ظلام في دمشق وخوف من سرقات وخطف

مؤخّراً، بدأ سكّان العاصمة السوريّة دمشق يعانون من مشكلة جديدة، وهي انقطاع الكهرباء ليلاً بشكل تام. وزادت ساعات انقطاع الكهرباء في معظم أحياء المدينة، لتصل إلى 20 ساعة يومياً. في الليل، تختفي الإنارة من الشوارع والبيوت.

وكانت مصادر رسمية تابعة لوزارة الكهرباء السورية قد بررت انقطاع التيار الكهربائي بعدم وصول الباخرات المحملة بمادة الفيول اللازمة لتشغيل المحطات الحرارية المولدة للكهرباء، من دون أن توضح المشكلة التي تمنع وصولها.

وتشمل المناطق التي تنقطع فيها الكهرباء كلاً من أحياء دمشق وريفها والقلمون. وتقول مها إن انقطاع الكهرباء لا يشمل أحياء المالكي وأبو رمانة، لافتة إلى أن الكهرباء لا تنقطع عن بيوت المسؤولين، رغم أنّهم قادرون على تحمل تكاليف المولّدات الخاصة. "نحن فقط من يدفع الثمن".

في الوقت نفسه، يشكو عدد كبير من أهالي دمشق بسبب ارتفاع فواتير الكهرباء رغم ساعات الانقطاع الطويلة. يقول عبد الجبار، وهو من دمشق، "إننا ندفع ثمن الكهرباء التي لا نحصل عليها". قيمة الفاتورة التي وصلته الشهر الماضي كانت كبيرة، علماً أنّنا "لم ننعم بالكهرباء لأكثر من خمس ساعات في اليوم طوال الشهر الماضي".

ويخشى أهالي دمشق ازدياد حالات السرقة والخطف في ظل انقطاع الكهرباء. في هذا السياق، يقول محمد إن "انقطاع التيار الكهربائي أثّر على حركة الناس في الشوارع خلال فترتي المساء والليل، وزاد من خوفهم من التعرّض للسرقة أو الخطف". يضيف: "بدءاً من الساعة الثامنة، يصبح الظلام حالكاً، وليس هناك إلا أنوار السيارات، ما يعني سهولة القتل أو الخطف. بتّ أفضّل البقاء في المنزل بسبب ما أسمعه".

من جهته، يلفت عماد إلى أن المحال التجارية التي يملكها مليئة بالبضائع. "يكاد والدي لا ينام الليل بسبب خوفه من أن تسرق وتحرق كما حدث في سوق العصرونية قبل أشهر عدة". يضيف أن هذه الأعمال ترتكبها عصابات منظمة، وليس مستبعداً أن تستفيد من الظلام وصعوبة للرؤية. كذلك، يلفت إلى خطف التجار، على غرار ما حصل مع صديق والده الذي خسرت عائلته كل ما تملك لتخليصه.

تجدر الإشارة إلى أن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تعاني في ظل الانقطاع التام للتيار الكهربائي منذ سنوات، ويعتمد سكانها على تشغيل مولدات محلية صغيرة الحجم لتزويد منازلهم ومستشفياتهم بالكهرباء، ويبقى حصولهم على الكهرباء مرهوناً بتوفر الوقود اللازم لتشغيلها.