لمحة تاريخية
تملك المكسيك سجلاً جيداً في بطولة كأس العالم نظراً لأنها بلغت النهائيات 14 مرة، ووصلت إلى الدور الربع النهائي في مناسبتين على أرضها في مونديالي 1970 و1986، حيثُ اصطدمت بإيطاليا في 1970، لتخسر منها (4 – 1)، وتودع البطولة.
وبعد 16 عاماً وعلى الأراضي المكسيكية في ربع نهائي العام 1986، خسرت المكسيك مجدداً في الدور نفسه، لكن هذه المرة أمام ألمانيا بركلات الترجيح (4 – 1)، بعد ان خيم التعادل السلبي طوال الـ90 دقيقة، لتغادر كأس العالم للمرة الثانية من الدور الربع النهائي أمام منتخبات قوية وكبيرة.
في المقابل تميزت المكسيك في الخمس نسخات الأخيرة من المونديال بحضورها الدائم في الدور الثاني، ولكنها لم تستطع تخطي هذا الدور وتكرار تجربة 1970 و1986، يُذكر أن المكسيك خرجت في كأس العالم 2006 و2010 على يد الأرجنتين في الدور الـ 16، في حين اشتاقت جماهير "التري كولور" للعودة إلى الأدوار المتقدمة.
وعانت المكسيك من أجل الوصول إلى المونديال البرازيلي بعد أن حلت في المركز الرابع في التصفيات النهائية، عن القارة الأميركية الشمالية والوسطى، حيثُ حصدت 11 نقطة من عشر مباريات، الامر الذي أجبرها على خوض مباراة الملحق مع نيوزيلندا، لتكتسحها ذهاباً (5 – 1)، وإياباً على الأراضي النيوزيلندية (4 – 2)، وتتأهل مباشرةً إلى كأس العالم 2014.
تكتيك المدرب "ميجيل هيريرا"
يملك ميجيل هيريرا 13 عاماً من الخبرة في المجال التدريبي، وهو يعشق الاستحواذ على الكرة رغم أن منتخبه يميل كثيراً إلى الدفاع، كما يفضل الهجوم عبر الأطراف لأنه يستطيع إطلاق مدافعين إلى المقدمة، وترك ثلاثة مدافعين في الخلف بسبب خطته (5-3-2)، التي تمنحه دفاعاً قوياً وأجنحة خطيرة عند الانطلاق.
ويعتمد هيريرا على لاعبي الأطراف بشكل كبير لأنه يعتبر أن اندفاعهم إلى الأمام سيعطي زخماً هجومياً، بالإضافة إلى أنه يريح خط الهجوم من ضغط الرقابة التي يفرضها الخصم، ويتميز هيريرا بأنه لا يعتمد على مهاجم صريح، لذلك وقع الاختيار عليه كي يدير الدفة من خلال خطة لا تعتمد بشكل أساسي على مهاجم واحد كي لا تتعقد الأمور أمام المرمى.
ولا يستطيع أحد الحكم على هذا المدرب الآن لأنه قاد المكسيك في ثلاث مباريات دولية حتى الآن، لكنه فاز في كل مبارياته، وهذا أمر جيد بالنسبة للمكسيك، ورغم ذلك فإن "التري كولور" لم تختبر المباريات القوية والقاسية تحت قيادة ميجيل هيريرا.
وتتركز خطة هيريرا على لاعب خط الوسط المركزي بالإضافة إلى الجناح المتأخر ومهاجم هداف، لذلك لكي تنجح خطته عليه توظيف لاعبين مميزين، يعرفون من أين تؤكل الكتف ويتمركزون في هذه المراكز من دون ارتكاب أخطاء، وهيريرا حتى الآن أثبت أنه قادر على وضع اللاعب المناسب في المكان الأنسب.
أبرز نجوم "المكسيك"
بعدما تعرضت المكسيك لخضات كثيرة في التصفيات المؤهلة إلى المونديال البرازيلي، بالإضافة إلى التغيير في الجهاز التدريبي، من الصعب التكهن بما ستقدمه المكسيك في كأس العالم الآتية لكنها ستعتمد حتماً على بعض اللاعبين الذين سيكونون بمثابة رواد السفينة المكسيكية، من أجل تسجيل حضور مشرف في المونديال البرازيلي، حيثُ تتسلح المكسيك بطموحات أكبر من إمكاناتها الفنية، خصوصاً عبر الاعتماد على شيشاريتو هيرنانديز وأندريس جواردادو وجيوفاني دوس سانتوس، في وقت كان يظهر فيه بعض النجوم الصغار الصاعدين الذين تميزوا بأسلوب لعبهم الجميل والأنيق، أمثال نجوم أولمبياد لندن 2012، أوريبي بيرالتا وراؤول خيمينيز وكارلوس بينا، واليوم حجزوا بطاقة سفرهم مع المكسيك إلى البرازيل، الامر الذي سيريح المنتخب المكسيكي بوجود عناصر شابة قادرة على صناعة الفارق.
نقاط قوة وضعف "المكسيك"
تتميز المكسيك بخط وسطها القوي فنياً وبدنياً من خلال تواجد كارلوس بينا ولويس مونتيس اللذين أظهرا أداءً جيداً في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، كما أن المكسيك تصنع الخطورة من الركلات الركنية بشكل كبير، يُضاف إلى ذلك قدرتها على صد الهجمات القريبة من منطقة الجزاء حيثُ لم تتلق سوى هدف وحيد من خارج المنطقة.
في المقابل تبدو نقطة ضعف المنتخب المكسيكي في العودة في المباراة في حال تلقت أهدافاً في الشوط الأول، رغم أن المنتخبات التي واجهها أقل مستوى من تلك التي ستكون في كأس العالم وخصوصاً في المجموعة الأولى حيثُ البرازيل وكرواتيا والكاميرون، كما أن اللياقة البدنية تحت المساءلة، لأن التعب يظهر في أواخر الشوط الثاني على لاعبي المنتخب المكسيكي في جُل مبارياته.
تشكيلة منتخب "المكسيك"
- حراسة المرمى: خيسوس كورونا، ألفريدو تالافيرا، جييرمو أوشوا.
- المدافعون: بول أجيلار، ميجيل لايون، هيكتور مورينو، دييجو رييس، فرانسيسكو رودريجيز، رافاييل ماركيز، كارلوس سالسيدو.
- لاعبو خط الوسط: هيكتور هيريرا، جوزي خوان فاركيز، خوان كارلوس ميدينا، كارلوس بينا، إسحاق بريزويلا، لويس مونتيس، ماركو فابيان، أندريس جواردادو.
- المهاجمون: أوريبي بيرالتا، خافيير هيرنانديز(شيشاريتو)، راؤول خيمينيز، ألان بوليدو، جيوفاني دوس سانتوس.