حالت الأوضاع الاقتصادية السيئة دون قدرة الفلسطيني فضل الديري وعائلته المكونة من عشرة أفراد على العيش في بيت آمن في قطاع غزة المحاصر، ودفعته إلى التنقل بين بيوت الإيجار، الذي بات مؤخرا غير قادر على دفع إيجاراتها، ليصبح ومعه أسرته من "المشردين"، ويعيشون في خيمة من النايلون في ساحة السرايا وسط غزة.
ليلة أمس الإثنين، كانت الأقسى على أسرة الديري، إذ ساءت الأحوال الجوية، ودمرت الرياح الشديدة والأمطار الخيمة، وأغرقت فراشهم بمياه المطر، ما دفعهم إلى الهرب إلى "جامع أبو خضرة" والاحتماء بكابينة بلاستيكية.
يقول فضل الديري "أبو بلال"، لـ"العربي الجديد"، إنه يتنقل بين بيوت الايجار منذ 12 سنة، وإنه لم يعد قادراً على العمل لتوفير المال للدفع للمؤجِرين، إذ يعاني من أمراض الضغط والسكري، فضلا عن مشاكل في النظر والسمع.
لجأ أبو بلال بأسرته إلى ساحة السرايا وسط مدينة غزة قبل 13 يوماً، ويقول: "جئت إلى هنا للفت أنظار الناس وأصحاب القرار إلى معاناتي ومعاناة أطفالي"، موضحاً أنه قابل عدداً من الصحافيين، لكنه لم يتلق أي رد من الجهات الحكومية أو المؤسسات أو الجمعيات العاملة في غزة، بخلاف إخطارٍ وصلَه من بلدية غزة، بضرورة إزالة الخيمة.
ويضيف: "الليلة الماضية كانت قاسية علينا، بسبب الرياح القوية والأمطار التي أسقطت الخيمة فوق رؤوسنا، وأغرقتنا بالمياه، فلجئنا إلى الاحتماء بحائط المسجد حتى ساعات الفجر، وبعد الصلاة ساعدنا بعض الشباب للانتقال إلى كابينة مخصصة لانتظار الركاب، وما زلت أمكث فيها أنا وزوجتي وأطفالي حتى الآن".
وجدوا الشارع ملاذهم ومأواهم (عبد الحكيم أبو رياش) |