يقتني أهل طهران الكثير من السيارات، حتى باتت العاصمة الإيرانية مزدحمة طوال الوقت، ما جعل البعض يطالب بتعزيز النقل العام
يؤكد أعضاء من مجلس بلدية العاصمة الإيرانية طهران على النقص الهائل في عدد وسائل النقل العام فيها، بالرغم من أنّ المدينة تشهد ازدحاماً خانقاً في ساعات النهار الطويلة. فذلك النقص هو ما دفع المواطنين إلى اقتناء مركبات شخصية تسبب الازدحام.
في هذا الإطار، يقول العضو في المجلس أبو الفضل قناعتي إنّ أسطول المواصلات العامة يحتاج إلى إضافة خمسين ألف قطعة على رأسها الحافلات والباصات، منتقداً سياسات الحكومة التي تقع على عاتقها مهمة تعزيز النقل العام كما يقول.
بالرغم من غياب وسائل نقل عام كافية في الوقت الراهن، فإنّ ثقافة استخدامها منتشرة بين الطهرانيين، ولو أنّ عدداً كبيراً منهم بات يفضل استخدام سياراته الشخصية التي تزيد الازدحام المروري والتلوث معاً وهما أبرز مشكلتين تواجههما العاصمة.
كانت مواقع إيرانية قد نقلت عن رئيس لجنة العمران في مجلس الشورى الإسلامي إقبال شاكري تأكيده أنّ نصف عدد مقطورات مترو طهران تحتاج إلى صيانة وترميم، وهو ما يتطلب إخراج القطارات من الخدمة مؤقتاً، ما يعني ضرورة تزويد شبكة النقل العام بقطارات أنفاق جديدة على الفور. تابع أنّ الحكومة وعدت بشراء ألف قطار لاستخدامها في شبكة مترو العاصمة وهو ما لم يحصل بعد.
يلاحظ بعض السكان زيادة في عدد مستخدمي قطار الأنفاق بالذات، وحتى الحافلات التي تستخدم خطوطاً وشوارع مخصصة لها. تبرر سمية، وهي طالبة جامعية، ذلك بأنّه يوفر الوقت كثيراً على هؤلاء، لكنّها تشكو من الازدحام البشري الخانق داخل المترو وحتى في الباصات في أوقات الذروة، وتعتبر أنّ زيادة أعدادها باتت ضرورية.
من ناحيته، يشتكي مالميري، وهو موظف حكومي، من تأخر حركة وسائل النقل العامة، وزيادة المسافة الزمنية بين كلّ حافلة أو بين قطار وآخر. هذا ما يدفعه إلى استخدام سيارته الشخصية في كثير من الأحيان للذهاب إلى مكان عمله. لكنّه في المقابل، يشتكي من الازدحام.
الازدحام المروري تتسبب به سيارات الطهرانيين الشخصية لا وسائل النقل العام بطبيعة الحال. عدد كبير من المواطنين على قناعة بصحة هذا الأمر، وهو ما يمكن لمسه عبر استطلاع رأي سريع وبسيط في شوارع العاصمة، وهم يبدون رغبتهم كذلك باستخدام وسائل النقل العام شرط أن تكون جيدة ومتوافرة.
بدوره، أكد رئيس لجنة البيئة في مجلس طهران محمد حقاني أنّ عدد سكان طهران المقيمين بشكل دائم فيها يزيد عن 9 ملايين، وهذا العدد يرتفع إلى 12 مليوناً باحتساب من يدخلونها من مدن ثانية نهاراً، لإنجاز أعمال خاصة أو للدراسة. تابع أنّ دراسات أخيرة تدل على أنّ كلّ شخص في طهران يهدر 40 دقيقة على الأقل في اليوم الواحد بسبب الازدحام المروري، أي 200 ساعة من عمره سنوياً، وهو ما يساوي 9 ملايين ساعة في اليوم الواحد للمجموع العام.
هذا الواقع ازداد سوءاً منذ سنوات قليلة، فلم يعد الازدحام مقتصراً على ساعات ذروة محددة، بل هناك شوارع وطرقات في طهران تضيق فيها الحركة منذ ساعات النهار الأولى حتى وقت متأخر من الليل، وكلّ هذا يعود لاستخدام عدد كبير من وسائل النقل الشخصية، بسبب عدم توفر وسائل نقل عام كافية لكلّ هؤلاء، بحسب البعض.
اقــرأ أيضاً
في هذا الصدد، يقول مدير مكتب المشاركة الشعبية التابع لمؤسسة البيئة الحكومية محمد درويش لـ"العربي الجديد" إنّ الشوارع والطرقات المشيّدة في طهران تستوعب أساساً ثلث حجم السيارات والناقلات التي تتحرك فيها اليوم، معتبراً أنّ هذا هو السبب الرئيس للازدحام الخانق. يضيف أنّ طهران باتت واحدة من أكثر المدن ازدحاماً على مستوى العالم، بحسب دراسات معتمدة، ومن الضروري إجراء تغيير جذري وتحسين جودة وعدد وسائل النقل العام، ونشر ثقافة استخدام الدراجات الهوائية والمشي بدلاً من استخدام وسائل النقل الشخصية في كلّ الأوقات.
يعتبر درويش أنّ الإيرانيين لا يمانعون في استخدام وسائل النقل العام، بل يفضلون ذلك لكنّهم غير قادرين على استخدام الدراجات مثلاً بسبب التلوث. ويشير إلى أنّ الحلول لن تكون صعبة طالما أنّ ثقافة استخدام أسطول النقل العام متوفرة، لكنّ المشكلة تكمن في عدد السكان الكبير الذي لا يتناسب وعدد هذه المواصلات المطلوبة، والتي تحتاج إلى تطوير وتزويد بنظام تدفئة وتبريد ما يشجع المواطنين أكثر.
يتابع أنّ حصة استخدام المترو في طهران تعادل 30 في المائة بالمقارنة مع المواصلات العامة الأخرى بالرغم من أنّه يوفر الوقت، والسبب يعود إلى غياب المحطات الكافية، إذ لا تغطي خطوطه كلّ مناطق طهران حتى اليوم وهو ما يعني أنّ المواطن مضطر لاستخدام أكثر من وسيلة نقل أحياناً للوصول إلى أقرب محطة مترو.
من جهته، يجد أستاذ التخطيط المدني في جامعة "علامة طباطبائي" علي خاكساري أنّ المطلوب توسيع الطرقات لتتسع لهذا العدد من المواصلات. يتابع لـ"العربي الجديد" أنّ فرض القوانين والضرائب صعب، لكنّه يساعد في تطوير المجتمعات وحلّ مشاكلها، فكلّ سيارة تشغل مساحة 25 متراً مربعاً سواء كانت ثابتة أو متحركة، ولا يدفع من يسكنون طهران، ضريبة على استخدام سيارات شخصية، ولا حتى ثمن مواقف ركن الناقلات. يقترح وضع ضرائب مرتفعة على اقتناء واستخدام السيارات الشخصية ما سيضطر كثراً لاستخدام وسائل النقل العام.
اقــرأ أيضاً
يؤكد أعضاء من مجلس بلدية العاصمة الإيرانية طهران على النقص الهائل في عدد وسائل النقل العام فيها، بالرغم من أنّ المدينة تشهد ازدحاماً خانقاً في ساعات النهار الطويلة. فذلك النقص هو ما دفع المواطنين إلى اقتناء مركبات شخصية تسبب الازدحام.
في هذا الإطار، يقول العضو في المجلس أبو الفضل قناعتي إنّ أسطول المواصلات العامة يحتاج إلى إضافة خمسين ألف قطعة على رأسها الحافلات والباصات، منتقداً سياسات الحكومة التي تقع على عاتقها مهمة تعزيز النقل العام كما يقول.
بالرغم من غياب وسائل نقل عام كافية في الوقت الراهن، فإنّ ثقافة استخدامها منتشرة بين الطهرانيين، ولو أنّ عدداً كبيراً منهم بات يفضل استخدام سياراته الشخصية التي تزيد الازدحام المروري والتلوث معاً وهما أبرز مشكلتين تواجههما العاصمة.
كانت مواقع إيرانية قد نقلت عن رئيس لجنة العمران في مجلس الشورى الإسلامي إقبال شاكري تأكيده أنّ نصف عدد مقطورات مترو طهران تحتاج إلى صيانة وترميم، وهو ما يتطلب إخراج القطارات من الخدمة مؤقتاً، ما يعني ضرورة تزويد شبكة النقل العام بقطارات أنفاق جديدة على الفور. تابع أنّ الحكومة وعدت بشراء ألف قطار لاستخدامها في شبكة مترو العاصمة وهو ما لم يحصل بعد.
يلاحظ بعض السكان زيادة في عدد مستخدمي قطار الأنفاق بالذات، وحتى الحافلات التي تستخدم خطوطاً وشوارع مخصصة لها. تبرر سمية، وهي طالبة جامعية، ذلك بأنّه يوفر الوقت كثيراً على هؤلاء، لكنّها تشكو من الازدحام البشري الخانق داخل المترو وحتى في الباصات في أوقات الذروة، وتعتبر أنّ زيادة أعدادها باتت ضرورية.
من ناحيته، يشتكي مالميري، وهو موظف حكومي، من تأخر حركة وسائل النقل العامة، وزيادة المسافة الزمنية بين كلّ حافلة أو بين قطار وآخر. هذا ما يدفعه إلى استخدام سيارته الشخصية في كثير من الأحيان للذهاب إلى مكان عمله. لكنّه في المقابل، يشتكي من الازدحام.
الازدحام المروري تتسبب به سيارات الطهرانيين الشخصية لا وسائل النقل العام بطبيعة الحال. عدد كبير من المواطنين على قناعة بصحة هذا الأمر، وهو ما يمكن لمسه عبر استطلاع رأي سريع وبسيط في شوارع العاصمة، وهم يبدون رغبتهم كذلك باستخدام وسائل النقل العام شرط أن تكون جيدة ومتوافرة.
بدوره، أكد رئيس لجنة البيئة في مجلس طهران محمد حقاني أنّ عدد سكان طهران المقيمين بشكل دائم فيها يزيد عن 9 ملايين، وهذا العدد يرتفع إلى 12 مليوناً باحتساب من يدخلونها من مدن ثانية نهاراً، لإنجاز أعمال خاصة أو للدراسة. تابع أنّ دراسات أخيرة تدل على أنّ كلّ شخص في طهران يهدر 40 دقيقة على الأقل في اليوم الواحد بسبب الازدحام المروري، أي 200 ساعة من عمره سنوياً، وهو ما يساوي 9 ملايين ساعة في اليوم الواحد للمجموع العام.
هذا الواقع ازداد سوءاً منذ سنوات قليلة، فلم يعد الازدحام مقتصراً على ساعات ذروة محددة، بل هناك شوارع وطرقات في طهران تضيق فيها الحركة منذ ساعات النهار الأولى حتى وقت متأخر من الليل، وكلّ هذا يعود لاستخدام عدد كبير من وسائل النقل الشخصية، بسبب عدم توفر وسائل نقل عام كافية لكلّ هؤلاء، بحسب البعض.
يعتبر درويش أنّ الإيرانيين لا يمانعون في استخدام وسائل النقل العام، بل يفضلون ذلك لكنّهم غير قادرين على استخدام الدراجات مثلاً بسبب التلوث. ويشير إلى أنّ الحلول لن تكون صعبة طالما أنّ ثقافة استخدام أسطول النقل العام متوفرة، لكنّ المشكلة تكمن في عدد السكان الكبير الذي لا يتناسب وعدد هذه المواصلات المطلوبة، والتي تحتاج إلى تطوير وتزويد بنظام تدفئة وتبريد ما يشجع المواطنين أكثر.
يتابع أنّ حصة استخدام المترو في طهران تعادل 30 في المائة بالمقارنة مع المواصلات العامة الأخرى بالرغم من أنّه يوفر الوقت، والسبب يعود إلى غياب المحطات الكافية، إذ لا تغطي خطوطه كلّ مناطق طهران حتى اليوم وهو ما يعني أنّ المواطن مضطر لاستخدام أكثر من وسيلة نقل أحياناً للوصول إلى أقرب محطة مترو.
من جهته، يجد أستاذ التخطيط المدني في جامعة "علامة طباطبائي" علي خاكساري أنّ المطلوب توسيع الطرقات لتتسع لهذا العدد من المواصلات. يتابع لـ"العربي الجديد" أنّ فرض القوانين والضرائب صعب، لكنّه يساعد في تطوير المجتمعات وحلّ مشاكلها، فكلّ سيارة تشغل مساحة 25 متراً مربعاً سواء كانت ثابتة أو متحركة، ولا يدفع من يسكنون طهران، ضريبة على استخدام سيارات شخصية، ولا حتى ثمن مواقف ركن الناقلات. يقترح وضع ضرائب مرتفعة على اقتناء واستخدام السيارات الشخصية ما سيضطر كثراً لاستخدام وسائل النقل العام.