طرائف المونديال(8): حرب بسبب مباراة.. واتهام قائد إنجلترا بالسرقة

10 يونيو 2014
بيليه نجم مونديال 1970 (getty)
+ الخط -

 احتضنت "المكسيك" النسخة التاسعة من بطولات كأس العالم خلال الفترة ما بين 31 مايو/أيار إلى 30 يونيو/حزيران من عام 1970، وكغيرها من بطولات كأس العالم السابقة، لم تخلُ البطولة التاسعة من المواقف الطريفة، لعل أبرزها ما حدث مع قائد منتخب إنجلترا الفائز بكأس العالم لكرة القدم 1966، بوبي مور، حين اتهم بسرقة ذهب من متجر في أحد فنادق بوغوتا، أثناء كأس العالم 1970.

حرب بسبب مباراة كرة قدم

لم يدر في مخيلة عشاق كرة القدم أنّ حرباً ستشتعل بسبب مباراة كرة قدم، لكنّ هذا ما حصل فعلاً بسبب إحدى مباريات تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي أقيمت عام ١٩٧٠ في المكسيك، حينما اشتعلت حرباً استمرت 100 ساعة بين دولتي السلفادور وهندوراس.


وخلفت هذه الحرب وراءها أكثر من 4000 قتيل، معظمهم مدنيون، ومعهم 10 آلاف مشوّه و120 ألف مشرد، ناهيك عن دمار مئات البيوت والمنشآت التي تزيد قيمتها اليوم على ثمانية مليارات دولار، وكله بسبب شرارة صغيرة من مطاط تقاذفتها الأقدام فوق عشب يوحي لونه بالسلام.


وبدأت تفاصيل الحرب حينما حقّقت "الهندوراس" فوزاً صعباً على السلفادور بهدف دون مقابل، قبل أن تخسر أمامها بثلاثية نظيفة، ليُصدر الرئيس الهندوري قراراً بترحيل ٣٠٠ ألف مزارع سلفادوري كانوا يعملون في حقول هندوراس، ما أغضب حكومة بلادهم، وقررت قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.


ورغم تدهور العلاقات بين البلدين، إلا أنّ الروح الرياضية العالية سادت بين لاعبي المنتخبين خلال المباراة الثالثة الفاصلة التي أقيمت بينهما في العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي في 27 حزيران/يونيو، إذ تصافح اللاعبون عقب نهاية اللقاء، الذي انتهى بفوز منتخب السلفادور بنتيجة 3/2.

اتهام قائد إنجلترا بالسرقة

ومن المواقف الطريفة التي سبقت نهائيات كأس العالم 1970، قصة اتهام قائد منتخب إنجلترا الفائز بكأس العالم لكرة القدم 1966، بوبي مور، بسرقة ذهب من متجر في أحد فنادق بوجوتا، أثناء كأس العالم 1970.


وحدثت القصة حينما كان المنتخب الإنجليزي يستعد في العاصمة الكولومبية "بوجوتا" لخوض لقاء ودي أمام المنتخب الكولومبي استعداداً لنهائيات كأس العالم، حيث رافق مور زميله مهاجم مانشستر يونايتد بوبي تشارلتون لشراء ذهب هدية خاصة لزوجته، وبعد أن ألقي القبض عليه تمت تبرأته تماماً من جميع التهم التي ألصقت به، وسمح له باللعب في البطولة.


ونجح قائد المنتخب الإنجليزي في تقديم أداء رفيع المستوى متخطياً الصعوبات التي واجهته قبل انطلاق البطولة، عندما ألقت السلطات الكولومبية القبض عليه بعد أن اتهم زوراً بسرقة سوار.

خطأ عربي فادح

في الجولة الثانية لمباريات الدور الأوّل من مونديال المكسيك 1970، أسندت لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم مهمة قيادة مباراة منتخب البلد المضيف والسلفادور، إلى الحكم المصري، علي قنديل، الذي قاد المباراة، التي أقيمت على ملعب "أزتيك" أمام 110 آلاف متفرج، وانتهت بفوز المكسيك 4-صفر.


وارتكب "قنديل" خلال الشوط الأوّل من تلك المباراة "خطأً فادحاً" حينما احتسب أكثر من ثلاث دقائق من الوقت بدل الضائع علماً أن المباراة لم تتوقف، ليُعطي لمنتخب السلفادور ركلة حرة. ولكن اللاعب المكسيكي "باديا" هو الذي حرك الكرة ومررها إلى زميله فالديفيا الذي كان متسللاُ ليسجل هدف المكسيك الأوّل وسط ذهول لاعبي السلفادور الذين لم يصدقوا ما رأوه واحتجوا نحو أربع دقائق لكن من دون جدوى.

تصدٍ أسطوري من بانكس

لم ينسَ العالم بأسره التصدي الرائع لحارس مرمى المنتخب الإنجليزي، غوردون بانكس، والذي نجح في الذود عن مرماه بكل براعة لكرة رأسية سددها البرازيلي "بيليه" عندما أبعدها من الزاوية السفلى إلى فوق العارضة، وذلك في المباراة التي جمعت بين المنتخبين في المجموعة الثالثة لكأس العالم 1970.


وتمكن الحارس الإنجليزي غوردون بانكس من إيقاف رأسية الجوهرة السوداء بيليه، التي كانت تبدو أنّها في الشباك لا محالة، إذ دفع جسده إلى يمين المرمى وأرجع يديه إلى الخلف ومدّهما لمسافة كادت أن تتحدى قوانين الطبيعة، وبحركة عجبة، استطاع عبر إبهامه من إبعاد الكرة إلى جوار القائم لتخرج من الملعب وتتحول إلى ضربة ركنية في حركة سريعة أدهشت الملايين.


واختار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هذه اللقطة كأفضل تصدٍ في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك رغم أن المباراة قد انتهت بفوز المنتخب البرازيلي بهدف لـ"جيرزينيو" الذي دخل التاريخ بعدما سجل في كل مباراة في هذه البطولة.


واستذكر أسطورة كرة القدم البرازيلية في وقتٍ سابق هذه اللقطة قائلاً: "من اللحظة التي ضربتُ فيها الكرة برأسي، كنتُ واثقاً بأنها ستدخل المرمى، وبالفعل بدأت أقفز احتفالاً بتسجيل هدف، ثم التفتُ إلى الوراء ولم أصدق أنها لم تدخل."

خدعة بيليه

بعد أن كان "بيليه" قد هدّد بعدم المشاركة في كأس العالم 1970؛ نظراً للتجربة المريرة التي خاضها في البطولة السابقة قبل أربع سنوات، حين تعرض لشتى أنواع الركل والخشونة، إلا أنه قد عاد وأخذ مكانه في الفريق الذي كان غنياً بالمهاجمين البارزين.


وسطّر أسطورة الملاعب العالمية اسمه بأحرف من ذهب، حين قاد منتخب بلاده إلى محو خيبته الكبرى المتمثلة بالخسارة في نهائي البطولة في 1950 بفوزه في نصف النهائي على أوروجواي.


ورغم تخلف منتخب "السيلساو" بنتيجة 1-0، إلا أن المنتخب البرازيلي قد عاد بفضل أهداف "كلودوالدو" و"جيرزينيو" و"ريفيلينو"، ولم تكن هذه العودة هي الحدث الأبرز، وإنما كانت خدعة "بيليه" خلال تلك المباراة هي الحدث الأبرز.


وتلقى نجم الكرة البرازيلية، تمريرة متقنة من زميله "جيرزينيو"، وعندما خرج حارس أوروجواي "لاديسلاو مازوركيفيتش" لملاقاته، موه "بيليه" بجسمه دون لمس الكرة التي تخطت الحارس ليركض "بيليه" لاستقبالها من ورائه ولكنه سدد الكرة بعيداً عن المرمى، لتضيع فرصة هدف كان من الممكن أن يُطلق عليه أجمل هدف في تاريخ البطولة.

انجاز "زاجالو"

بعد أن اعتزل رياضة كرة القدم، امتهن اللاعب البرازيلي السابق "التدريب" و قاد فريق "بوتافوجو" منذ عام 1966 وحتى عام 1970، بموازاة ذلك لم يختر المدرب البرازيلي السابق، سالدانو، النجم "بيليه" ضمن الفريق الذي سيشارك في النهائيات المكسيكية فانقلبت عليه الصحافة البرازيلية وطالبت بإقالته، وهو ما حدث تماماً حينما قرّر رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، جواو هافيلانج، تعيين " زاجالو" خلفاً له.


وتُوجت البرازيل بلقب كأس العالم للمرّة الثالثة، واحتفظت بالكأس مدى الحياة، بعدما أصبحت أوّل دولة تفوز باللقب ثلاث مرّات بعد عامي ١٩٥٨ و١٩٦٢، ليُصبح "زاجالو" أوّل شخصٍ في العالم يفوز بكأس العالم لاعباً ومدرباً.

المساهمون