عبارات خليجيّة تراثيّة تستهوي الشباب

21 أكتوبر 2014
التقنيات تنافس التراث (فرانس برس)
+ الخط -
لا تستوقف هبة محمد (22 عاماً)، الكثير من العبارات الحديثة، كما تستوقفها العبارات الشعبية القديمة. تنقلها هذه الكلمات إلى حقبة الأجداد، وتطرح أمامها الكثير من التساؤلات التي ترغب في كشفها.
تقول هبة: "أسمع الكثير، لكنّ العبارات التراثية بالذات تستوقفني، بخاصة ما لم أسمعه سابقاً منها، وهو ما يشكل لغزاً لديّ أسعى لحلّه".
من جهتها، تعتبر مرام عبد الله (19 سنة)، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ العبارات الشعبية القديمة أدق تعبيراً وأكثر ثراءً من عبارات اليوم التي لا تهتم بالتفاصيل. وتضيف أنّ اللهجة الحالية فقدت جرْسها الصوتي المحبّب، وتحوّلت إلى لهجة شبه موحّدة تضم خليطاً من عبارات عربية وأجنبية. وتعطي مرام مثالاً عن تلك اللهجة سمعته من جدتها، وتتذكر كيف دُهشت عندما عرفت أنّ عبارة "الجعدة تخرّجت"، تعني أنّ صغيرة العائلة تخرجت.
تلك اللهجة تُستعاد بطرق مختلفة اليوم. ففي أحد أشهر "مولات" الكويت، على سبيل المثال، عمد كثير من أصحاب المحال التجارية إلى تسميتها بمفردات خليجية خالصة، أملاً في جذب الزبائن.
ويمكن أن تجد هناك محالاً بأسماء "زوارة"، التي تعني وليمة ما بعد العرس، و"بزة" ومعناها رفوف الأقمشة. وكذلك "حليب وهيل". كما يزيّن أصحاب هذه المطاعم جدرانها بصور ولوحات تتضمن عبارات شعبية ما زالت عالقة في ذاكرة الآباء، ومنها: "بتمبه كسر اللمبة"، وتعني السمين كسر المصباح. و"صحن همبه" أي طبق المانجا. بالإضافة إلى بث شاشات التلفزيون هناك مسلسلات احتلت حيّزاً من الذاكرة الشعبية مثل "درب الزلق".
من جهته، بادر أحد المطاعم إلى إطلاق قائمة طعام مليئة بالكلمات الشعبية، ومنها "ناطع"، وتعني طعم مركز وحاد. و"ريوق"، أي فطور، وكذلك "صينية مرت خالي، وصينية جارتنا أم فادي، وصينية ماما لولوة، وصفة عواشة". وفي صفحاتها عبارات غريبة منها "الطباخ سافر وغربلنا"، و"دير بالك ترى نار وشرار"، و"أقول كل بإيدك وخل عنك الذرابه!"، و"اليوم عيد ميلاد حمودي، صار 10 سنين، الأيام تركض".
ويقول حيدر حسن (28 عاماً)، الذي توقف في السوق لتصفّح القائمة: "جذبني شكلها. ظننتها مجرد دفتر، لكن عندما فتحتها بدت لي مسلية بالعبارات الشعبية والتعليقات اللطيفة التي تحتويها، وبالرسومات والحواشي".
فيما تصف فاطمة صالح (25 عاماً)، القائمة بأنّها "تشبه دفاتر طبخ الأمهات قديماً. فقد كُنّ يدوِّنَّ الأطباق بأسماء مَن تعلمن منهنّ، مثل طبق خالتي موزة".
دلالات
المساهمون