسها إن "الضغوط التي مارستها بعض المؤسسات الأميركية والتي وصلت حد تلويح وزير الخارجية ريكس تيلرسون بالاستقالة من منصبه في هذا التوقيت الحرج بالنسبة لترامب، لاقت قبولاً لديه في ظل سعيه لإثبات أنه رجل دولة يمكنه المساهمة في حل أزمات دولية".
وكان خطاب ترامب قد تغيّر بشكل كبير خلال وعقب المؤتمر الصحافي الذي عقده مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قبل أيام، خلال زيارة الأخير لواشنطن. وقال ترامب إن أعضاء مجلس التعاون الخليجي، شركاء ضروريون للولايات المتحدة في إطار جهود قمع التطرف، بما في ذلك الحرب ضد تنظيم "داعش". وأردف الرئيس الأميركي: "سنكون أكثر نجاحاً حال وجود مجلس تعاون خليجي موحّد، سنبعث برسالة قوية إلى كل من المنظمات الإرهابية والمعتدين الإقليميين مفادها أنهم لا يستطيعون الانتصار". وجاءت تلك التعقيبات من جانب ترامب بعد موقف سابق، بدأ به الأزمة، وأطلق منذ ذلك الحين تصريحات بقدر ما بدت متضاربة إلا أنها كانت تحمل في طياتها انحيازاً للموقف السعودي.
اقــرأ أيضاً
وأتى التحوّل في الموقف الأميركي في وقت انتقد فيه مصدر دبلوماسي مصري رسمي تعامل دول محور المقاطعة مع الأزمة من بدايتها، قائلاً إنه "لم يكن تعاملاً دبلوماسياً تماماً"، لافتاً إلى أن "كافة المدارس الدبلوماسية العريقة تدرك ذلك، وتعلم أن التعامل مع الأزمة كان بالغ السوء". وأوضح الدبلوماسي المخضرم أن "دول المقاطعة بلغت سقف الأزمة منذ الساعة الأولى لها، وهذا في عُرف المفاوضين خطأ قاتل، لأن المنطقي هو صعود الشجرة على مراحل لأنه بمجرد الوصول إلى قمتها لا يكون أمامك إلا خيارين، إما النزول مرة أخرى، وإما أن تمسك الهواء". واستطرد بالقول إن "دول المقاطعة أدركت ذلك سريعاً وهي الآن في مرحلة البحث عن وسيلة للنزول من فوق الشجرة تكفيها الحرج".
وكشف المصدر ذو الصلة بالمسؤولين عن ملف الأزمة في مصر، أن "الدول الأربع، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، متمسكة بالدور الكويتي في الأزمة، لأنها تدرك جيداً أنه سيكون المخرج من الأزمة بشكل يحفظ لها قدرها". وأوضح أن "الدول الأربع تخشى من تدويل الأزمة ودخول أطراف أكثر إليها، لذلك لم يكن موقفها من تصريحات أمير الكويت بشأن وقف حل عسكري حاداً، ولم يحمل إساءة له".
وكان أمير الكويت قد أعرب، خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الأميركي، عن تفاؤله بحل الأزمة الخليجية قريباً، مشدداً على أن "الأزمة معقدة، لكن لا توجد عقدة ليس لها حل... المهم أننا نجحنا في وقف أي عمل عسكري خلال الأزمة الخليجية"، قبل أن تُصدر دول الحصار بياناً ردت فيه على أمير الكويت.
اقــرأ أيضاً
وأوضحت المصادر التي التقتها "العربي الجديد" في القاهرة، أن تقارير عدة أُرسلت للرئيس الأميركي تحثّه على التدخّل بشكل عاجل على خط حل الأزمة، وليس على سبيل الانحياز لأحد أطرافها، محذرة إياه من أن استمرار أمد الأزمة يُمثّل خطورة بالغة، إذ يمنح كلاً من روسيا وإيران، اللتين تسعيان لأداء دور من خلالها، نفوذاً كبيراً في المنطقة بشكل يمسّ المصالح الأميركية.
وقالت المصادر نفسها إن "الضغوط التي مارستها بعض المؤسسات الأميركية والتي وصلت حد تلويح وزير الخارجية ريكس تيلرسون بالاستقالة من منصبه في هذا التوقيت الحرج بالنسبة لترامب، لاقت قبولاً لديه في ظل سعيه لإثبات أنه رجل دولة يمكنه المساهمة في حل أزمات دولية".
وكان خطاب ترامب قد تغيّر بشكل كبير خلال وعقب المؤتمر الصحافي الذي عقده مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قبل أيام، خلال زيارة الأخير لواشنطن. وقال ترامب إن أعضاء مجلس التعاون الخليجي، شركاء ضروريون للولايات المتحدة في إطار جهود قمع التطرف، بما في ذلك الحرب ضد تنظيم "داعش". وأردف الرئيس الأميركي: "سنكون أكثر نجاحاً حال وجود مجلس تعاون خليجي موحّد، سنبعث برسالة قوية إلى كل من المنظمات الإرهابية والمعتدين الإقليميين مفادها أنهم لا يستطيعون الانتصار". وجاءت تلك التعقيبات من جانب ترامب بعد موقف سابق، بدأ به الأزمة، وأطلق منذ ذلك الحين تصريحات بقدر ما بدت متضاربة إلا أنها كانت تحمل في طياتها انحيازاً للموقف السعودي.
وأتى التحوّل في الموقف الأميركي في وقت انتقد فيه مصدر دبلوماسي مصري رسمي تعامل دول محور المقاطعة مع الأزمة من بدايتها، قائلاً إنه "لم يكن تعاملاً دبلوماسياً تماماً"، لافتاً إلى أن "كافة المدارس الدبلوماسية العريقة تدرك ذلك، وتعلم أن التعامل مع الأزمة كان بالغ السوء". وأوضح الدبلوماسي المخضرم أن "دول المقاطعة بلغت سقف الأزمة منذ الساعة الأولى لها، وهذا في عُرف المفاوضين خطأ قاتل، لأن المنطقي هو صعود الشجرة على مراحل لأنه بمجرد الوصول إلى قمتها لا يكون أمامك إلا خيارين، إما النزول مرة أخرى، وإما أن تمسك الهواء". واستطرد بالقول إن "دول المقاطعة أدركت ذلك سريعاً وهي الآن في مرحلة البحث عن وسيلة للنزول من فوق الشجرة تكفيها الحرج".
وكان أمير الكويت قد أعرب، خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الأميركي، عن تفاؤله بحل الأزمة الخليجية قريباً، مشدداً على أن "الأزمة معقدة، لكن لا توجد عقدة ليس لها حل... المهم أننا نجحنا في وقف أي عمل عسكري خلال الأزمة الخليجية"، قبل أن تُصدر دول الحصار بياناً ردت فيه على أمير الكويت.