غادر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، القاهرة، بعد زيارة قصيرة استغرقت يوماً واحداً، التقى فيها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد انتهاء مباحثات الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن أبومازن التقى في مقر إقامته بمصر الجديدة، قبل لقاء السيسي، عدداً من قيادات الأجهزة الاستخباراتية المصرية، للتباحث في مستجدات العلاقات مع حركة "حماس"، ومتابعة ملف المصالحة الداخلية الذي واجه عقبات عديدة خلال الشهر الماضي.
وأضافت المصادر أن القيادات المصرية أبلغت عباس أن "إنجاح المصالحة الداخلية هو الملف الذي يجب أن يحظى بالأولوية حالياً، باعتباره حجر الأساس لقيام الدولة الفلسطينية وإظهارها أمام العالم قابلة للاستمرار".
وأصدرت الرئاسة المصرية بياناً أوضح أن "السيسي التقى عباس في جلسة مباحثات مطولة ضمت وفدي البلدين، استعرضت مستجدات القضية الفلسطينية، على خلفية قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها".
وخلال اللقاء أكد السيسي أن "موقف مصر سيظل ثابتاً بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مع استمرار مصر في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وقدم عباس عرضاً مفصلاً للجهود والمساعي الفلسطينية منذ عام وحتى الآن في ما يخص القضية، ومحاولات استئناف عملية السلام، موضحاً أن "القرار الأميركي الأخير جاء مفاجئاً رغم كل ما أظهرته السلطة الفلسطينية من مرونة واستعداد للوصول إلى حل استناداً إلى المحددات الثابتة، وأهمها حل الدولتين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وفق حدود 4 يونيو/ حزيران 1967".
وناقش الطرفان سبل التعامل مع تداعيات قرار الولايات المتحدة على وضعية مدينة القدس، وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط، وخطوات التحرك على الأصعدة المختلفة، سواء في إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أو في إطار المحافل الدولية.
كما أكد الجانبان في البيان "أهمية تضافر الجهود الدولية للحفاظ على فرص التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، والمضي قدماً في عملية المصالحة الفلسطينية كخيار استراتيجي لا غنى عنه، خاصة في الوقت الراهن، وفي ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية والقدس من مخاطر غير مسبوقة، بما يمكّن الفلسطينيين من الوقوف صفاً واحداً للتعامل مع يواجهونه من تحديات".
واختتم البيان بأن الرئيسين اتفقا على "مواصلة التنسيق والتشاور المكثف، واستغلال الزخم الدولي الرافض بالإجماع للقرار الأميركي الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
يذكر أن وكالات عربية ودولية كانت قد نشرت، مساء أمس، نبأ مفاده أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، سيحضر مباحثات السيسي وعباس الاثنين، إلاّ أن الرئاسة المصرية نفت ذلك ضمنياً صباح اليوم، بتأكيدها أن "القمة التشاورية ثنائية".
وأصدر الديوان الملكي الأردني بياناً بالتزامن مع اجتماع القاهرة، أعلن أن الملك عبدالله استقبل اليوم رئيس مجلس الشيوخ الياباني.