بمساندة كبيرة من الجيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، يهدد مستوطنون متطرفون عائلة أبو رجب الفلسطينية التي تعيش في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بالاستيلاء على منزلها وطردها منه للسيطرة عليه نظراً لموقعه الاستراتيجي المهم.
اقرأ أيضاً: التنظيمات الإرهابية اليهودية: تاريخ حافل بالاعتداءات والإفلات من العقاب
ومنذ 20 يوماً، يتعرض منزل عائلة أبو رجب لهجمات منظمة من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين يحاولون بشتى الطرق والوسائل ترهيب العائلة وترحيلها عن المنزل المكون من طابقين بغرض تحويله إلى بؤرة استيطانية قد يكون بداية لتهويد حي فلسطيني بكامله، لم يتبق فيه سوى بعض العائلات التي رفضت الرحيل.
غير أن عائلة أبو رجب ترفض الرحيل عن المنزل، وترابط فيه منذ عدة أيام بمساعدة نشطاء فلسطينيين، اتفقوا معهم على عدم إخلاء المنزل حتى ولو استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي القوة بحقهم، مهما كلف من ثمن.
وقال حازم أبو رجب، صاحب الطابق الأول المهدد، لـ"العربي الجديد" إنه "في ثالث أيام عيد الفطر منتصف الشهر الماضي، حاولت مجموعة من المستوطنين طرد العائلة من المنزل بمساعدة ما يسمى "تنظيم الإدارة المدنية الإسرائيلي"، وفشل الأمر بسبب رفض العائلة". وأضاف أن "الإدارة المدنية عادت من جديد وسلمت العائلة أمراً عسكرياً يقضي بإخلاء المنزل، وفشل بسبب اعتراض محامي العائلة عليه في المحكمة الإسرائيلية".
وتابع أنه "يوم الخميس الماضي، عادت مجموعة كبيرة من المستوطنين المتطرفين، تحت حماية وحراسة أمنية من جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وبمرافقة عناصر من تنظيم الإدارة المدنية الإسرائيلي، إخلاء المنزل بالقوة، لكن العملية فشلت من جديد بسبب تصدي أفراد العائلة لتلك المحاولة ورفضها الخروج".
وبحسب أبو رجب، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سمح للمستوطنين بالاعتداء على المنزل ومهاجمته دون أن يكون هنالك أي تدخل يمنعهم من ذلك، مشيراً إلى أن الاحتلال وفر غطاءً أمنياً لاعتداءات المستوطنين المتطرفة بحق العائلة بغرض السيطرة على المنزل الذي يقع على مقربة من الحرم الإبراهيمي وسط الخليل.
ويقع منزل عائلة أبو رجب في مكان استراتيجي يطل على باحات الحرم الإبراهيمي، وتحديداً في جوار ما يسمى بحاجز "أبو الريش العسكري" المقام في الجهة الجنوبية من المدينة. ويطمع فيه المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما أنه سيكون مقدمة للاستيلاء على عدد من المنازل الفلسطينية التي تقع في حي يسيطر عليه المستوطنون.
وعادت الإدارة المدنية يوم السبت، وسلمت العائلة قراراً عسكرياً يقضي بإخلاء المنزل وتسليمه للمستوطنين، وأمهلتهم حتى ساعات المساء للرحيل عنه. لكن الأمر لم ينجح بسبب تواجد عدد من أفراد عائلة أبو رجب فيه، الموضوع مؤجل مع إصرار قادة الاحتلال الإسرائيلي العسكريين على تنفيذه، فيما تنتظر العائلة ردّ المحكمة الإسرائيلية على الاعتراض الذي قدّمته حول القرار العسكري غير القانوني.
وأكد أبو رجب لـ"العربي الجديد"، أنه "يستحيل أن نخرج من المنزل مهما كلفنا من ثمن"، مطالباً المسؤولين في السلطة الفلسطينية بضرورة التدخل ومنع المستوطنين من الاستيلاء على منزلهم، وتحمل مسؤولياتهم تجاه اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
بدوره، رأى المتحدث الإعلامي باسم "تجمع شباب ضد الاستيطان"، حمزة الزغير، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن القرار العسكري الصادر عن الإدارة المدنية الإسرائيلية غير قانوني، كون الجزء الذي يتذرع المستوطنون بشرائه قد تم إخلاؤه قبل عامين ونصف العام، مشيراً إلى أن عائلة أبو رجب تملك أوراقاً تثبت ملكيتهم لمنزلهم الذي يؤوي نحو 12 فرداً.
وحذّر الزغير من أن نجاح المستوطنين بالاستيلاء على المنزل، سيكون مقدمة للاستيلاء على الحي الذي يقع بالقرب من حاجز أبو الريش العسكري والذي لم يتبق فيه سوى عشرة منازل فلسطينية، لافتاً إلى أن عملية الاستيلاء على المنزل تعني تسليم المنطقة بكاملها للمستوطنين المتطرفين وإخلاءها من سكانها العرب.
وأوضح بأنّ هنالك متابعة قانونية في محاكم الاحتلال لإبطال القرار، فيما سيبقى النشطاء وأفراد العائلة يتناوبون على حراسة المنزل للتصدّي لأي هجمة أو محاولة من الجيش والمستوطنين لإخلاء المنزل والتي قد تحصل هذه الأيام.
اقرأ أيضاً: غضب الضفة متواصل وسط هجمات المستوطنين