لا يكتفي صاحب "يا ميمة" بألبوم غنائيّ واحد يحمل أكثر من عشر أغنيات خلال العام الواحد، بل يتعدّى ذلك ليختار أغنيات منفردة "سينغل" خلال العام. فبعد ألبومه الأخير "عاصي الحلاني 2013"، الذي صدر قبل عام، أطلق أخيرا أغنية باللهجة المغربية عنوانها "ساطا" من كلمات مصعب العنزي وألحان مراد الكزناي.
ورغم الانتقادات الشديدة التي طالته بشأنها واتهامه بأنّه لا يتقن اللهجة المغربية الأصلية، أطلق من دبي قبل يومين أنشودة "رياح البغض"، وشاركته في إنتاجها شركة "يونيفرسال" التي تبنّت مجموعة من خرّيجي برنامج "ذا فويس" في موسميه الأول والثاني، أيضا رغم الانتقادات التي تطالها بسبب تقاعسها عن تنفيذ ألبومات الأصوات التي توقّع معها مرغمة عقودا حصرية بعد "ذا فويس".
لكنّ الحلاني يعوّل على هذه الشركة، فشاركها في مشروعها "رياح البغض" من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان الفنان خليل أبو عبيد، بتوزيع موسيقي في بلغاريا مع فرقة خاصّة، بحسب ما شرح الملحن أبو عبيد لـ"العربي الجديد". واستتبع الحلّاني التوزيع بتسجيلات نهائية في استديوهات دبي.
لكن هل ستقدم "رياح البغض" الجديد على صعيد الغناء الوطني الجامع لأكثر من جنسية، أم تدخل مجددا في عصر الاستهلاك للبكاء على أطلال الوطن العربي؟ وما الذي ستضيفه هذه الأنشودة إلى مغنّي المرحلة الأخيرة من "ذا فويس" في دورته الثانية، بين لبنان والمغرب والعراق والسودان. أم أنّ عاصي الحلّاني يريد إقفال الباب على باقي زملائه المدرّبين، بدعمه مشتركيه في المرحلة الأخيرة؟ خصوصاً أنّ زملاءه المدرّبين، خلال عرض البرنامج، صابر الرباعي وكاظم الساهر وشيرين، ينهالون بالعروض جملة ومفرّق، ثم تذهب وعودهم أدراج الرياح بعد انتهاء العرض.
في المحصلة يبدو عاصي الحلاني اليوم تائهاً فنياً، في ظلّ غرق الأغنية اللبنانية والعربية عموما في سوق هابطة، وأمام تداعيات الوضع الفنّي العربي المرتبط بالأزمات التي تعيشها الدول العربية وصعوبة التسويق. أضف إلى ذلك أزمات شركات الإنتاج في العالم العربي، خصوصا روتانا التي ينتسب إليها الحلاني على الورق فقط، لتوزيع أعماله الفنية، ويعمل في شركات منافسة لها. وروتانا لا تستطيع محاسبته لأنّها تعاني ما تعانيه، فتقف متفرّجة. فيما يعيش الحلاني على شهرة أعماله السابقة، ويكسب المزيد من الحفلات بسبب ماضيه الفنّي، وليس حاضره الذي لا يتخطّى في هذه المرحلة جملة "مكانك راوح".
اليوم يراهن على أنشودة "رياح البغض"، لكنّ الأرجح أن تمرّ بسرعة البرق، بسبب انشغال جمهور الحلاني وغيره بالهموم اليومية، وأقصى ما يمكن أن تحقّقه تصفيق... من بعيد.