تضغط الأحزاب الكردية، على السلطات العراقية، والكتل السياسية التي تتحاور معها لتشكيل الحكومة الجديدة، من أجل التوصّل إلى صيغة تضمن إخراج القوات العراقية، ومليشيات "الحشد الشعبي" من محافظة كركوك، والتي دخلتها قبل عام.
ودخلت القوات العراقية، ومليشيات "الحشد الشعبي" محافظة كركوك شمال العراق، على خلفية استفتاء الانفصال الذي أجري في إقليم كردستان، وكركوك، والمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، في 15 سبتمبر/أيلول 2017.
وقال عضو في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" (يرأسه جلال طالباني) الذي كان يسيطر على كركوك قبل دخول القوات العراقية إليها، إنّ مسألة الإدارة المشتركة للمحافظة تقع على أولويات المفاوضات التي تجري، منذ أسابيع، مع الكتل "الشيعية" الفائزة بالانتخابات.
وأوضح عضو الحزب الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني، يسعى إلى إقناع أحزاب بغداد بالموافقة على خروج الجيش العراقي، ومليشيا الحشد الشعبي إلى أطراف مدينة كركوك".
وتابع: "طرحت عدة مقترحات بشأن تنظيم أمن كركوك، من بينها الإدارة الأمنية المشتركة بين قوات عراقية وكردية، في حال لم تتم الموافقة على إصدار قرار بإخراج الجيش والحشد الشعبي بشكل كامل".
وأشار إلى "وجود نية كردية بعدم الدخول في أي تحالف مع بغداد لتشكيل الحكومة المقبلة، ما لم يتم حل أزمة كركوك بشكل واضح ومفصّل".
من جهتها، قالت نجيبة نجيب عضو البرلمان العراقي السابق عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (حزب مسعود البارازاني)، إنّ "مسألة كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، ينبغي أن تحلّ وفقاً للدستور والقوانين العراقية"، مشددة، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، على "ضرورة تطبيق المادة 140 من الدستور، والتي تمهّد لتطبيع الأوضاع في كركوك".
واعتبرت أنّ "توحيد الموقف الكردي سيكون هو الحلّ للاستحصال على الحقوق الكردية من بغداد"، داعية إلى "تجاوز الانقسامات، والتفكير في مصلحة الشعب الكردي".
وفي السياق، أكد سيروان الجاف، وهو أحد ضباط قوات "البشمركة" الكردية، التي كانت تتولّى أمن كركوك قبل دخول القوات العراقية، العام الماضي، أنّ "الوضع الأمني تدهور بشكل كبير في كركوك خلال العام المنصرم، بسبب تصرفات مليشيات الحشد الشعبي، وبعض عناصر الجيش العراقي".
وأضاف الجاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "الحل يكمن في عودة القوات الكردية لضبط الأمن".
ولفت إلى "وجود خروقات أمنية متكررة في بلدات جنوب كركوك كالحويجة والرياض"، معتبراً أنّ "مساهمة البشمركة في حفظ الأمن، ستساعد على استقرار هذه المناطق".
وترفض السلطات العراقية، إخراج قوات الجيش والشرطة الاتحادية، ومليشيات "الحشد الشعبي" من كركوك، على الرغم من المطالبات الكردية المتكررة، وسط حديث نواب أكراد عن قيام ضباط وعناصر بالشرطة الاتحادية العراقية، باعتقال وتعذيب مدنيين، في مناطق قرب كركوك.