عبادي إلى واشنطن لاستعطافها على "الحشد الشعبي"

13 ابريل 2015
العبادي يحمل تطمينات بضبط تصرفات "الحشد" (عمرة يولماز/الأناضول)
+ الخط -
يعتزم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، البدء بأول زيارة رسمية له إلى واشنطن، اليوم الإثنين، تلبية لدعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالتزامن مع ازدياد حدّة المعارك بالعراق، واتساع رقعة الخلاف على ملف مشاركة المليشيات في استعادة المدن من تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، بسبب جرائم ارتكبتها في مدن عراقية محرّرة حديثاً.

وبحسب المعلومات المسرّبة، فإنّ الزيارة ستركز على تنسيق الجهود والدعم الأميركي المقدّم للعراق في مجال التسليح والضربات الجويّة ضد (داعش). فيما كشف مصدر سياسي لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تركّز على إشراك مليشيا "الحشد الشعبي" في المعارك، مع الغطاء الجوّي للتحالف الدولي. وأضاف أن "العبادي يحمل تطمينات من ضبط تصرفات تلك المليشيات ذات النهج العدائي ضدّ العراقيين السنة"، على حدّ تعبيره.

بدوره، قال المتحدّث باسم مكتب العبادي، سعد الحديثي لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي يتوجه غداً (اليوم) الى واشنطن، على رأس وفد حكومي رفيع، استجابة لدعوة تلقاها من الرئيس الأميركي"، موضحاً أنّ "العبادي يلتقي أوباما وكبار المسؤولين، ويبحث الجانبان التعاون العسكري بين البلدين والدعم الأميركي للعراق في حربه ضد (داعش)".
 
وأضاف الحديثي أنّ "الزيارة تركز على تنسيق المواقف مع واشنطن في الحرب على الإرهاب، وتنسيق عمليات تحرير الأنبار والموصل من يد (داعش)"، مضيفاً أنّ " العبادي يعرض خلال زيارته وجهة نظر العراق بشأن التطورات بالمنطقة، ولا سيما الأوضاع في اليمن".
 
وفي الإطار نفسه، كشف مصدر في التحالف الوطني، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "العبادي يسعى لكسب موافقة واشنطن بمشاركة (الحشد الشعبي) في معارك الأنبار والموصل"، مشيراً الى أنّ "واشنطن رفضت بشكل قاطع دخول طيران التحالف في أيةّ معركة تشترك فيها مليشيات (الحشد الشعبي)، ومنها معركة محافظة الأنبار".
 

وأضاف أنّ "أعضاء مجلس الأنبار ونواب المحافظة اجتمعوا أمس في مبنى السفارة الأميركيّة في بغداد، وبحثوا الموضوع مع السفير الأميركي وممثلين عن الحكومة العراقيّة، وأن الجانب الأميركي رفض بشكل قاطع المشاركة مع (الحشد) في أية معركة".
وقال إن "الحكومة أجبرت على القبول بذلك، وأخرجت المليشيات من الأنبار، نزولاً عند الرغبة الأميركية".
 
من جهته، رأى الخبير السياسي، محمود أحمد القيسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "العبادي اليوم بين نارين؛ فهو لا يستطيع أن يفرّط بالجانب الأميركي، ولا بالأحزاب الشيعية وإيران الداعمة لهم"، مبيناً أنّ "الرفض الأميركي القاطع لدخولها في أية معركة يتواجد فيها (الحشد الشعبي)، ضيّق الخناق على العبادي، الذي لا يستطيع إرضاء الجانبين".

 وتابع القيسي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "العبادي يخشى من خطر المليشيات ومن يقف وراءها، ولا يستطيع أن يحيّدها عن الساحة في الظرف الحالي، كما يعرف بأنّ أيّة معركة تدخلها القوات العراقية لا يمكن لها أنّ تحقق أيّ انتصار من دون وجود طيران التحالف الدولي، كما حصل في معركة تكريت"، مشيراً الى أنّ "العبادي يبذل جهده لمحاولة كسب ودّ الولايات المتحدة تجاه (الحشد)، ومحاولة الجمع بينهما في المعارك المقبلة".
 
وأشار الى أنّ "الولايات المتحدّة، قد ترضى بدخول الحشد في المعارك، مقابل بعض الشروط التي تفرضها على العبادي، والتي قد يرضى بها الأخير بسبب الخناق الذي هو فيه"، مبيناً أنّ "كل هذه التنازلات ستكون على حساب الشعب العراقي".

اقرأ أيضاً ("داعش" يستغل صراع الإرادات الأميركي - الإيراني في الأنبار)

وتسعى الحكومة العراقية والأحزاب الشيعية الى دخول مليشيا "الحشد الشعبي" إلى محافظة الأنبار بكل السبل، على الرغم من رفض أهالي ومسؤولي الأنبار دخول "الحشد"، بسبب تورطه بانتهاكات كبيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر في بابل.