بمجرّد مرور نصف يوم على تعطّل "سكايب"، نشعر فعلاً بما أصاب عالمنا في آخر عقدين على مستوى الاتصالات والعمل والعلاقات الإنسانية.
يصعب وصف ما حدث في عالم الاتصالات بالثورة، وتبقى كلمة انقلاب أكثر موضوعية، والأرجح أن المستقبل سيبيّن كيف كانت ثورات مضادة - تسيّرها شركات ومتربّحون - تجري داخل ثورات التقنية، شبيهة بتلك التي وضعت النير في عنق الثورة الصناعية.
لا أحد بإمكانه الجزم بأن ما حصل في عالم اتصالات العقدين الأخيرين يتضمن مفاعيل تحريرية، وأن الإنسان لم يرتد إلى أكثر مستويات البشرية تبلداً وقلة إحساس في زمن الهواتف الذكية والتسوّق الإلكتروني.
بل إننا لسنا متأكدين من أن الضربة التي وجهها "سكايب" إلى البيروقراطية وثقافة المكتب، هي ضربة موفقة لما تتضمنه من تقليص لمفهوم التواصل ذاته وجعله بلا نسغ إنساني.
ولا يعرف كاتب هذه السطور، الذي استيقظ مثل ملايين البشر اليوم على تعطّل "السكايب"، لِمَ تذكّر رواية كابوسية عنوانها "الساعة الخامسة والعشرون"، قرأها في عمر مبكّر وبات أقرب الآن إلى إدراك مفهوم كاتبها لـ"الرقيق التقني".
كونستانتين فيرجيل جيورجيو، الكاتب المجري الذي عاش منفىً غامضاً في باريس ومات فيها عام 1982، فاتته أحداث عقدين حاسمين بعد هذا التاريخ. وفاته أن يرى قارته العزيزة وهي تدفع البشرية كلها إلى ساعتها الخامسة والعشرين.
اقرأ أيضاً: التاريخ على يوتيوب