وشارك عرفات في فعالية احتجاجية أقيمت، اليوم الخميس، في مرفأ الصيادين بمدينة غزة، طالبت بشكل أساسي بفتح ممر بحري يربط القطاع المحاصر مع العالم الخارجي، من دون أي قيود، في ظل الإغلاق المتكرر لمعبر رفح، وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على باقي المعابر الحدودية للقطاع.
ويقول عرفات لـ"العربي الجديد": "جميع أحلامي التي خططت لها منذ سنوات، اصطدمت ببوابة معبر رفح المغلق، واليوم جئت إلى الميناء البحري، لأطالب بممر بحري يكسر الحصار الخانق المفروض على القطاع من كافة الجهات".
ويرى الطالب عرفات، في إغلاق مصر لمعبر رفح البري، عقاباً جماعياً ظالماً بحق كافة سكان قطاع غزة، ومشاركة فعلية في الحصار، مناشداً مصر بتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، وتسهيل سفر المرضى والطلاب وحملة الجنسيات والإقامات الأجنبية.
ورفع المشاركون، الذين انقسموا بين طلبة جامعات عالقين داخل القطاع، وبين جرحى اعتداءات الاحتلال العسكرية المتكررة على القطاع، لافتات باللغتين العربية والإنجليزية، تطالب بإعطاء غزة وسكانها حرية الحركة والسفر، وفتح ممر بحري نحو العالم الخارجي.
أما الجريح محمد السدودي (36عاماً)، والذي رفع لافتة كتب عليها "معبر رفح شريان حياة لأهل غزة... لا تقطعوه"، فذكر لـ"العربي الجديد"، أنّ الجرحى والمعاقين، حالات إنسانية لا دخل لهم بكافة التجاذبات السياسية، وكل ما يريدونه حقهم في العلاج والسفر من دون قيود أو تأخير.
ومع كل مرة تعلن السلطات المصرية فتحها لمعبر رفح البري لبضعة أيام، يحتشد آلاف المواطنين الغزيّين على الجانب الفلسطيني من المعبر، على أمل تسجيل أسمائهم ومغادرة القطاع، إلا أنه في نهاية الأمر يسافر بضع عشرات.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، أدهم أبوسلمية، عن انطلاق حراك شعبي واسع مكون من كافة شرائح المجتمع، للضغط على كافة الجهات المسؤولة، بهدف الشروع في إنشاء ممر بحري لقطاع غزة.
وأضاف أبوسلمية، في مؤتمر صحافي، عقد على هامش الاحتجاج: "يجب على جمهورية مصر التحرك بشكل فعلي وعاجل، لإلزام الاحتلال ببنود اتفاق التهدئة الذي وقعه مع فصائل المقاومة في غزة، عقب العدوان الأخير، والذي نص في أحد بنوده على إنشاء ممر بحري لقطاع غزة".
وطالب أبوسلمية مصر بأن تكون عوناً للشعب الفلسطيني، وأنّ تساعد في تخفيف الحصار الإسرائيلي وفكه، بدلاً من تشديده، مناشداً بفتح معبر رفح، لأنّ إغلاقه يحرم عشرات الآلاف من المرضى الطلاب والحاجات الإنسانية من السفر.
وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح، وهو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة المخصص للأفراد، الذي لا يخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويذكر أن المرة الأخيرة التي فتحت فيها السلطات المصرية معبر رفح، كانت في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لمدة ثلاثة أيام فقط، بينما تراجعت عن فتحه يوم الثلاثاء الماضي حتى الخميس، بعد إعلانها عن اختطاف أحد ضباط الموانئ المصرية.
وانتهى العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، الذي استمر 51 يوما، في السادس والعشرين من أغسطس/آب الماضي، بتوقيع اتفاق تهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال، يقضي برفع الحصار عن القطاع، وفتح المعابر الحدودية لبدء الإعمار، إلا أن الاحتلال يتهرب حتى اللحظة من تنفيذ ما تم التوقيع عليه.